فنتازيا عربية
اجتماع اللجنة ـ و اللجنة ( المنبسقة)
رأينا فيما سبق كيف تشكلت لجنة من عشرين عضوا برئاسة الاستاذ مستعد والعبد لله سكرتيرها و(امهات شامة) كانت ممثلة الصوت النسائي فيها.
كانت أهداف اللجنة الأساسية هي :ـ
1ـ اختيار اسم للحزب يكون معبر ا عـن توجهاته العامة.
2ـ وضع الخطوط العريضة لأفكار الحزب وسياساته ووضع لوائحه ودستوره.
استهل الأستاذ مستعد الاجتماع بنبذة تنويرية عــن الأسباب والأهداف التي شرع من اجلها في تكوين هذا الحزب، ثم فتح باب النقاش للمداولات والتي سارت كما يلي :ـ
كان أول المتحد ثين أبو عكاز الذي اقترح اٍسما للحزب هـو (حزب الصامتون الأحرار) لكنه سرعان ما جلس بعـد أن زأرت (أمهات شامة) قائلة بأننا إذا كنـا صامتين في الماضي فالآن قد نطقنا أو نوينا أن ننطق ونعمل ولذلك لا داعي لوصمنا بالصمت، لقي كلام ( أمهات شامة ) موافقة من الجميع.. خوفا أو قناعة لا ادري....
ثم وقف آخر قائلا : بما ان هــذا الحزب سيكون جامعا لجميع بني يعرب وسيكون مناطاً به حل جميع معضلاتهم وبلاويهم التي ارتكبوها على مدار السنين، لذا اقترح ان يكون الاسم هو : ( الحزب العربي الاشتراكي الشعبي الديمقراطي الفني التجاري الصناعي الزراعي الطائفي الأفريقي الاممي الإسلامي الاقتصادي الاد بي الـhellip;..)
هنا قام أحد الأعضاء مقاطعاً محتداً قائلاً : ان مثل هذه السفسطة في الأسماء هي التي أوردتنا موارد التهلكة و أضاف بأنه يجب ان يكون الاسم بسيطا ومعبرا وان نبتعد عن تلك المسميات التي لاكتها الألسن كثيرا وشوهتها فأفـرغــتها من محتوياتها... صفق الجميع لذلك المتحد ث وارتفعت الهتافات مثل ( لاعودة إلى القد يم ) و (القد يم سبب النكسة ) وهتافات أخرى كثيرة حتى بحت الحناجر. ثم قام آخر وأعقبه آخرون وكلهم اقترحوا أسماء ما انزل الله بها من سلطان.
واخيراً وبعد مداولات استمرت لعدة ساعات اقـتنع الجميع بأنه لايمكن إيجاد اسم مناسب في هذا الجو الصاخب لذ ا وافـق الجميع على الاقــتـراح الذي تقدم به أحدهم والداعي إلى تكوين لجنة يناط بها إيجاد الاسم المناسب للحزب، ولكن دار جـد ل آخر بخصوص تشكيل تلك اللجنة وهـل تكون خماسية أم سباعية، وبعد اخذ ورد واجتماعات استمرت لعدة أيام تم الاتفاق على ان تكون اللجنة من ستة أعضاء كحل وسط وكانت هذه اللجنة (المنبسقة) برئاسة الأستاذ مستعد أيضا وسكرتارية العبد لله.
اجتمعت هذه اللجنة المنبسقة ـ وهو أول( انبساق) في عهد هذا الحزب الناشئ ـ اجتمعت بعد أسبوع من انبساقها وكان ذلك الاجتماع بمنزل الأستاذ مستعد شخصيا. وبعد مداولات استمرت لعدة ساعات فشلت اللجنة في اختيار الاسم المطلوب فما كان من الحضور إلا اقتراح تكوين لجنة أخرى من عدد محدود من الأعضاء لتقوم بهذه المهمة، وجد هذا الاقتراح تأييدا من الجميع وفعلا تم تكوين لجنة جديدة من شخصين فقط هما الأستاذ مستعد والعــبد لله وطلب من هذه اللجنة ان تقوم بإجراء اللازم واختيار الاسم...... باعجل ما تيسر.
وقد كان هذا هو الانبساق الثاني وبعده غادر المجتمعون وتركونا أنا والأستاذ مستعد ( اللجنة الجديدة).
قبل ان نبدأ التداول دخل علينا أحد ضيوف الأستاذ مستعد. بعد الترحاب بذلك الضيف خرج الا ستاذ مستعد ليحضر له لزوميات الضيافة وتركني معه وحيدا في الصالون. لم (استظرف) ذلك الضيف والذي يبدو وكأنه هارب من عزرائيل، لذا طفقت أفكر في مخرج من الورطة التي نحن فيها وهي اختيار الاسم. في هذه الأثناء كان ذلك الضيف قد اخذ أوراق محاضرنا وبدأ بتصفحها.. بعد فترة فاجأني قائلا بأن كلمات منبسقة وانبساق التي تكررت في محاضرنا بـ(الثاء) وليست بـ(السين). ألجمتني المفاجأة ولم استطع حراكا أو حديثا حتى دخل علينا الأستاذ مستعد فأخبرته بملاحظة ذلك الضيف، فأسقط في يد ه- أي سقطت (الصينية ) التي كان يحملها و(اِند لق) ما عليها- وفي هذه اللحظة عرفت ولاول مرة في حياتي معنى اسقط في يده، وأيضا اكتشفت الخطأ الشائع الذي يقع فيه الجميع بقولهم( اسقط في يده ) والصحيح هو(اسقط من يده، او اسققط ما في يده).
لاحظ ذلك الضيف الارتباك الذي أصابنا فهرع إلى الباب خارجا، خاصة وان المشروب الذي جُـلب له قـد تحول إلى مصلحة السجادة. بعد خروجه نظر كل منا إلى صاحبه في حيرة وحرج، ثم بدأنا اجتماعا طارئا سريعا أتخذ نا على إثره قرارا بان ندعوا إلى اجتماع جمعية عمومية عاجل لطرح ومناقشة هذه المشكلة، ولكي نعوض ما ضاع من أيام اتفقنا على ان نطلب منهم بذل الجهود (المكثفة)...... لكننا لم نكب الأخيرة في المحضر خوفا من ان تكون بـ(السين).