بحضور اكثر من 140 شخصيه سياسيه سوريه جاؤا من مختلف دول اوربا وامريكا أنعقد المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص السوريه في العاصمة الالمانيه برلين والذي أستمر ليومين متتاليين بدعم من بعض دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحده وبعض الدول العربيه الدائره في الفلك الامريكي،ناقش خلالها المؤتمرون عديد من القضايا ذات الشأن السوري،وفي مقدمة تلك القضايا الوضع في سوريا والسبل الكفيله بالاطاحه بنظام حكم الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد،كما أكد المؤتمرون أن التغيير يجب أن يكون سلميا،، وهذا كلام دعائي فقط،نتمنى عليهم أن يذكروا لنا تغيرا سلميا واحدا حدث في منطقة الشرق الاوسط،عن طريق عصيان مدني مثلا أو تسليم لسلطه بدون أراقة دماء،، ونحن نتسائل ويتسائل معنا الكثيريين كيف يكون التغير سلميا؟ وسوريا موجوده في قلب الشرق الاوسط المضطرب يجاورها لبنان الغير مستقر والمتجه الى حرب أهليه وما يجري في العراق على الجهة الاخرى
من فوضى عارمه أضافة الى الكيان الاسرائيلي الذي ما زال محتلا لاراضي سوريه ولبنانيه وفلسطينيه وما زالت شهيته التوسعيه مفتوحه لالتهام مزيدا من الاراضي العربية.


فأذا نظرنا الى هؤلاء المتأمرون،،نجدهم ينتمون الى مذاهب فكريه شتى لا يوجد بينها ولا قاسم مشترك يمكن أن يستندوا عليه أو يلتفوا حوله الا أتفاقهم على اسقاط النظام الوطني القائم في سوريا،،وكما صرح به المرشد العام لاخوان سوريا،عندما صرح لقناة المانيه ناطقه بالعربيه حيث قال بالحرف بأن الجبهة( ويقصد جبهة الخلاص المنضوي تحتها) ليست حزبا سياسيا.

وان هنالك اختلافات ايديولوجيه وتوجهات سياسيه مختلفه بين اعضاء الجبهة.. وعلى ماذا استند ايضأ عندما قال بأن الاسلام ينظر الى الدولة كدولة مدنيه وليس دولة دينيه وهل سيتعايش الاستاذ المراقب العام ذو الخلفيه الاسلاميه المحافظة؟


عندما ينفذون مشروعهم ( لا سامح الله) مع الايديولوجيه الماركسيه او مع النزعه القوميه الانفصاليه للاكراد او مع الليبراليين الجدد المتأمركين او مع القوميين العرب، فهؤلاء هم ما يسمى بجبهة الخلاص السوريه،أم أن المشهد العراقي سيتكرر بكافة صوره وأشكاله؟


الطائفيه والعرقيه وعدم احترام القانون وسيادة الدوله والصراع الدموي على الكراسي ومناطق نفوذ والتسابق على تقديم التنازلات للاجنبي والاستقواء به وتشجيع دول الجوار الجغرافي لسوريا على التدخل وحماية مصالحها وحماية هذا الطرف أو ذاك طبقا لتلك المصالح، وستصبح سوريا مرتع لمخابرات الدول الاجنبيه وعصاباتها السريه وللمنظمات التي تعمل تحت غطاء انساني ولها أجنداتها الخاصه، والتي سوف تعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري،، نحن نسأل القياده الجديده للجبهة وخاصة الاسلاميين والقوميين العروبيون،، كيف تلتقي أجنداتكم ومشاريعكم مع مشاريع المستعمرين وأجنداتهم وكيف تأمنون شرهم والمشهد العراقي ما زال ماثل أمامكم بكل افرازاته والوضع المزري الذي ال اليه العراق،،أم أن الثراء المفاجئ الذي حدث لبعض السياسيين العراقيين قد أغراكم..فلو قدمت سوريا التنازلات ولو قامت بتطبيع شامل مع أسرائيل بدون أي شروط ولو كشفت عن برامجها التسليحيه ولو أوقفت دعم المنظمات الفلسطينيه ولو تخلت عن عروبتها لكانت الان سوريا حالها كحال كثير من الدول العربيه نالها الرضى الامريكي.
وحينها سوف لا يكون لجبهتكم ولا لغيرها أي صوت يسمع،،أن توقيت أعلان المؤتمر ليس صدفة فله دلالات وحسابات كثيره فهو متزامن مع الضغوط التي تمارس على أيران وتهديدها بأستعمال القوة لوقف برنامجها النووي،وتزامن أيضا مع الضربه الجويه التي نفذتها أسرائيل على بعض المواقع السوريه أضافة الى تزامن المؤتمر مع موافقة هولندا على استضافة المحكمه الدوليه بخصوص الشهيد رفيق الحريري وأتهام ضباط سوريين كبار في الحادثه اضافة الى ما يجرى في العراق ولبنان،،كلها ضغوط تمارس على سوريا، توجها ايهود اولمرت بالحديث عن استعداده لبدء مفاوضات مع سوريا غير مشروطه واحتمال ان يتم انسحاب اسرائيلي جزئ من هضبة الجولان،، كلها جهود تبذل لعزل سوريا عن ايران والتفرد بهما واحده بعد الاخرى.


أن القيادة السورية أوعى من هكذا حيل ومؤامرات ودسائس ونعتقد بأنها قد أعدت العدة جيدا لمثل تلك المناورات،،وفي ايديها كثير من الاوراق التي لا زالت ضاغطة ولم يتم استدراجها بمثل تلك الحيل السياسيه،،أضافة الى أن هناك شعور عارم من السخط في الشارع العربي والاسلامي لما حدث في العراق وهذا الشعور لا يقبل بأي حال من الاحوال المساس بسوريا وأستقلالها ولا يمكن باي حال من الاحوال أن تسمح هذه الشعوب بتكرار المأساة العراقيه أو الفلسطينيه أو اللبنانيه على الشعب السوري الشقيق، اننا لسنا بأي حال من الاحوال ضد أمال وتطلعات الشعب السوري لكننا متيقنيين من أن ما يحدث من أجتماعات هنا وهناك لا تعبر عن أكثرية الشعب السوري الذي ينعم بأمن وأستقرار وحرية رأي غير مستعد ان يفرط بهما..


حيدر مفتن جارالله الساعدي
[email protected]