طلال سلامة من روما: إنهن نساء من أوروبا الشرقية ونيجيريا يذبن في نار العبودية ويعاملن كسلعة. إنهن مومسات ايطاليا اللواتي تتجدد كلفتهن مع تطور السوق وكأنهن منتجاً أم خدمة ما. كلما زاد العرض تراجع السعر. هذا هو الإطار الدرامي الذي ناقشه القضاة الإيطاليين في مدينة تورينو، شمال ايطاليا. في الوقت الحاضر، يتم شراء المومسة مقابل مبلغ يتراوح بين 6 و8 ألف يورو. ويحررهن قوادهن عندما يصل الربح منهن الى ما بين 40 و50 ألف يورو. هذا وتعتبر ايطاليا جزء quot;نشطاًquot; من جغرافيا الجيل الجديد من المومسات كونها تحتضن، سوية مع الدول الأوروبية الأخرى، سوق quot;الطلباتquot;. وتتفاقم ظاهرة بيع وشراء المومسات الأجانب منذ ثلاث سنوات تقريباً. وتشمل هذه الظاهرة كذلك استغلال القاصرين لبيع المخدرات في الشوارع.

ويقف القانون الإيطالي عاجزاً أمام رياح البغاء العاتية التي تضرب البلاد من جميع الجهات. لا بل يشكك القضاة في جدوى اقتراح قانون، عرضته وزيرة المساواة الاجتماعية quot;مارا كارفانياquot;، يتعلق بملاحقة ومعاقبة المومسات وزبائهن معاً.

مع مر السنين، تغيرت نظرة القضاة حيال سوق quot;الطلباتquot;. فلم ينبغي ملاحقة زبائن المومسات وبأي حق؟ في معظم الأحيان، يكون هؤلاء الزبائن ضحية المجتمع بدورهم والمومسات هن احتكاكهم الوحيد، في حياتهم الاجتماعية، مع الجنس اللطيف. فلم ينبغي معاقبة هؤلاء الذين يعيشون وحدة اجتماعية وجنسية؟

هكذا، سينقسم القضاة، في ما بينهم وأمام خطة وزيرة المساواة الاجتماعية، حول اقتراح قانون معزاه ملاحقة الزبائن جنائياً. لو نظرت هذه الوزيرة قليلاً الى ما يجري في الدول الأوروبية الأخرى، كما هولندا وألمانيا أين ممارسة البغاء مهنة محترمة ولها تشريع صحي وقانوني معتمد، لما قامت بالمساهمة في رمي ايطاليا الى مكانة خلفية في المساواة الاجتماعية بين من هو خبيث وغير مرئي ومن يتسكعن في الشوارع بصورة بريئة لارضاء الشهوات الاجتماعية.