ليفني أبلغت القاهرة بأن إسرائيل قررت تنفيذ عملية في القطاع

هآرتس: هكذا فاجأت إسرائيل حماس والعالم العربي

مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية: عملية quot;الرصاص المسبوكquot; هي البداية
الأحزاب الإسرائيلية توقف دعايتها والفلسطينيون في إسرائيل يتظاهرون
نضال وتد - تل أبيب: لا ينكر أحد أن السريةهي العنصر القوى أثرا في الحروب والحملات العسكرية، وقد اعتمدت إسرائيل عنصر المفاجأة في ضرب القطاع، على الرغم من أن وزرائها لم يخفوا رغبتهم بضرب القطاع والقضاء على نظام حركة حماس هناك، فقد كانت تصريحات وتحركات ليفني واضحة للعيان، وكان براك يعلن أن إسرائيل سترد، وألمح محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن الصدام مع حماس على الأبواب، ومع ذلك بدا اليوم أن الغارات الإسرائيلية على القطاع قد أخذت الحركة على حين غرة، وهي التي أطلقت تصريحات قتالية في روحها. وقد كشف موقع صحيفة هآرتس مساء السبت عن التحضيرات والاستعدادات الإسرائيلية التي جرت تحت سرية تامة، ومنذ وقت لضرب حركة حماس وضرب القطاع. وقالت الصحيفة في عنوان لها على موقعها الإلكتروني إن إسرائيل اعتمدت السرية والتضليل والخداع لضمان عنصر المفاجأة، بعد أن أوهمت الفلسطينيين أن الظروف السياسية الداخلية، والمعركة الانتخابية تشل حركة الحكومة الإسرائيلية، كما زرعت في الصحف الإسرائيلية تصريحات لعناصر وجهات أمنية أشارت على أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعاني من وقع صدمة حرب لبنان ولن يسارع لاجتياح غزة، مع التركيز على عملية برية واسعة النطاق وليس على غارات جوية متواصلة.

وقالت الصحيفة: quot; إن استعدادات طويلة الأمد، وعمليات جمع معلومات دقيقة، ومداولات سرية، وعمليات تضليل فعلية وأخرى إعلامية، كانت وراء حملة quot;الرصاص المسبوكquot; لقصف أهداف حركة حماس في غزة والتي انطلقت السبت. وأشارت مصادر أمنية على أن وزير الأمن إيهود براك، أصدر أمرا للجيش الإسرائيلي بالإعداد للحملة قبل أكثر من نصف عام، في أوج الاتصالات من أجل إبرام التهدئة في القطاع.

وبحسب هآرتس، فقد ادعى براك يومها أنه على الرغم من أن التهدئة ستمكن حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها، إلا أن هذا الوقت ضروري لإسرائيل حتى تستعد عسكريا، وقد أمر براك بالبدء بعمليات واسعة النطاق لجمع المعلومات الاستخبارية، وتم خلال هذه العمليات، عمل مسح عام لكافة البنى التحتية الأمنية لحركة حماس وباقي التنظيمات في القطاع؛ القواعد الدائمة، مخازن الأسلحة، معسكرات التدريب، ومنازل كبار مسؤولي الحركة.

quot;وقام الجيش ووزارة الأمن بموازاة ذلك بتكثيف وتسريع عملية تحصين البلدات الإسرائيلية المحيطة بغزة، وهي العملية التي قادها وأشرف عليها نائبه متان فيلنائي، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية، بعد خلافات شديدة مع وزارة المالية، على إضافة ورصد 600 مليون شيقل لتحصين هذه البلدات. كما تم إعداد شبكة الدعاية الإسرائيلية من قبل مقر التوجيه القومي الإسرائيلي ووزارة الخارجية من أجل توفير تغطية إعلامية لكل التطورات والأحداث، وفي هذا السياق أجري في الأسبوع الماضي تدريب لكافة الناطقين في الوزارات الحكومية والمؤسسات الإسرائيلية العامة وجهاز الأمن، وتحولت الحملة التي كانت على مدار شهور quot;خطة في الجارورquot; على خطة ميدانية للتطبيق قبل نحو شهر، على أثر التوتر الذي نشأ بعد حملة هدم الأنفاق المفخخة في القطاع.quot;

14 نوفمبر نقطة التحول

وبحسب صحيفة هآرتس، فإن الرابع عشر من نوفمبر كان بمثابة نقطة التحول أو الانطلاق نحو العملية، وذلك على أثر إطلاق حماس لعشرات صواريخ القسام والقذائف، حيث تقرر عرض الخطة للمصادقة عليها نهائيا. وفي الثامن عشر من نوفمبر اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بوزير الأمن، في وزارة الأمن في تل أبيب، وصادقا على الخطة نهائيا، لكنهما قررا التريث بانتظار أن توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ قبل عرض الخطة على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية. وتم فيما بعد إطلاع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على الخطة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاثنين ألمحا في ذلك المساء إلى الخطة عندما صرحا بأنه: quot;إذا استمر إطلاق النار فإن المواجهة مع حماس ستكون حتميةquot;. وعلى مدار هذه الفترة كان براك والحكومة موضع هجوم وانتقادات من قبل وزراء الحكومة الذين حثوا أولمرت وبراك على السماح للجيش بالعمل، وهو ما حدا ببراك إلى التصريح في جلسة الحكومة الأحد الماضي،21 ديسمبر، بأن تصريحات الوزراء وتفوهاتهم قد تضر بقدرة إسرائيل وبالعملية العسكرية حيث قال براك إنه quot; لا يمكن مع مثل هذه التصريحات تحقيق انتصار مثل حرب الأيام الستة أو مثل عملية أنطاباquot;.

24 ديسمبر المجلس الوزاري المصغر يقر الخطة

في الرابع والعشرين من الشهر الجاري التئم المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للبحث في التطورات الأمنية المتسارعة، لكن ديوان أولمرت كان بدأ بإصدار وتوجيه الرسائل المضللة، لوسائل الإعلام، وأعلن أن الجلسة ستناقش موضوع الجهاد العالمي، وفقط عند ساعات الصباح تم إبلاغ الوزراء بأن الجلسة ستخصص لموضوع غزة، لكن البيان الذي صدر عن ديوان رئاسة الحكومة تطرق إلى غزة في سطر واحد، مقابل صفحة كاملة تحدثت عن إخراج 35 منظمة إسلامية عن القانون.

استمرت الجلسة قرابة خمس ساعات لمناقشة الوضع في غزة، تم خلالها عرض كل البدائل والخيارات الميدانية على الوزراء. وقال أحد الوزراء quot;: لقد كان النقاش تفصيليا للغاية، وكان واضحا للجميع لي فترة نتجه والسيناريوهات التي قد نصل إليها، ولن يكون بمقدور أحد أن يقول إنه لم يعرف على ماذا صوت. لقد كان واضحا أن العبر المستخلصة من لجنة فينوغراد قد تم تذويتها جيدا، ولم يرغب أحد بتكرار ما حدث في حرب لبنان الثانيةquot;. وفي ختام الجلسة صوت الوزراء بالإجماع على القيام بالعملية، وتقرر تخويل رئيس الحكومة ووزير الأمن ووزيرة الخارجية باتخاذ القرار النهائي وموعده.
استمرت الاستعدادات على قدم وساق يوم الخميس، في مكتب وزير الأمن، كما عقد رئيس الحكومة لقاءات عمل مع رؤساء أجهزة الأمن، وفي موازاة ذلك اتجهت وزيرة الخارجية إلى القاهرة لنقل رسالة لمصر مفادها أن إسرائيل قررت القيام بعملية عسكرية في غزة. مع ذلك واصلت إسرائيل جهود الخداع والتضليل، عندما أعلن براك بأن إسرائيل ستفتح المعابر الحدودية مع القطاع لإدخال المساعدات، فيما أبلغ ديوان أولمرت وسائل الإعلام أن أولمرت سيجري ثلاثة جلسات يوم الأحد قبل تنفيذ العملية.

وقال مصدر أمني إن حركة حماس التي كانت أخلت قواعدها بعد اجتماع المجلس الوزاري المصغر، قد بلعت الطعم وأعادت كل شيء على سابق عهده بعد الإعلان عن تأجيل القرار ليوم الأحد. وأضاف المصدر إن براك عقد اجتماعا أخيرا مع رئيس أركان الجيش، ورئيس الشاباك، ورئيس الاستخبارات العسكرية، صباح الجمعة، وبعد ذلك بساعات اجتمع براك وأولمرت وليفني لمناقشة العملية لآخر مرة ومنح الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر لشن الهجوم، وتم في ساعات المساء وصباح السبت إطلاع قادة الكتل المعارضة_ نتنياهو، وليبرمان، وحاييم أورون وكذلك الرئيس بيرس ورئيسة الكنيست بالأمر.