هناك صلاة التراويح وهنا حلقات لدرس التجويد وفي مكان آخر محاضرات في التفسير هكذا هو شهر القرآن تتفتح فيه النفوس لتكون أكثر إنسجاماً مع القرآن في الشهر الكريم فعند مرورنا بقوله تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان ) البقره 185..
هنا نؤمن إيماناً مطلقاً إن هذا الكتاب أنزل في هذا الشهر.. أما التفاعل الخاص مع القرآن في هذا الشهر فهو تفاعل فطري.. بغض النظر عن نوعية النزول على شكل نجوم أودفعة واحده إلى السماء الدنيا على مايختلف به أهل التفسير.. وذلك لأن هذا الأمر إستقر في النفوس سواء علمنا أم لم نعلم.. لأن مايستقر في النفوس أحياناً لا يجد الإنسان له عله تذكر كما إستقر في النفوس إن الملك بفتح الميم واللام هو غاية في الجمال كما جاء قوله تعالى على لسان النسوه ( ماهذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم )
يوسف 31.. كذلك نحن لم نرى الشياطين وحين وصف الحق شجرة الزقوم قال ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ** طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) الصافات 64-65.. إذاً النفوس يكون لها حضور مختلف لكتاب الله في هذا الشهر الكريم.. عن الشهور الأخرى.. وبعد هذه المقدمه.. أريد أن أوضح المقصود من كلمة قرآن.....
القرآن إصطلاحا : هو كتاب الله المنزل على عبده ورسوله محمد (ص ) بواسطة الوحي جبريل لما فيه هداية الناس إنتهى التعريف الإصطلاحي.. إذاً هو كتاب هذايه ولا يمكن أن يكون كتاب للفيزياْء أو اللغه أو غير ذلك علماً إن فيه تبيان كل شيء.. أما لغة القرآن مشتق من القراءه والقراءه مشتقة من القرء والقرء يعني التجمع ومنه القرء الذي هو موضع تجمع الدم..
كما في قوله ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) البقره 228.. ومنه القريه لأن فيها معنى الجمع والقرن ويطلق على كل مائة سنه أو مجموع الناس في زمن معين كما في قوله تعالى حكاية عن فرعون ( قال فما بال القرون الأولى ) طه 51.. وأيضاً القرين أي الصديق الذي يجمع على طريقة صاحبه كما في قوله (قال قائل منهم إني كان لي قرين ) الصافات 51.. وقال عمر بن كلثوم...
ذراعي عيطل إدماء بكر....... هجان اللون لم تقرأ جنينا.. أي لم تجمع جنينها في رحمها... إذاُ القراءه أشتقت من القرء لأن القارىء يجمع الحروف ليظهرها ولذلك أشتق القرآن من هذه التسميه.. فإن قيل لماذا نقول قرآن ولم نقل قراءه ؟ أقول : الألف والنون في آخر الكلمه فيهما معنى الإستمراريه.. مثل : دوران.. جريان. أي دوران مستمر وجريان مستمر وفي قوله تعالى ( الشمس والقمر بحسبان ) الرحمن 5.. لم يقل حساب لأن فيه معنى الإستمرار في الحساب على الدوام.. وكذلك قوله ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخره لهي الحيوان ) العنكبوت 64.. عبر عن الدنيا بالحياة وعن الآخره بالحيوان.. لإستمرارية البقاء فيها وعدم الزوال.. فكذلك في كلمة قرآن.. بدل القراءه دليل على إستمراريته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عبد الله المالكي
التعليقات