الازمة التي حدثت خلال الايام القليلة الماضية على حدود مصر مع قطاع غزة نتيجة رفض السلطات المصرية السماح للحجاج الفلسطنين بالعودة الى القطاع عبر معبر رفح بناء على اتفاق تم بين الاسرائيلين والمسئولين المصريين يسمح بعودة الحجاج الفلسطنين عبر معبر كرم سالم التى تسيطر علية اسرائيل.. لم يكن هناك مبررا لها من جانب الفلسطنيين الا اذا كان امر سفر ما يقرب من 2500 او اكثر من ابناء غزة الى الاراضى السعودية لم يكن خالصا لوجة اللة ولا علاقة لة بالحج ووالتبرك من قريب او بعيد وانما كان الغرض منة تسول او جمع ملايين الدولارات او الدينارات من الايرانيين والخليجيين والاخوان المسلمين وغيرهم من العرب والمسلمين.


لقد كان هناك اصرارا عجيبا من جانب قيادات حماس على عودة الحجاج عبر معبر رفح وليس معبر كرم سالم طبعا حتى لا تكون هناك فرصة امام الاسرائيلين لمصادرة الملايين التى حصل عليها اتباع حماس اثناء تواجدهم فى الاراضى السعودية او القبض على عدد من المطلوبين منهم.
وقد ادى استلام السلطات المصرية الى مطالب حماس - بعد خمسة ايام من الرفض - بالعودة عبر معبر رفح الى غضب واحتجاج الاسرائليين ضد القرار المصرى ومزيد من التدهور فى العلاقات المتدهورة بالفعل بين الدولتين.


ان ما حدث خلال الايام الماضية على الحدود المصرية مع غزة هو بمثابة مواصلة اللعب بالنار من قبل اطراف عديدة مصرية وعربية وغير عربية لا يهمها استقرار المنطقة او خير ومصلحة الشعب المصرى والفلسطينى ولكن ترى ان مصلحتها بقاء الصراع الفلسطينى العربى الى الابد لاسباب كثيرة تختلف من دولة الى اخرى.


لقد بدأت عملية اللعب بالنار على الحدود الشرقية لمصر يوم سمح النظام المصرى للمقاومة الاسلامية المعروفة باسم حماس والتابعة لجماعة الاخوان المسلمين المصرية بفرض سلطاتها وسيطرتها الكاملة على غزة وطرد ومحاكمة الفلسطنيين المعتدلين التابعين للسلطات الفلسطنية ظنا منة ان وجود حماس المتشددة اسلاميا فى غزة سوف يخدم المصالح المصرية والعربية والاسلامية على المدى البعيد!!


والمشكلة الكبرى التى اصبحت تواجهها مصر اليوم من ضغوط امريكية واوروبية وتهديدات اسرائيلية انة منذ سيطرة حماس على القطاع بدأت عمليات تهريب الاسلحة والمتفجرات تزداد على حدودها. وطبعا لا احد يمكنة القول بثقة ويقين تام بانها كانت تتم برضا ومباركة السلطات المصرية او نتيجة عجز وضعف منها.


على اى حال وكما راينا مؤخرا ادى عجز السلطات المصرية او تبنيها سياسة اغماض العيون عن الاسلحة المهربة من مصر الى غزة الى اقتطاع مائة مليون دولار من المعونة الامريكية المخصصة سنويا الى مصر واعطاء الذريعة لاسرائيل لمواصلة اعتداءتها وحصارها لغزة وبناء المزيد من المستوطنات والاهم والاخطر هو انقسام الفلسطنيين على انفسهم لدرجة انة اصبحت هناك دولتين وحكومتين للشعب الفلسطينى الواحد..واحدة يرأسها الرئيس الشرعى محمود عباس فى الضفة الغربية واخرى يرأسها محمد هنية بالنيابة عن مهدى عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين.
وخلاصة الموضوع فانة لم يعد سرا ان هذا العبث الجارى على حدود مصر مع غزة اصبح يؤثر على علاقات مصر الخارجية ويؤذى مصالحها بطريقة مباشرة.. واصبح يضر ايضا بمصالح الانسان الفلسطينى العادى الذى تعب من الحروب والصراعات ورؤية الدماء والجثث فى الشوارع والسير فى مواكب الشهداء والاموات واصبح يتطلع الى السلام الحقيقى.


ان النظام فى مصر مطالب بوقف دعمة الخفى والعلنى الى حماس لانة فى نهاية المطاف يصب فى مصلحة الاخوان المسلمين والمتطرفين المتاسلمين فى مصر ولا يخدم القضية الفلسطنية بل يعيدها الى نقطة الصفر من جديد... وبدلا من اشعال الحرائق ومضيعة الوقت فى تزويد حماس بصواريخ الاطفال التى تطلقها على اسرائيل والمتفجرات التى يستخدمها الانتحاريون فى قتل المدنيين والابرياء يجب دعم وتعضيد الفلسطنيين المعتدلين الذين يريدون السلام الحقيقى الجاد العادل مع اسرائيل وفى مقدمتهم الرئيس محمود عباس.

صبحى فؤاد
استراليا
4 يناير 2008
[email protected]