إذا إتفقنا على أن أغلب قرارات حماس غير منطقية ولا مفهومة إلا أننا لا نعتبر قرارها الأخير بإنهاء التهدئة وإستفزاز إسرائيل من جملة تلك القرارات غير المنطقية. بل على العكس لعل قرارها ذلك من أذكى ما أنتجه مفكروها الذين طبعا ليسوا من عينة الزهار وباقى شلة السلفيون الحماسيون. وجهة نظر حماس هى أن تستفز إسرائيل إلى إتخاذ إجراءات مفرطة فى القوة حتى يضطر العالم وبالذات الرئيس الأمريكى الجديد إلى التعامل بجدية وإهتمام مع المشكلة الفلسطينية وهذا هدف مشروع ولكننا لسنا متأكدين أنه يستأهل المقامرة بحياة مئات أو آلاف الغزاويين..


ويذكرنا هذا القرار السادى بقرار حزبولا أثناء حربه الأخيرة بإستدراج الطائرات الإسرائيلية لقصف مخبأ مدنيين أطفال فيما سمى قانا الثانية على أمل أن تؤدى الخسائر الجسيمة فى أرواح المدنيين إلى أن يضغط المجتمع الدولى على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار كما أدت مجزة قانا الأولى إلى وقف العدوان الإسرائيلى حينئذ... وهذا السلوك السادى المشمئز لكل حاسة إنسانية وإسترخاص حيوات البشر والمدنيين منهم بالذات من أجل التحصل على مكاسب سياسية هو سلوك لا نراه على أى درجة من درجات الشرف.


لو جرى رصد جائزة لموضوع العام الأكثر استحواذا على إهتمام جموع العرب لفاز به الزيدى وحذاؤه بدون منافس... وفى الحقيقة ما كتب عن الزيدى وحذائه من أبلغ ما أنجبته قريحة العرب المشهورة بالشعر والسجع والجناس والطباق والإستعارة والكناية... سال الحبر شعرا ونثرا ومقالات وشعارات أغلبها على بلاغة رائعة فى التصوير وجزالة فى اللفظ وقوة فى التعبير ولكن كما يقول المصريون الجنازة حارة والميت كلب... شعر ونثر ومقالات عن... مجرد حذاء... وهكذا هو حال العرب وهكذا كان. يهجون الواحد فيقولون أن الحذاء لو صفعه لتشكى لأى ذنب يصفع! ويمدحون أحدا فيقولون له ما شئت أنت لا ماشاءت الأقدار! المعنيين فى منتهى البلاغة اللفظية وفى ذات الوقت فى غاية السفاهة العقلية... وهكذا يثبت الاعراب يوما بعد يوم أنهم مجرد ظاهرة صوتية والآن يتجهون ليثبتوا أنهم أيضا ظاهرة حذائية!


عادل حزين
نيويورك