سوف يرحل عام 2007 خلال اشهر قليلة معلنا انتهاء اربعينية النكسة و التى كانت بدايتها انتصار اسرائيلي كاسح على جيوش عربية، و مع هذا فأن التاريخ غاضب على ابنائه العرب لسببان، اولهما حالات التزييف و التزوير و ثانيهما عدم توثيق ما حدث للاجيال الاتية من بعد.

توم سيجيف، المحرر في جريدة اسرائيل الاولى quot; هارتزquot; و صاحب مجموعة كتب صدرت له و هي الاسرائيلي الاول ، و السبعة ملايين بين اسرائيل و الهولوكست (المحرقة)، و فلسطين واحدة للعرب و اليهود تحت الانتداب البريطاني، يقدم اليوم كتابا هاما عن حرب الايام الست و التى بسببها تغيرت الخارطة العربية و كانت نقطة تحول في حياة دولة اسرائيل الى الافضل.

تاريخ يقف في وجه المؤرخون العرب اللذين تكاسل بعضهم عن التوثيق اما لغياب اصول و حقائق و اما لخوف من مرحلة الحرب او الانغماس في مرحلة quot;البزنس السياسي quot;، او ربما لغياب الدافع وراء التأريخ.

توم سيجيف و الذي ينمتى الى جيل جديد من المؤرخيين اليهود اللذين ينتقدون و يحللون ما قامت به اسرائيل، تماما مثلما قام به بني موريس و ابي شلايم و ايلان بابيه اللذين كسروا المدرسة الاسرائيلية التى انتهجت البروبجندا، و تعلقوا بمدرسة الواقعية و المصداقية الى حد ما في نظر البعض.

في كتاب 1967 نقراْ رسائل غير منشورة بين مسؤولين، مذكرات حكومية، تقارير عسكرية، اجندت حربية، معلومات عن جولدا مائير، موشى ديان، جمال عبد الناصر، رؤساء امريكيون، خرائط و احلام اسرائيل،المرض السوري، ثلاثة اسابيع قبل الحرب و رؤية عبد الناصر للصراع الى اليوم الى حدثت فيه الحرب، و من بعدها الايام الست.

نقرأء الكتاب و نجد الرؤية الاسرائيلية للارض الجديدة المكتسبة،الاحتلال للضفة الغربية، مشروع تيدى لتقديم الحليب و تحسين مستوى حياة العرب و اليهود على حد السواء،فكرة احتلال القدس كحالة دينية لاسعاد البشرية، و لماذا رفض عبد الناصر مبادرات من الجانب الامريكي و الاسرائيلي.

بين طيات الكتاب كيف نظر اليهود الى عبد الناصر الند و الزعيم، و الذي وصف بانه العدو المحترم صاحب المبداء الذي يريد انهاء اسرائيل و بناء فلسطين، و بين الملك الحسين في لقاء مع ياكوف هيرتزوج عام 1970 مع صورة تنشر لاول مرة عبر طبيبه اليهودي في لندن عام 1966 الراغب في الحفاظ على مملكته. هيرتزوج احد اهم شخصيات على قائمة الموساد و الذي اصبح مستشار كل من بن جوريون و ليفي اشكول و من ثم سفيرا في كندا.

و الكاتب يفتح ملف اغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركه على يد الموساد و من ثم علاقات فتح و تشعباتها، مبديا عدم الاهتمام باي دور فلسطيني مكتفيا بدور مصر و سوريا و لبنان.

و في صفحات اخرى يتحدث عن كيف اخترقت طائرات روسية الصنع بقيادة طيارين مصريين المجال الجوي الاسرائيلي و قامت بتصوير مفاعل ديمونة و غيرها من الوقائع التى تشد و تعيد الذاكرة الى تلك الايام التى عياشناها.

كيف قرر موشى ديان عدم تحويل الاردن الى جمهورية و الابقاء على الملكية، حتى لا تنضم الى مصر و سوريا و لبنان في مد قومي فتهدد دولة اسرائيل، و كيف كانت النكتة الاسرائيلة لماذا لم تحتلوها فيقال نأسف فلم نراها، و النكتة التى انتشرت بين الجنود الاسرائيلين :متى نشرب القهوة في القاهرة.

في 1967 كان بامكان اسرائيل ان تجتاح المنطقة باسرها و لكنها ارتأت التوقف في حدود بعينها، و كانت هنالك مؤمرات و خيانات و كفاح و نضال و اخطاء و تسريب معلومات و في النهاية انتصار اسرائيلي غير خارطة المنطقة و اسس لمشروع جديد .

هل ننتظر كتاب من الجانب العربي عن حقيقة حرب 1967 ام رد فعل فوري باصدار كتاب نصر quot;1973 quot;، ام سنستمع من الواجهة الاسرائيلية عن 1973 من مفهوم quot;الثغرة و جسر الدبابات الامريكي quot;، ام نبحث و نسجل و نحلل و نكتب بصدق كفعل و ليس رد فعل.

هؤلاء المؤرخون الجدد الاسرائيلون يكتبون و يدفعون ثمن كتاباتهم فمنهم من هاجمهم اتحاد اساتذة الجامعات البريطانية مطالبا بمقاطعة جامعة حيفا و جامعة بار ايلان، و منهم من التحق بجامعة اكسفورد لمزيد من التمحص و التوثيق و منهم من لا يزال تحت الديمقراطية الحاكمة الاسرائيلية ينعم بحرية الكتابة.

انها دولة اسرائيل التى وصفها بعض العرب بأنها الدولة المزعومة وها هي اليوم تلك المزعومة تكتب التاريخ و لا يزال بعض من العرب سواء حكومات ا و وزراء اعلام يصدحون quot;شينك ليلة شينك ليلة، هالليلة احسن ليلة quot;.

اقرأوا quot;توم سيجيف quot; و توقفوا عن الدبكة السياسية الكاذبة.
[email protected]