ماحدث في غزة اكبر من شارون واولمرت
فابحثوا عن ابن سبأ!!

ما جرى في غزة في الأيام الماضية، أمر مدهش يدعو إلى الذهول والحيرة، فقد فاق كل التصورات وتخطى كل النظريات والأطروحات وكسر كل ما هو متوقع وغير متوقع من احتمالات وإرهاصات. هذه الدهشة والحيرة والذهول أصابت فقط الذين وضعوا رؤوسهم داخل الرمال طيلة السنين الماضية من أمثالنا، ولكنها لم تصب من حافظوا على رؤوسهم خارج الرمال، فهؤلاء يرون ان ما حدث هو نتاج طبيعي لمقدمات كانت تجري أمام ناظرينا، وكانوا يحذرون منها غير أننا كنا نتهمهم بشتى أنواع التهم وليس اقلها العمالة. فقد كان هؤلاء يستهجنون تلك المظاهر التلثيمية التسليحية التي صارت موضة في الكثير من بقاع بني يعرب ويسمون ذلك نوعاً من الفوضى والتهريج الذي سوف يتحول في يوم ما إلى أداة إجرام وقتل، ولكننا كنا نرد عليهم بان هذه هي مظاهر المقاومة الشريفة التي هي من حق الشعوب. وعندما كانوا يتساءلون باستهجان عن سبب وجدوى وجود كميات ضخمة من الأسلحة لدى بعض الجهات تفوق ما هو موجود لدى الدول الشرعية في تلك الجهات، كنا نتهمهم بالطعن من قناة المقاومة بل ونتهمهم بخدمة أجندة العدو إذا لم نتهمهم بالعمالة إليه. ولا اعرف ما إذا كان ما حدث في غزة سوف يغير شيئاً من تلك المفاهيم أم سيظل الوضع كما كان. فيما سبق لم نكن نهتم لأي مشكلة نقع فيها أو مصيبة نجرها على أنفسنا. فقد كانت الأمور محلولة بشكل أوتوماتيكي إذ ان كل من كان يرتكب جريرة أو يستجلب مصيبة كان يلقيها على كاهل المؤامرة الدولية أو المخطط الصهيوني، أو يحاول قلب الحقائق فيما جره من مصائب بحيث يجعل المثالب فوائد ويعتبر الخسائر مكاسب، ويفعل ذلك بكل جرأة وإقدام وبجاحة لأنه يعرف ان لا احد سيعترض طريقه، لان من يعترض مصيره معروف. لذلك كان كل من يجر جريرة يخرج منها كما تخرج الشعرة من العجين، ويتركنا نحن في حيص بيص نندب حظنا و نحاول إخراج العجين من الشعرة، وهذا أصعب من جمع الدقيق الذي بعثروه فوق شوك يوم ريح. ومعروف ان الصهيونية واسرائبل وشارون واولمرت هم سبب كل المشاكل والبلاوي التي حدثت وتحدث في العالم العربي منذ أيام حمورابي وحتى الآن. فالفقر والجهل والجوع والتخلف والمرض والتشرد الذي يعم الكثير من بقاعنا في العالم العربي ما هو إلا بسبب الصهيونية، واحتمال يكون معها الامبريالية والاستعمار. ولكن الآن في غزة يبدو ان الحكاية قد كبرت وتخطت مقدرات اولمرت وشارون التآمرية. فقد كنا نزعم بأن مؤامراتهم مهما اشتدت وقويت فإنها لا تستطيع ان تجعل الفلسطيني يرفع سلاحه على أخيه حيث ان الدم الفلسطيني خط احمر. وعلى الرغم من خطوطنا الحمراء الكثيرة، والتي لا نعرف لماذا هي حمراء، إلا ان الدم الفلسطيني كان أكثرها احمراراً. والآن بعد ان تحول ذلك الخط الاحمرالى بحيرة حمراء تغطي تراب غزة، وبعد ان نقلت شاشات الإعلام ما لا يصدقه العقل، إذاً فالمؤامرة صارت اكبر من شارون وصهيونيته،ولا نستطيع تبريرها بهم، بل ولا احد سوف يصدقنا إذا دفنا الرؤوس في الرمال مرة أخرى ورجعنا إلى الاسطوانة المشروخة والتي تعزي أي خيبة للمؤامرات الصهيونية، ولكن على الرغم من ذلك فأن الإرهاصات بدأت تظهر لإدخال المؤامرة في الموضوع ذلك بعد ان رأى البعض انه لا يوجد مصفق لما ارتكبوه من منكر، بل بالعكس وجدوا استهجاناً شديدا من الجميع،وحتى الكثيرين من الذين كانت رؤوسهم داخل الرمل أخرجوها واستهجنوا . لذلك على هؤلاء ان كانوا يصرون على إدراج المؤامرة في هذه الفضيحة، عليهم ان يبتعدوا عن شارون والصهيونية ويبحثوا عن ما هو اكبر وهو عبدا لله ابن سبأ، فان كان هؤلاء، أي شارون واولمرت والصهيونية، هم سبب كل خيباتنا وانتكاساتنا طيلة الخمسين سنة الأخيرة من التاريخ، فأن جدهم ابن سبأ هو المسئول عن فشلنا وخيبتنا في بقية التاريخ، فعليكم به.