كلنا نلوم وننتقد وبشدة، الأحزاب والقوى والمنظمات السياسية العراقية الديمقراطية والعلمانية واليسارية، لأنها لاتتحرك وتعمل من أجل لملمت صفوفها المتناثرة، وجمع كلمتها الوطنية التقدمية، في مشروع وطني ديمقراطي، واضح الملامح والأهداف والتوجهات إتجاه ما حدث ويحدث في العراق، من تطورات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية وحضارية ومؤسساتية بعد إنهيار الدكتاتورية وبداية مرحلة جديدة.


ولكن بنفس الوقت، تعامل الجهود والمبادرات الساعية من أجل تحقيق ذلك بالجفاء والتصدي والإستهزاء، حتى من قبل بعض الذين يسمون أنفسهم باليساريين والعلمانيين والديمقراطيين، وهذا ما شهدناه خلال طرح النداء من قبل أحزاب وقوى وشخصيات وجمهرة عراقية واسعة والذي إطلق عليه ( نداء من أجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق ).


يبدو إننا في إزمة سياسية وفكرية ونفسية حادة في ما بيننا نحن الديمقراطيين، لأن البعض منا لا يرضى ولا يتقبل، حتى التوقيع على مثل هذا البيان، الذي يريد أن يكون العراق ديمقراطيا مدنيا مستقلا، وهذا هو حلم العراقيين جميعا، بعد سنوات من الظلم والطغيان.


إنها حقا مشكلة، إذا توجهنا وإقتربنا نحن اليساريين حتى ولو بالبيانات فقط!، نختلف دائما ونضع العصي في دولاب حركتنا، وبنفس الوقت، نطالب بالتنسيق والتقارب والتحالف بين قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية، من أجل خلاص العراق وشعبه من كل أشكال الإحتلالات والظلامية والتعصب والجهل والفساد.
إننا اليوم أمام مهمة وقضية وطنية أكبر، من مؤسساتنا الحزبية، ومصالحنا الذاتية، وطموحاتنا الشخصية، هي إنقاذ العراق من التدخلات الأجنبية الدولية والإقليمية، ومن الميليشيات المسلحة وفرق الإرهاب والموت وزمر الفساد والرشوة والتهريب وخفافيش الليل.


علينا أن نتحاور ونتفاهم قبل فوات الآوان، وأن لا نكون خنادقا متقابلة، بل خنادق متراصة متجاورة من أجل تماسك العراق وحريته وإستقلاله وعمرانه وإزدهاره.

حمزة الشمخي
[email protected]