الحل واحد فقط: على حماس أن تختار إما السلطة أو المقاومة

إن الشعب الفلسطينى، والشعب العربى سئم من هذه الجرذمة الفلسطينية، الفلسطينية وعلى القيادات الفلسطينية أن تنهى هذا الوضع الغير مقبول أطلاقا0 إن كان وطنيا، أو أخلاقيا0

وبكل صراحة إن هذا الشعب لم يعد يستطيع الانتظار أكثر من ذلك لآن هذا التجرذم، والحصار الغير منطقى سوف يؤدى الى زيادة الجوع والفقر والمعاناة، وأكثر من ذلك إضاعة الارض 0 وخصوصا كما نراه اليوم، وهو عدم إكتراث إسرائيل بالمواثيق الدولية، والسعى لزيادة الأستيطان فى الضفة عامة، والقدس خاصة0


إن الشعب الفلسطينى يريد مطالب محددة ومعروفة، وهى فلسطين فى حدود 1967 وحق العودة، والقدس عاصمة لهذه الدولة0 ذلك حسب القرارات الدولية، والرباعية وبموافقة الدول العربية0


فإذا كانت حماس تريد إسترجاع فلسطين من النهر الى البحر 0000 فهذا من حقها، ومن حق كل فلسطينى لا يريد الدخول فى تسوية سياسية0
أما إذا أرادت حماس أن تقود الشعب الفلسطينى الى تسوية سياسية، والمضى فى المقاومة، فهذا شيىء لا يمكن تحقيقه0
فهل بمقدور حماس أن تنزع التآييد العربى الرسمى، والتآييد الاسلامى ماليا وعسكريا، أو دبلوماسيا، كى تصمد أمام العالم كله بما فيها إسرائيل، وأمريكا، وأوروبا ومجلس الامن والقرارات الشرعية الدولية؟


فإذا كان الرفض فقط لمجرد الرفض هو هدف حماس، فمعنى ذلك أن حماس تريد أن تلعب لعبة العرب أثناء هروبهم من الحقيقة، عندما كانوا يسمون إسرائيل بالدولة المسخ، إلا إنها هزمت العرب جميعا هزيمة ساحقة0
فعلى حماس أن تعلم أن إسرائيل دولة معترف بها من جميع الدول النافذة، وخصوصا جميع الدول التى تشكل مجلس الامن0
كما أن على حماس أن تعلم أن بالطريقة التى تتعامل بها مع بقية الفصائل وعدم الاكتراث لنصائح الذين يدعمون القضية الفلسطينية سوف تؤدى بالشعب الفلسطينى الى الهلاك0


مع الاسف الشديد أنه مازال لدينا قيادات لا ترى الواقع الذى نحن فيه بل فقط ترى ما تريده وبمنظارها فقط، وتضرب عرض الحائط مصالح الشعب والوضع العالمى0
فإذا أرادت حماس أن تقاوم الاحتلال فأهلا، ولكن قبل آخذ هذا القرار، والذى يؤيده كثير من الشعب الفلسطينى، فيجب على قيادة حماس أن تسأل نفسها عدة أسئلة :
1 ndash; هل بمقدور حماس أن تعلن الحرب على إسرائيل أو بعد حين؟
2 ndash; هل بمقدور حماس أن تنزع تأييد غالبية الشعب الفلسطينى وذلك بأستيفتاء حر ونزيه؟
3 ndash; هل بمقدور حماس أن تنزع التأييد العربى والاسلامى ماليا وعسكريا وسياسيا؟
4 ndash; هل حماس قادرة على تأمين السلاح اللازم؟
5 ndash; هل حماس بدأت فى بناء البنية التحتية والملاجىء لئيواء هذا الشعب من القصف الاسرائيلى المجرم؟
6 ndash; هل حماس أمنت الغذاء والماء اللازم للصمود أمام هذا العدو الشرس والذى وراءه العالم كله؟
إن الواقع شىء والتمنى شىء آخر0


أما بدعة أن تطرح حماس هدنة لمدة عشرة سنوات أو عشرون سنة مقابل وقف القتال، فهذه فذلكة تضر بالمصالح الفلسطينية، لان إسرائيل لو قبلت هذا العرض، فسوف تبنى المستعمرات على كل الاراضى الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية0
إن حماس ترى اليوم، وبأم العين المجردة أن إسرائيل لا تكترث كثيرا للقرارت الدولية، وهى تعمل على بناء المستعمرات بدون هدنة، فما بال حماس لو كان هنالك هدنة!!!


أما إذا أرادت حماس أن تتخلى عن السياسة وتلجأ للمقاومة، فهذا شأنها وشأن كل فلسطينى لا يعترف بإسرائيل، والكل سيؤيد حماس بهذا الشأن0
أما أن حماس تريد أن تمسك بزمام السلطة وتعمل بالسياسة، وعدم الاعتراف بالقرارت الدولية، فهذا غير مقبول وغير منطقى 0
لذلك المطلوب من حماس الان، أن تحزم أمرها فإما السياسة أو المقاومة، ورحم الله الشيخ الجليل أحمد يسين الذى رفض منطق السياسة وبقى على المقاومة0


طبعا هنا انا لا أقول ان منظمة التحرير، والتى بيدها الحل والمفاوضات مع العدو الاسرائيلى انها سوف تصل الى بر الامان مع إسرائيل، لان إسرائيل ومن ورائها أمريكا لو كانوا فعلا جادين فى حل القضية الفلسطينية لكانت إسرائيل إلتزمت بما وقعت عليه مع الرئيس الراحل أبو عمار، ولم تتلاعب بإتفاقيات أوسلو وإلتزمت بإنشاء الدولة الفلسطينية عام 1999، ولكن إسرائيل وحليفتها أمريكا تصرفوا تماما عكس ما إتفق عليه0
لذلك أقول لحماس بأنه كفى إضاعة وقت، والعودة الى مصالحة الشعب الفلسطينى والاختيار، إما المقاومة، أو ان تضع يدها بيد فتح ليدخلا معا معركة السياسة وهى بطبيعة الحال معركة ستكون أشرس من المعارك الاخرى فإذا فشلا بإنتزاع حقوق الشعب الفلسطينى فعليهما اللجوء للوسائل التى يرونها لاسترجاع هذه الحقوق، وتكون حماس وفتح وباقى الفصائل والشعب الفلسطينى، والعربى، والاسلامى كله داعم للمصالح الفلسطينية، فهل يتحقق ذلك؟؟

فيصل أبو خضرا