quot; حينما اقول اننا لن نتحدث عن معاناة الأقباط فى مترو الأنفاق فأننى لن افعل بالتأكيد quot;

قبل ان تقرر ان الموضوع قديم وقُتل بحثاً وقبل ان تخبرنى انك قرأت مئة وسبعة وعشرين مقالاً عن ما يعانيه الأقباط فى مترو الأنفاقدعنى اخبرك ndash; مُطمئنناً أياك ومُهدئاً من روعك - اننا لن نتحدث عن ما يعانيه الأقباط فى مترو الأنفاق
الم تقرأ عنوان المقال ( ارواح رٌكاب quot; مترو الأنفاق quot; فى رقبة quot; الأقباط quot;.. )
ثق اننا لن نتحدث اذن عن تلك المُلصقات المُتناثرة على جدران مترو الأنفاق والتى تُحاصرك - ذلك الحصار الأسلامى المُمنهج الذى تنص عليه ادنى قواعد الدعوة الوهابية ndash; وتعكر عليك صفو مداركك الحسية
لن نتحدث عن تلك المُلصقات التى لا تبدأ بدعاء الركوب ولا تنتهى بدعاء النزول ndash; إن كان هناك واحداً - مروراً بـ ( صلى قبل ان يُصلى عليك ) و ( حجابك حصانك ان صنته صانك) و ( النامصة والمُتنمصة ) و... اذكر الله
لن نتحدثndash; إن دار ذلك بخلدك - عن تلك البوسترات العملاقة التى تُبشرك ndash; ودوماً - بصورة شيخ يبتسم لك فى بلاهة وتقوى ndash; فى ذات الوقت - وقد ذيلت صورته بأسم برنامج جديد وتردد قناه فضائية دينية جديدة وكأن اعلامنا لم يكتفى بـ 438 برنامجاً دينياً يقدموا عبر مُختلف الشبكات والقنوات المصرية بحسب تصريح الوزير المُتدين ( انس الفقى ) لجريدة الجمهورية يوم 7/7/2007 ( الأعلام المسموع يقدم 299 برنامجاً دينياً فى الشبكات الإذاعية بما فيهم إذاعة القرأن الكريم بينما تقدم قنوات التلفزيون الأرضية 65 برنامجاً دينياً موزعة على مُختلف القنوات وتقدم القنوات الفضائية 33 برنامجاً دينياً وقناتا الثقافة والتنوير تقدم 41 برنامجاً دينياً )
لن نتحدث - إن حسبت ذلك - عن إذاعات القرأن المُتحركة التى تُطالعك كل يوم بأنكر الأصوات عند الله فى مُنازلات ومُساجلات مأساوية فى ابراز القدرات الصوتية ودقة التجويد وحلاوة الصوت.. مُنازلات تنتتهى ndash; ودوماً - ( ليست القضية هنا فى قراءة القرأن... من حق اى انسان ان يقرأ اى كتاب فى اى وقت وفى اى مكان لكن ليس من حق اى انسان ان يتلو على مسامعى ما لا اريد ان اسمعه فى كل وقت وكل مكان )
لن نتحدث ndash; إن ظننت هذا ndash; عن التسول الأسلامى الذى يطالعك فى صورة امرآة منتقبة تدعو صفوف المسلمين لمساعدتها فى ايواء زوجها / ابنها / ابنتها الذى يعانى / يعانى / تعانى من مرض يحتاج لحقنة بمئات الجنيهات يومياً وهى غالباً امراه صموت.. تكتفى بتوزيع وريقة صغيرة تروى فيها ( كتاب حياتها يا عين ) مُحبشة اياها بحديث نبوى واية قرأنية لمخاطبة النوازع الدينية المتأججة فى نفوس المصريين واللى يحب رسول الله يدفع بالتى هى احسن
لن نتحدث ndash; إن أفترضت ذلك - عن الباعة الجائلين الذين يقررون لكم مبدئياً ان تصلى على رسول الله وعلى حبيبه المصطفى قبل البدء فى عمل شو وبروباجندا اعلانية رهيبة ndash; اظن ان للمصريين حق السبق فيها - عن الفلية اللى بتشيل الأمليه والفولية اللى بتخلى الكركوبة صبية.. وادى كمان فلية...
دعك بالطبع من ذلك الرجل الذى اخرج من جيبه جهاز اثرى ينتمى للعصور الوسطى وقد ربطه بأستك اقترض اياه من ملابسة الداخلية للضغط على حجرى ( الطورش ) وإحكام الدورة الكهربائية ليخرج علينا صوت داعية شهير وهو يصرخ ( النار.. النار.. النار.. عذاب القبر.. القبر.. القبر hellip; جهنم وبئس المصير.. المصير.. المصير hellip; )
ناهيك أيضاً عن ذلك الشيخ الذى اقام مسابقة فى ردهات مترو الأنفاق ndash; اى والنيعمة حصلت ndash; كم عدد زوجات رسول الله؟.. كم عدد الغزوات التى اشترك فيها رسول الله؟.. كم عدد ابناء رسول الله؟.. ما هو اسم رسول الله..؟
اما من تصح اجابته فلابد وانه حاصل على شجرة نسب رسول الله او البطاقة الشخصية لرسول الله اما الخائبين فلديهم فرصة شراء هذه اللوحات الثمينة ووهبة اللوحة الواحدة جنيه مصرى واحد وصلى على رسول الله
سيبك بقى - لا يوجد فى جعبتى كلمات عربية اخرى مثل ناهيك ودعك - من الكثير من البسملة والحوقلة والأستعاذة من الشياطين التى تتقافز كالقردة فى وجوه المؤمنين والمؤمنات عند رؤية صليب - بما يمثله من استفزاز وتحدى للشعور الأسلامى - او عند رؤية فتاه مسيحية مكشوفة الشعر او عارية الأصابع لا ولا تلك النظرات المنذرة بالويل والممهدة لطُرقات الجحيم والتى تحول هولاء السافرات إلى مصافى متحركة
لن نذكرك بالطبع بالموسيقى الكلاسيكية المهدئة ndash; رحم الله ايامها - التى جرى تشغيلها لفترة فى مترو الأنفاق والتى كانت واحدة من اهم منجزات عصر الرئيس مبارك لما لمسناه فيها من رقى وتحضر انسانى الا ان اذاعات القرأن الكريم المُتحركة حالت دون استمرارها وابت على نفسها وعلى انفسنا ان تشوش موسيقى فاجنر وموتسارت عليها وهى تجود فى اسماعنا الأيات البينات
لن نتحدث عن العربة المخصصة للسيدات فهذا شأن وعالم اخر وتجربة فريدة لابد وان تعيشها حتى تجيد الكتابة عنها وفيها ولعل مرجعنا الأعظم فى هذا الشأن هو ما سطرته فتاه - لا نعرف اين اختفت من عوالم الكتابة ndash; فى اطروحة مأساوية عنوانتها بـ ( مُغامرات سلاطة فى مترو الأنفاق ).. تلك الأطروحة التى تلقفتها المواقع والمنتديات العطشى لمتنفس كتابى عما يحدث فى عالم العربة المخصصة للسيئات فى مترو الأنفاق وقد عرضت لها أيضاً الكاتبة الرائعة ( فاطمة خير ) فى جريدة الأهالى مُقدمة اياها بقولها
quot; تحولت عربات السيدات في مترو الأنفاق، إلي مراكز دعوة للجماعات المتطرفة، لم يعد حالة استثنائية، بل تحول إلي ظاهرة، تقف وراءها هذه الجماعات بشكل منظم، ويسكت عنها جهاز مترو الأنفاق لأسباب لا نعرفها، ولكن بعد دخولها عامها الثالث، بدأ يتحول الأمر إلي مشاحنات بين الراكبات، تنذر بعواصف فتنة طائفية، يتم زراعة بذورها يوما بعد الآخر. quot;
وارجو ان تصدقونى حين اقول اننا سنتحدث عن شىء اخر فليس من المنطقى ان اُعنون مقالى بـ ( ارواح رٌكاب quot; مترو الأنفاق quot; فى رقبة quot; الأقباط quot;....!! ) واتحدث عن ما يعانيه الأقباط فى مترو الأنفاق
هذا شىء غير منطقى ويتنافى مع قواعد كتابة المقال hellip;
اليس كذلك...!!

لا انا با نعمة الله التى معى


جورج شكرى
[email protected]