فنتازيا عربية
فترة الاستراحة
عطفاً على ما سبق راينا كيف حمل الاستاذ مستعد, في خطابه للاجتماع التمهيدي للحزب, على الاوضاع المائلة التي سادت في العالم العربي فيما مضي، وانهى خطابه داعياً الى تشكيل لجنة من الحضور لوضع خطة عمل وبرنامج للحزب. بعـــــد انتهاء خطابه جلس الأستاذ مستعد بجواري وبعد أن جفف عـــرقه وشرب كوب الماء الذي ـ يليه ـ التـفت إليّ قائلا: كيف نستطيع تكوين لجنة ونحــن لا نعرف أحدا مـن هؤلاء المجتمعين؟ وبالطبع لا نعــرف مدى كفاءتهم وتأهيلهم وخبرتهم.... كدت أن أقول لـــه أن الجواب يظهر من عنوانه.. بمعنى انك تستطيع أن تعرف من هو المؤهل والكفء مــن شكله وهندامه ولكن سرعان ما أمسكت عن ذلك حين تذكرت نفسي، فـمنـظري يد ل على.. أستاذ جامعي (البد لة) وضابط كبير(الجزمةـ ولا مؤاخذة ـ) وسياسي مخضرم بالمعاش (الكرافتة) ومغترب بدول الخليج (العطر الذي يفوح مني) بل ورجل أعمال من إياهم(الساعة والخاتم)، كل هؤلاء يدل عليهم منظري وهم الذين استلفت منهم هــذه الأشياء أما المحتوى (خلوه في سركم)..... انتظر الأستاذ مستعـد إجابتي التي لم تصله, ثم أضاف قائلا بأننا يجب أن نعطي أنفسنا فرصة للتداول حتى يتسـنى لنا الاختيار و أعلن إن هناك فترة راحة لمدة ساعة نواصل بعدها الحوار لاختيار اللجنة.
أثناء فترة الاستراحة بدأنا ـ الأستاذ وأنا ـ في التفـرس في الحضور عــلنا نعرف أحدا منهم، وفي هـذه الأثناء كنا نطلق الألقاب والتسميات على من تقع عليهم أعيننا حسب ما يميزهم من صفات..فمثلا، ذلك الرجل الذي يحمل عصاة كبيرة أسميناه (أبو عكاز).. و(أبو فلجة) لذلك الذي تباعدت سنيه الأماميتين عن بعضهما.. وأبو جِبة وأبو صلعة وأبو شنب وام شمسية لتلك المرأة التي نصبت شمسيتها على راسها علي الرغم من ان الاجتماع كان في قاعة وليس في العراء، وهكذا.. أمـا ذلك الرجل ذو العمامة الضخمة فـقـد أسميناه (أبو عِمَّة)... أما تلك العمامة الأخرى ذات العشرة أمتار والتي كنا نعــقد بأنها موضوعة على التربيزة تبينا بعد جهد جهيد ان هناك رجيلا يقـبع تحتها فأسميناه (ابن عِمّــة)، أما تـلك المرأة مترامية الأطراف والتي تمددت الشامة الموجودة على خدها مع تمدد جسمها فازدادت طولا وعرضا فقد أطلقنا عليها اسم (أمهات شامة). وهكذا ما أن انتهت فترة الراحة إلا وكنا قد أطلقنا كثيرا من الألقاب والتسميات على الحضور..
بدأنا عــلى بركة الله الاجتماع مرة أخرى وفـُتح باب النــقا ش وتحدث المتحــدثون و تداخل المتداخلون وكانت الحــصيلة كثيرا من الافكارالبناءة والآراء السد يدة التي دلت على أن الكثيرين كانوا خامات جيدة جدا ولكنها كانت مد فـــــونة. بعـد تلك المداولات كانت الصورة واضحة أمامنا للاختيار, فقد اظهر الكثيرون كفاءتهم وتجردهم ووطنيتهم, وكانت هـذه هي المعايير التي تم على أساسها اختيار عشرين عضوا لتك اللجنة وتم اخـتـيار الأستاذ مستعــد رئيسا لها والعبد لله سكرتيرا، ولم نجد مشقة في اختيار ممثلة المرأة في هذه اللجنة إذ ان (أمهات شامة) قــد اتضح من مداخلاتها أثناء النقاش بأنها امرأة شرا نية وتحب الظهور والزعامة ووضح أيضا إنها إذا لم تجد ما تريد بالتي هي احسن فـقطعا ستأخذه بالتي هي أسوأ، لذلك وتجنبا لأي متاعب وسدا لكل ذرائع فقد تم اختيارهــا في اللجنة ممثلة للصوت النسائي..... والرجالي إذا شاءت.
يرجى إرسال جميع المقالات الخاصة بآراء إلى البريد الجديد: [email protected]
التعليقات