عودنا رجال الدين الخليجيون على التدخل في كل شيء، واطلاق الخطب والتصريحات الرنانة واظهار أنفسهم بمظهر الحريص على الدين والاخلاق وحقوق الانسان، والحديث الدائم عن سماحة الاسلام وعدله ومساواته بين البشر، وبأستمرار يستشهدون بمثال بلال الحبشي صاحبة البشرة السوداء الذي ساواه الرسول ( ص ) مع بقية زعماء ووجهاء العرب.


ولكن الغريب أننا لم نسمع من رجال الدين أية احتجاجات واعتراضات على اساليب الرق والعبودية التي تمارس ضد العمال والخدم في كافة دول الخليج العربي والتي تحدثت عنها العديد من منظمات حقوق الانسان وحتى الصحف الخليجية، فما يجري من ممارسة بشعة بحق الخدم والعمال في هذه الدول هو بالضد من القيم والعدالة ويرفضه الاسلام رفضا تاما، فلماذا سكوت رجال الدين الخليجيين عن هذا الظلم؟


أغلب الظن ان أحد الأسباب يعود الى ان رجال الدين الخليجيين هم أنفسهم يمارسون الرق والعبودية داخل بيوتهم، فكل واحد منهم لديه خدم في بيته وهو مستفيد من إستعباد الاخرين لتحقيق مصلحة شخصية له، وسبب أخر هو أنهم لايريدون اغضاب الناس في مجتمعاتهم ويخسرون شعبيتهم وامتناع الناس عن دفع الاموال لهم.


في مدينة النجف العراقية وقم الايرانية وغيرها مازال نظام الرق والعبودية يمارسه مراجع الشيعة لغاية الان، اذ يوجد في بيت كل مرجع مجموعة من الخدم والخادمات وكأنه امبراطور من العصور الوسطى، ومازال مراجع الشيعة لغاية الان يخصصون فقرات في رسائلهم العملية وكتبهم الفقهية تناقش احكام (( العبيد )) بكل وقاحة وتشرعن بشاعة العبودية بمفاهيم دينية وهي تتحدث بكل صراحة عن ملك اليمين والرق والعبيد، وكذلك هوالحال في كتب السنة الفقهية!


ان من العار على رجال الدين سكوتهم وقبولهم وشرعتنهم لنظام الرق والعبودية بأسم الله العادل الرحمن الرحيم الذين ساوى بين البشر جميعا، فرجال الدين بممارساتهم هذه انما يشوهون صورة الله الجميلة ومعاني الدين الخيرة النبيلة.

خضير طاهر