عندما طالب بعض الزعماء العرب الرئيس الراحل صدام حسين بالتخلى عن الحكم قبل غزو العراق لم ياخذ مطلبهم او نصيحتهم بجدية لانة تصور ان جيشة من القوة بحيث يمكنة التصدى لقوات الحلفاء وهزيمتهم.
وعندما نصحة البعض قبل بدأ المعارك بترك العراق حفاظا على سلامتة الشخصية رفض النصيحة لانة تخيل ان الحرس الجمهورى واجهزة امنة ومخابراتة وحرسة الشخصى كانوا قادرين على الدفاع عنة وحمايتة والتضحية بحياتهم من اجلة. وعندما بدأت المعارك وجدنا حراسة يهربون وجيشة يستسلم للقوات الغازية.
وعندما القى القبض علية مثل اللصوص والمجرمين لم نجد ملايين العراقيين يخرجون الى الشوارع من اجل اطلاق سراحة او حتى لمجرد الاحتجاج واظهار تعاطفهم معة.
وعندما كان يحاكم على الجرائم التى ارتكبها ضد الشيعة والاكراد والشعب العراقى كنا نجد الرئيس الراحل يضحك ويقهقة ويسخر من القاضى رغم خطورة الاتهامات التى كانت موجهة الية والتى تصل عقوبتها الى الاعدام شنقا او رميا بالرصاص.
ولماذا كان يضحك ويقهقة صدام اثناء محاكمتة لانة تصور ان محاكمتة كانت مجرد تمثلية سوف تنتهى باطلاق سراحة واعادتة الى سدة الحكم من جديد. كان صدام يتصور ان سجنة او اعدامة شبة مستحيل لانة كان لا يزال يعتقد ان ابناء شعبة سوف يثورون ويحتجون ويخرجون بالملايين للدفاع عنة واخراجة من سجنة. كان صدام يعتقد ان اصدار حكم ضدة بالاعدام سوف يكون بمثابة الزلزال اوالبركان الذى حتما سيفجر غضب العراقيين ضد قوات الاحتلال.
ولكن كانت تصورات صدام حسين غير صحيحة فلم يثور الشعب العراقى عندما قيد رئيسهم السابق الى حبل المشنقة ونفذ حكم الاعدام فية. ولم نرى ارض العراق تزلزل من الغضب او مسيرات الاحتجاج بعد اعدام صدام فى شوارع العاصمة العراقية.
لماذا؟؟ لان الرئيس الراحل نسى انة كان ديكتاتورا غليظ القلب والاحساس يبطش بمعارضية ولا يتردد فى قتلهم والتخلص منهم بابشع الطرق... كان يحكم شعبة بسيفة ومسدسة واسلحتة الكيماوية التى حصدت الوف من الاكراد والشيعة.. وتسبب فى موت ملايين العراقيين فى حروب لم يكن هناك ما يبررها ضد ايران والكويت وثالثة ضد الامريكان وقوات الحلفاء... وكان وراء هروب ملايين اخرى الى خارج العراق بحثا عن الامن والامان وهروبا من ظلمة وبطشة. لكل هذة الاسباب ترك الشعب العراقى رئيسة السابق صدام يواجة وحدة حبل المشنقة والموت بطريقة مهينة ومخزية لاتليق برئيس جمهورية ابدا وانما تليق بالمجرمين والقتلة والسفاحين.
اننى على ثقة لو كان صدام حسين عادلا يحكم بالديمقراطية والمشورة ويحترم انسانية وادمية شعبة ويخاف على مصالحهم لما تجرأ الامريكان والحلفاء على غزو العراق.. ولكان تنقيذ حكم الاعدام فية من سابع المستحيلات.
ليت بعض الحكام الذين يحكمون شعوبهم بيد من حديد واخرى من نار يأخذون العبرة والموعظة مما حدث لصدام حسين.. ليتهم يدركون ان امنهم وامانهم لن يضمنة لهم حراسهم وجنودهم واجهزتهم المتعددة المكلفة بالحفاظ على حياتهم وسلامتهم بنفس القدر الذى يضمنة لهم الحكم بالعدل والمساواة والرحمة والديمقراطية والابتعاد عن التميز والتحيز لفئة على حساب اخرى وايضا وهو الاهم احترام انسانية وادمية شعوبهم.

استراليا
[email protected]