دائما يضعنا السيد علي الدباغ في حيرة معه، فهو يغضب عندما نوجه له النقد ونشير الى مجاملاته الواضحة لإيران، ولكنه نجده في كل مرة يثبت لنا من خلال تصريحاته صحة تحليلاتنا بشأن انحيازه الى ايران والدفاع عن مصالحها في كل مكان وكأنه ناطقاً بأسمها وليس بأسم الحكومة العراقية.


ففي زيارته الاخيرة الى امريكا دعا الى فتح حوار جاد مع ايران... وعند تحليل فحوى دعوته هذه نجد:

- الدباغ دعا أمريكا فقط الى الجدية والتعاون مع ايران، وغض الطرف عن ألاعيب ايران ونواياها في امتلاك القنبلة النووية وممارساتها الاجرامية ودعهما لمجرمي القاعدة وايتام صدام والميليشيات وومسؤوليتها عن قتل العراقيين!

- الدباغ بأعتباره مسؤولا حكوميا ً تخلى عن أهم واجب وطني وهو الدفاع عن مصالح العراق في التصدي ورفض المخطط الايراني لإمتلاك السلاح النووي، لأن تفوق ايران في هذا الجانب سيشكل خطرا على العراق وسيضعف مكانته في المنطقة، وظهر لنا عدم أهتمامه بمصالح العراق بقدر اهتمامه بمصالح ايران في هذه القضية!

طبعا الدباغ ينطلق من خلفية ايديولوجية اسلامية تؤمن بمفهوم (( الأمة الاسلامية )) الذي يعلو على على مفهوم (( الوطنية )) وبالنسبة له ولكافة عناصر الاسلام السياسي يشعرون ان الواجب العقائدي الديني يفرض عليهم اقامة علاقات استراتيجية مع ايران والدفاع عنها، وهنا المأزق الوطني الذي وقعت به الاحزاب الشيعية العراقية اثناء الحرب العراقية الايرانية وشاهدنا كيف انها أستجابت لمفهوم (( الأمة الاسلامية )) وحملت السلاح وحاربت الى جانب الجيش الايراني ضد وطنها العراق وليس ضد نظام صدام الاجرامي!

و ضعف المفهوم الوطني لدى جماعة الاسلام السياسي يماثله ضعف المفهوم الوطني لدى التيارات القومية التي تقدم انتماءها العرقي القومي على انتماءها الوطني وكذلك التيار الماركسي الذي ينادي بمفهوم (( الأممية )) ويتجاهل الانتماء الوطني، وهذا المأزق الايديولوجي سرعان ما اتضح في العراق حينما سمحت الاحزاب الشيعية بالتدخل الايراني وسكتت عن دعم المخابرات الايرانية لمجرمي القاعدة وايتام صدام والميليشيات وقتل العراقيين!

خضير طاهر

[email protected]