الأستاذ والدكتور ساكا، رئيس قسم العلاقات الدولية في المعهد
الأستاذ والدكتور هفال ميرو، رئيس قسم الدراسات البرزانية، الكوردية والعربية في المعهد
ان تحديد الأخلاق،التاريخ والسجايا والروح الانسانية،العادات، التراث الحضاري والشخصية لمجتمع ما من الأمور العسيرة وخاصة اذا ما كانت لشعب يعود تاريخه وحضارته الى عشرات الآلاف من السنيين
(انظر الكتاب The Kurds over History by P.Dr.Ass Heval Miro،Berlin 2004).
على بدء الحضارة وذلك لأن الحضارة والتحرر تحد واستجابة.
والمتحضر والمتمدن من يستجيب للتحدي.ومن لا يستجيب للتحدي،يموت على القهر ويموت.
وعندما ندرس تاريخ الكورد وما جرى في بلادنا من تحد وقتل وخراب ونزعات داخلية وخارجية وتكالب الدول الأوروبية ثم التركيةـالبعثية والفارسة عبر التاريخ ورغم ذلك قبلوا التحدي ولا يزالون مستمرين بسبب حضارتهم الآرية-الهورية-الميزابوتانية العريقة التي تعود لآلاف السنين.
في الواقع، تعتبر الواقع الجغرافي لوجودهم والطبيعة الجبلية والزراعية صديق حميم للكورد تاريخيا وسبب ديمومة لهم لأن الجبل منطلق وشامخ لا حاجز،من يجاور الجبل والطبيعة الخضراء يكتسب اتساع الأفق ومتسع رحب للنشاط،الحرية والثورة ولا عائق......
كما يكتسب اتساع الأفق،وروح الحر المقاوم والثأر على العبودية والطغيان.
كما ان موقع كوردستان الجغرافي يشكل صلة الوصل بين الشرق والغرب، بين قارة آسية،أوروبا.
أن جميع المصادر والمراجع التاريخية تثبت على ان حضارة الكورد الآرية-الهورية-الميزابوتامية هي أولى الحضارات التي ظهرت على وجه الكرة الأرضبة.
وقبل الهجمة الأشورية-السريانية ثم الفارسية كانت مشهورة بأرض الطيب،الخضراء،البخور،وشتى انواع العطور،مناجم،الفضة،النحاس،الحيوانات والنباتات وكانت مثل الهند مشهورة بالزراعة وسواحل أفريقيا باالأدوية والأعشاب الطبية وذلك منذ أكثر من 1500قبل الميلاد.
وكانت مرتبطة في علاقاتها التجارية عبر البحر المتوسط،الخليج العربي،
وكذلك حدودها الممتد الى الهند،القفقاز،الخليج العربي،الاردن ومصر و سواحل مكران القديمة،كما كانت تجتذب اليها تجار اليونان وأقاصي بلاد الغرب، لذا غهي حقآ مهد الحضارة والتجارة الشرقية العالمية.
بسبب هذه التجارة المزدهرة والطبيعة الغنية والجنات الخضراء والعيون الجارية العذبة المتدفقة حصلت منافسة بين الامبراطوربة الكوردية خصوصآ الميدية والأمبراطورية الرومانية(اثناء حكم الفيدرالي الكورديـالكورشي الفارسي)وبعد أتفاق مشترك حارب الميديون الكورد والفرس معآ في وجه الامبراطورية المكدونية سنة 339قبل الميلاد.كان الميديون يميلون الى حرية المذاهب والأديان وكذلك الميتانيون الكورد من قبلهم،لذا اتحدوا وتصدوا،للهجمة المكدونية وحتى بعض القبائل الأفريقية،الذين تقدموا من الحبشة آنذاك، التي كانت تنوي وتستهدف نشر المسيحية بالقوة وهذا سبب الاستحداد بالقوى
الكلدانية،الارمنية،الفارسية التي كانت تؤمن بحرية الأديان أيضآ وبخاصة في عهد الأمبراطورية الميدية الكوردية،حيث المذاهب النجومية والصائبة منتشرة هناك فكانت للشمس آلة مشهورة هي عشتروت آلة البهجة والتكاثر والنمو والتي سميت في ميديا وحتى ايران عموما باسم أناهيد او أناهيتا وهي نفسها آلة الزهرة عند العرب ثم سميت باالزرادشتية والمانوية، وأحيانا مذعب مزدك وقد أنتشرت هذه المذاهب الميديةـالأزداعيةـالزردشتية في اليمن وبخاصة المزدكية بين ملوك الغساسنة العرب، فيما كان الملك الحميري ذو نواس يعتنق اليهوديةويعتز باالآداب الزردشتية او التلمودية.
1-الشرق وخصوصا كوردستان مهد حضارة الانسانية:
اذا كان الشرق مهد الحضارة الانسانية فان الكورد والميزوبوتاميا هم
مركز المدينة والحضارة العريقة، لقد كان الكيان الكوردي والقبلي الخاص بهم،وكذلك قوميتهم ولغتهم الكوردية،ثم بعد الغزوات الخارجية والاعتداءات المتكررة من الداخل والخارج أنهارت الأمبراطورية الميدية الكوردية-الكورشيةالفيدرالية ليست سنة 555قبل الميلاد بل انهارت سنة 337قبل الميلاد على يدالأسكندر المكدوني الكبير.
وهذا ما ورد في المصادر اليوناتية(للكاتب هرودت،لا هارد)،الرومانية
،الرومانية،الفارسية والعربية، قد ذكر في تلك المصادر انهم ليسوا من الفرس،العرب والترك وانما كان الفرس والترك وأعداءهم بسبب نسبهم
وأصالتهم الكوردية والقومية.
فلما جاء الاسلام كان الكورد من السابقين للمشاركة في الفتوحات الاسلامية،فدخلوا السند ومكران والقادة الكورد الفاتحين،الذين حملوا
على عواتقهم أمانة أو نشر الرسالة الأسلامية آنذاك.
اذا وحد صلاح الدين الأيوبي الكوردي العرب وحررهم من الحملات الرومانيةـالاوروبية آنذاك،فان الكورد استجابوا لنجدة الفارس اليمني كي يمدوا يد العون اليهم، وهم كانوا مع الفارس اليمني سيف بن ذي يزن حينما طرد الفرس من اليمن.
(المصادر الايرانيون والعرب في عهد ساسان،تأليف تيودور نولدكه الألماني،ايران في عهد ساسان،تأليف Prof.Arthur Christen،
،Heredut،Harald Harman)،كما اشرنا اذا كان كوردستان مهد الحضارة ومفتاح بل جسر الاتصال بين الشرق والغرب،فان مدينة كركوك الكوردية تقع او يربط بين شواطئ البحرين المتوسط والأسود بالخليج
وطريق الحرير الذاهب الى اسيا الوسطى والصين.
وقد ادركت شعوب المنطقة والعالم منذ عصور القديمة الأهمية الأستراتيجية لكركوك والقصبات التابعة لها والواقعة على هذا الطريق.
كما نعلم ان الأمبراطورية الأستعمارية كالأوصملية-الأوروبية،حاولت خلال القرون الأخيرة على اسكان رعاياها على طول الوصلة المواصلاتية ولا سيما خلال الحكم البعثي من العصر الحديث.
بدون شك أن كركوك تاريخيا و جغرافيا واثنيا وعبر مراحل التاريخ الهوري،السومري والميزابوتامي مدينة كوردية وجزءآ لا يتجزء من امارة أردلان الكوردية،حيث كانت كركوك مركز لايالة شهرزور بقيادة أمير الموكريين عام 1583 وكانت تتبعها هولير -اربيل ومنطقة السليمانية الحالية وكما كانت مدعمة من امارة اماديان 1180 ثم امارة بارزان عام 1264.والجدير باالذكر أصبحت ضمن ممتلكات الأمارة البابانية،التي حلت محل امارة أردلان والتي تعرف اليوم باالكوردستان الفيدرالي.
2- ما هي التأثيرات التي شهدتها مدينة كركوك؟
في الحقيقة لم تشهد مدينة كركوك تأثيرات تذكر للتتريك في كركوك وتوابعها والتي كانت تابعة للأستعمار العثماني رسميآ بموجب معاهدة أماسيا بين العثمانيين والصفويين عام 1555،فحتى التركمان القزلباشيين لم يأتوا أو رافقوا حملة الشاه عباس الصفوي عام 1623-1630 وحملات شاه الأفشاري خلال 1743-1746 على كركوك، أربيل،الموصل،السليمانية حيث أستقرت آنذاك هذه القبيلة التركمانية قريبآ من السهول القريبة لكركوك والموصل وحتى كانوا يعادون الدولة العثمانية ويقفون الى جانب ايران في الصراع ضد العثمانيين.
ولكن بعد سقوط امارة بابان فتح الأفاق عام 1851 امام السيطرة المباشرة للعثمانيين(انظر على الدراسات الكوردية للدكتور قادر)
في كركوك والموصل.وبالرغم من المصادر النادرة،التي تثبتت وأشارت الى التكوين والتركيب الأثني لسكان كركوك، أن الكورد فعلآ يشكلون أغلبية سكانها الأصليين والأساسيين حتى قبل عام 1950.
ولكن لا بد ان نذكر أن دراسة المهندس الروسي يوسيب ضيرنيك هو الأقرب
الى الواقع والحقيقة،حيث أثبتت من خلال دراساته حول الملاحة النهرية عام 1783-1872 ونشرها عام 1879 في المجلد السادس/قسم القفقاس للجمعية الجغرافية للملكية الروسية على أن عدد سكان كركوك في ذلك الوقت ب 12-15 ألف نسمة وأثبت بأنه وبأستثناء 40عائلة أرمنيةـأشوريةـكلدانية فان باقي السكان كانوا من الكورد تمامآ.
أما دراسة رسمية قامت بها دائرة لواء كركوك بعد الحرب العالمية وهذا ما أشار اليه اليها محمد أمين زكي في مذكرته الى الملك الفيصل في 20.كانون الأول 1930 وكانت نسبة السكان في كركوك كاالتالي:
الكورد 51%
التركمان 21،5%
العرب 20%
المسيحيين 7،5%
ولكن لا بد نذكر ان المندوب البريطاني أدموندز،ومن خلال الأتفاقات السرية بين الحكومات البريطانية-الفرنسية-الروسية-الالمانية والتركية قلل من نسبة الكورد الى 20%،لكن الدراسات التاريخية-العلمية-الأثرية والأحصائيات السكانية لا تعتمد على ما قدمه اندموندز،لأن دراسته لاتعتمد على الواقع والحقيقة بل ذات أبعاد استعمارية وتأمرية.وكان المندوب البريطاني منسقا مع الدولة التركية وحلفاءها في حربها لمنع قيام الدولة الكوردية.والجدير باالذكر ان عصبة الأمم المتحدة ذكر بأن الجانب العراقي قدر عدد سكان كركوك سنة 1922ب:
الكورد 42،5%
العرب 32،9%
التركمان 23،4%
الآخرون 2،2%
وحتى هذه التقديرات العراقية قريبة للتقديرات البريطانية.
كانت اتفاقية سايكس بيكوت التي عقدت عام 1917 محاولة لتسوية المشاكل العالقة بتقسيم مستعمرات العثمانية بين القوى الكبرى.
تلك الأتفاقية اعلنت ميزوبوتاميا الجنوبية مع بغداد منطقة سيطرة بريطانية،بينما عدت المناطق الداخلية منطقة نفوذ بريطانية، اما ولاية الموصل ظلت منطقة نفوذ وليست سيطرة فرنسية وقد اجبرت بريطانيا فرنسا على التخلي عنها في مؤتمر سان ريمو عام 1920مع تعويضها ب25%من اسهم شركة النفط التركية.
وكانت فرنسا قد وعدت بالسيطرة على الجزء الأكبر من كوردستان العراق وسوريا والجزء الجنوب الشرقي من كوردستان تركيا مع ارمينيا الغربية.
بينما دخلت مناطق من كوردستان العراق الى الجنوب الى كركوك وجبل حمرين والجزء الجنوب الغربي من كوردستان ايران ضمن المناطق نفوذ البريطانية وتركت الأجزاء الباقية من كوردستان الشمالية والغربية لروسيا.
جرى تطبيق هذه الأتفاقية بأساليب جديدة بعد قيام الثورة البلشفية
في روسيا والكمالية في تركيا ودفع شعبنا ثمن هذه الأتفاقات الجائرة.
وهنا يطرح سؤال نفسه هل 2-
ما هي التأثيرات التي شهدتها مدينة كركوك؟
في الحقيقة لم تشهد مدينة كركوك تأثيرات تذكر للتتريك في كركوك وتوابعها والتي كانت تابعة للأستعمار العثماني رسميآ بموجب معاهدة أماسيا بين العثمانيين والصفويين عام 1555،فحتى التركمان القزلباشيين لم يأتوا أو رافقوا حملة الشاه عباس الصفوي عام 1623-1630 وحملات شاه الأفشاري خلال 1743-1746 على كركوك، أربيل،الموصل،السليمانية حيث أستقرت آنذاك هذه القبيلة التركمانية قريبآ من السهول القريبة لكركوك والموصل وحتى كانوا يعادون الدولة العثمانية ويقفون الى جانب ايران في الصراع ضد العثمانيين.
ولكن بعد سقوط امارة بابان فتح الأفاق عام 1851 امام السيطرة المباشرة للعثمانيين(انظر على الدراسات الكوردية للدكتور قادر)
في كركوك والموصل.وبالرغم من المصادر النادرة،التي تثبتت وأشارت الى التكوين والتركيب الأثني لسكان كركوك، أن الكورد فعلآ يشكلون أغلبية سكانها الأصليين والأساسيين حتى قبل عام 1950.
ولكن لا بد ان نذكر أن دراسة المهندس الروسي يوسيب ضيرنيك هو الأقرب
الى الواقع والحقيقة،حيث أثبتت من خلال دراساته حول الملاحة النهرية عام 1783-1872 ونشرها عام 1879 في المجلد السادس/قسم القفقاس للجمعية الجغرافية للملكية الروسية على أن عدد سكان كركوك في ذلك الوقت ب 12-15 ألف نسمة وأثبت بأنه وبأستثناء 40عائلة أرمنيةـأشوريةـكلدانية فان باقي السكان كانوا من الكورد تمامآ.
أما دراسة رسمية قامت بها دائرة لواء كركوك بعد الحرب العالمية وهذا ما أشار اليه اليها محمد أمين زكي في مذكرته الى الملك الفيصل في 20.كانون الأول 1930 وكانت نسبة السكان في كركوك كاالتالي:
الكورد 51%
التركمان 21،5%
العرب 20%
المسيحيين 7،5%
ولكن لا بد نذكر ان المندوب البريطاني أدموندز،ومن خلال الأتفاقات السرية بين الحكومات البريطانية-الفرنسية-الروسية-الالمانية والتركية قلل من نسبة الكورد الى 20%،لكن الدراسات التاريخية-العلمية-الأثرية والأحصائيات السكانية لا تعتمد على ما قدمه اندموندز،لأن دراسته لاتعتمد على الواقع والحقيقة بل ذات أبعاد استعمارية وتأمرية.وكان المندوب البريطاني منسقا مع الدولة التركية وحلفاءها في حربها لمنع قيام الدولة الكوردية.والجدير باالذكر ان عصبة الأمم المتحدة ذكر بأن الجانب العراقي قدر عدد سكان كركوك سنة 1922ب:
الكورد 42،5%
العرب 32،9%
التركمان 23،4%
الآخرون 2،2%
وحتى هذه التقديرات العراقية قريبة للتقديرات البريطانية.
كانت اتفاقية سايكس بيكوت التي عقدت عام 1917 محاولة لتسوية المشاكل العالقة بتقسيم مستعمرات العثمانية بين القوى الكبرى.
تلك الأتفاقية اعلنت ميزوبوتاميا الجنوبية مع بغداد منطقة سيطرة بريطانية،بينما عدت المناطق الداخلية منطقة نفوذ بريطانية، اما ولاية الموصل ظلت منطقة نفوذ وليست سيطرة فرنسية وقد اجبرت بريطانيا فرنسا على التخلي عنها في مؤتمر سان ريمو عام 1920مع تعويضها ب25%من اسهم شركة النفط التركية.
وكانت فرنسا قد وعدت بالسيطرة على الجزء الأكبر من كوردستان العراق وسوريا والجزء الجنوب الشرقي من كوردستان تركيا مع ارمينيا الغربية.
بينما دخلت مناطق من كوردستان العراق الى الجنوب الى كركوك وجبل حمرين والجزء الجنوب الغربي من كوردستان ايران ضمن المناطق نفوذ البريطانية وتركت الأجزاء الباقية من كوردستان الشمالية والغربية لروسيا.
جرى تطبيق هذه الأتفاقية بأساليب جديدة بعد قيام الثورة البلشفية
في روسيا والكمالية في تركيا ودفع شعبنا ثمن هذه الأتفاقات الجائرة.
وهنا يطرح سؤال نفسه هل ستحاول هذه الدول الكبرى والمتأمرة والمنسقة مع الأنظمة الأستعمارية في كوردستان على تمديد عمر هذه الأتفاقية من خلال عرقلة تطبييع مادة 140 حسب الدستور العراقي وخلق سيناريوهات جديدة لئلا تنضم كركوك لوطنها الأم كوردستان وافراغها من محتواها من خلال سيناريوهات مشاركة الأمم المتحدة...الخ..؟
ام ان امريكا وحلفاءها جادون في مشروع الشرق الأوسط الفيدرالي الديمقراطي الكبير ؟
ولكن بكل تأكيد ان عصر المؤامرات والأتفاقات الأقليمية والدولية ولى وكما ان مصير واستقرار منطقة الشرق الأوسط ودمقرطتها مرهونة بحرية واستقرار ودمقرطة كوردستان وهذه هي الحقيقة على اوروبا،امريكا والمنطقة التوقف عليها بدقة وحساسية.
Bibliografii:
1- The Barzanis and Kurdish National Lebiration، by Mr.President Mausd Mustafa Barzani/1986 Beirut
2-The Kurdish National Lebiration، by Mr.President Jelal Talabani، Beirut 1981
3- The Kurds over History، by P.Dr.Ass R.H.Sulaiman Miro، Berlin/Germany Berlin 2004
4- The Kurdish Studies، by Dr.Jabar Qadir، Berlin 2006
5- The Iraqi Revolution، by Prof.Dr.Ismet S.Wanli، Lusanee 1961
6- Hermanacute;s publication Nr.3، by Mr.Fakhir and Mr.Mubasher Hedu، Iraki Federal Kurdistan 2006
التعليقات