يتميز شهر رمضان عند الأخوة المسلمين بأنه أفضل شهور السنة وذلك ليس لكونه شهر الصوم فقط، بل أيضاً لكونه شهر العبادة والتقرب إلى الله، والشهر الذي تٌسجن فيه الشياطين، ويعم السلام والمحبة والإخاء بين المسلمين بعضهم البعض، ومن المفروض أن ينعكس ذلك الجو الإيماني بفضائله على الآخرين، ومن الطبيعي أن يفرح أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى بالشهر الذي سجنت فيه الشياطين، وعم الإيمان والفرح والسلام أجواء المعمورة بفضل سكانها المسلمين المنتشرين بها، quot;1300 مليون نسمةquot;.


ولمزيد من التفاصيل إليك بعض ما كُتِب عن شهر رمضان الكريم من خصائص في الشبكات الإلكترونية وأمهات الكتب الإسلامية:
من خصائص شهر رمضان:
* إن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن، قال تعالى: quot;شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَات ٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِquot; (البقرة:185)
* تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، quot;إذا دخل رمضان فُتِحت أبواب السماء، وغُلقِت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطينquot;، وفي رواية: quot;إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنةquot; [البخاري].
* تتضاعف فيه الحسنات.
* إن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، (حسن صحيح رواه الترمذي وغيره).
* إن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي الليلة المباركة التي يكتب الله تعالى فيها ما سيكون خلال السنة، فمن حرّم أجرها فقد حرّم خيراً كثيراً، (أحمد والنسائي وهو صحيح). ومن اقامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
* كثرة نزول الملائكة، قال تعالى quot;تَنَزَّلُ الْملائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَاquot; (القدر:4).
* كثرة الخير وأهل الخير، وإقبال الناس على المساجد جماعات وفرادى، مما لا نجده في غير هذا الشهر العظيم المبارك.
هذا جزء بسيط من خصائص شهر رمضان المبارك والمعظم، ومن المنطقي أن يعم السلام والمحبة والهدوء أجواء المعمورة فرحاً وبهجةً وسروراً بالشهر الكريم، خاصةً بعد حبس الشياطين وتقييد حركتهم، ونزول الملائكة الكرام على الأرض، لأن الأعمال هي انعكاساً للإيمان.

ولكن الواقع يختلف اختلافا جذريا عن المفروض فتحول شهر رمضان من شهر عبادة وصوم وتقرب إلى الله لما يلي.
bull;شهر الاستهلاك العام وليس التدين أصبحت ميزانية شهر الصوم تفوق ميزانية نصف عام كامل.
bull;شهر الفوضى وعدم النظام في المرور.
bull;شهر الإضرار بالاقتصاد القومي استهلاك بلا إنتاج.
bull;شهر الخلود والراحة والنوم.
bull;شهر الفوازير والتسالي وأصبحت كلمة سلي صيامك مصاحبة لشهر الصوم والبر والإحسان.
ففي مصر تحول شهر رمضان من شهر الحب والإيمان إلى شهر الفتن الطائفية فعلى سبيل المثال وليس الحصر حوادث الفتنة الطائفية في مصر خلال شهر رمضان الكريم.
وهذا أولاً 2 أغسطس 1978 الموافق رمضان 1399 هجرية، الاعتداء على كل من عماد حنا وبشرى بربري بقرية منشاة دملو بالقليوبية؛
ثانياً 9 مارس 1992 الموافق رمضان 1413 هجرية، مذبحة منشية ناصر بديروط مقتل 3 وإصابة 3 آخرين بجراح من بينهم طفل عمره سنتين؛
ثالثاً 12 فبراير 1993 الموافق رمضان 1414 هجرية الاعتداء على أربعة مواطنين أقباط وضربهم بالجنازير في منفلوط بأسيوط؛
رابعاً 4 فبراير 1994 الموافق رمضان 1415 هجرية، مذبحة عزبة الأقباط بالبداري محافظة أسيوط قُتل فيها 6 أقباط؛
خامساً 12 فبراير 1996 الموافق رمضان 1417 هجرية، مذبحة كفر دميان مركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، حرق وتدمير 75 منزلاً قبطياً، وحرق كنيسة العذراء بنفس القرية؛
سادساُ 2 يناير 2000 الموافق رمضان 1421 هجرية، مذبحة الكشح، قتل واحد وعشرون قبطياً، وإصابة العشرات بجراح، وسلب ونهب ممتلكات المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة؛
سابعاً 8 نوفمبر 2003 الموافق رمضان 1424 هجرية الاعتداء على قرية جرزا بالعياط محافظة الجيزة وتدمير سيارات ومنازل الأقباط؛
ثامناًً رمضان 2003 الهجوم والاعتداء على دير العزب بالفيوم من الجماعات الإسلامية؛
تاسعاً رمضان 2004 تعرضت كنيسة السيوف بالإسكندرية لهدم جدرانها من قبل الجماعات الإسلامية أثناء تواجد المحافظ المحجوب مع قداسة البابا شنوده الثالث على مائدة الإفطار التي أقامها البابا بدار البطريركية بالإسكندرية؛
عاشراً رمضان 2005 ثم تهجير بعض الأسر المسيحية من إحدى قرى منيا القمح تهجيراً قسرياً إثر الادعاء باعتداء مسيحي على مسلم وقتله؛
الحادي عشر رمضان 2006 الجمعة الماضية 22/9/2006 وُزعت منشورات للجماعات الإسلامية للتنبيه على الكنائس لتهديدهم بضرورة عدم تواجد أو ظهور أية فتاة مسيحية في الشارع بدون حجاب وإلا سيتم حرقها بماء النار.
الثاني عشر حوادث الإسكندرية الأخيرة من العام السابق 2006 ضد الأقباط من قتل وضرب واعتداء على الكنائس.
علاوة على أن الإعلام الحكومي، من إذاعة وتلفزيون، الكل يجد أن النيل من شرف وعرض الأقباط مادة إعلامية دسمة للتربح فعلى سبيل المثال لا الحصر:
* في رمضان 2001 مسلسل أوان الورد؛
* في رمضان 2002 من الذي لا يحب فاطمة؛
* في رمضان 2003 مسلسل لن أعيش في جلباب أبي؛
* في رمضان 2004 مسلسل حد السكين.
وجميع أبطال تلك المسلسلات شباب مسلم متزوج من فتاة مسيحية دون مراعاة لشريعتها التي لا تجيز ذلك.
بل من الغريب أن هناك دعاه في الشهر الكريم فأتمت بصلة بنفحات هذا الشهر الايمانية مثل:
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم عليك باليهود والنصارى، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً،
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، يا عزيز يا غفار، عباد الله: نعم الله عليكم تترا، وخيراته شتى، فاشكروا ربكم على نعمه يزدكم، واحمدوه على خيراته يعطكم، واذكروه في كل أحوالكم يتولاّكم، فلله الحمد من قبل ومن بعد، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
أخيرا إن شهر رمضان الكريم هو شهر الحب والود والإيمان اصبح بعيد كل البعد عن معناه الحقيقي، وعملنا لا يعكس القيم الإيمانية السامية لهذا الشهر العظيم المبارك.
على من تقع المسئولية على الدعاة والإعلاميين والسياسيين وكل فرد منا لنحول اللفحات الإيمانية التي لشهر رمضان من أمل منشود إلى واقع معاش quot; لان إيمان بدون أعمال ميت في ذاته quot;
وكما قيل quot; أريني أيمانك بدون أعمالك وأنا بأعمالي أريك إيماني.
وكل عام وانتم بخير.

مدحت قلادة
[email protected]