وسط توتر العلاقة بحماس وجهود لرأب الصدع الفلسطيني
ليفني تبلغ المصريين عزم إسرائيل على توجيه ضربة نهائية لغزة
نبيل شرف الدين من القاهرة: كشف مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة عن معلومات مفادها أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي زارت القاهرة يوم الخميس، قد أبلغت المسؤولين المصريين الذين إلتقتهم عزم إسرائيل على توجيه ما وصفه المصدر بـ quot;ضربة خاطفةquot; لقطاع غزة، وذلك بعد انتهاء الهدنة مع حركة quot;حماسquot;، التي استمرت لمدة ستة شهور، وانتهت قبل نحو أسبوع بأعمال عنف متبادلة . ويأمل المصريون تجديدها حيث قال مصدر رئاسي مصري إن محادثات ليفني ومبارك تأتي في إطار جهود مصر لدفع عملية السلام وإنهاء معاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتحقيق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وعقب الاجتماع قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إن المناقشات التى جرت أوضحت إحساس مصر بالحاجة إلى أن تمارس إسرائيل ضبط النفس وأيضا أن هناك حاجة لإيقاف إطلاق الصواريخ لتعود الأوضاع إلى ماكانت عليه والتمسك بالتهدئة حتى لو لم تكن تهدئة معلنة، بالإضافة إلى إستمرار إنسياب المساعدات والكهرباء والغذاء وكل مايتعلق باحتياجات الشعب الفلسطينيquot;، على حد تعبيره .
ونقلت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; الإسرائيلية عن مسئول دبلوماسي قوله إن quot;للمصريين مصلحة في الحفاظ على الهدنةquot;، موضحاً أن سبب في ذلك يرجع إلى قلق القاهرة من أن يؤدي القتال داخل قطاع غزة إلى حدوث اندفاع فلسطيني على الحدود المصرية، مما سيجعل مصر أمام خيارين، أحدهما فتح الحدود وتدافع الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، أو إبقاء الحدود مغلقة والتعرض لضغوط عربية وإسلامية .
إسرائيل وحماس ومصر
وعقب اجتماعها مع الرئيس المصري حسني مبارك، ونظيرها المصري أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية خلال زيارة ليفني للقاهرة، التي اعتبرتها عدة صحف إسرائيلية دعما للوزيرة في الانتخابات المرتقبة، في ما قالت مصادر إنها ستعرض خلالها رغبة إسرائيل في الإطاحة بـ quot;حماسquot; التي تسيطر على قطاع غزة .
وأعربت ليفني في مؤتمر صحافي مشترك مع أبو الغيط عن قلق إسرائيل حيال استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة، مشيرة إلى أن تدهور الأوضاع في القطاع يأتي نتيجة سيطرة حركة quot;حماسquot; عليه والتي قالت عنها إنها لا تمثل القضية الوطنية الفلسطينية، وأضافت أن إسرائيل quot;لن تسمح باستمرار الوضع الذي تواصل فيه حماس الهجمات ضدها، وأن هذا الوضع لابد أن يتغيرquot;، مؤكدة quot;أن هذا ما سوف تقوم إسرائيل بتحقيقهquot;، على حد تعبيرها .
وتأتي محادثات ليفني مع الرئيس المصري بعد يوم واحد من إطلاق نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة أكثر من 80 صاروخا وقذيفة هاون على جنوب اسرائيل وغارة جوية إسرائيلية قتلت مسلحا ينتمي لحركة حماس، بعد انتهاء التهدئة التي استمرت ستة شهور وأفضت إلى أعمال عنف الأسبوع الماضي، وقد أعلنت حماس الموافقة على وقف اطلاق الصواريخ مقابل تخفيف اسرائيل للحصار الذي شددته بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في حزيران (يونيو) من العام 2007 .
وخلال الأيام القليلة الماضية اتجهت الوساطة المصرية بين فتح وحماس الى منعطف جديد يهدد استمرارها مع اتهام وزير الخارجية المصري لحركة حماس بعرقلة الحوار الفلسطيني الداخلي، وألقى باللوم على حماس في فشل الحوار الوطني الذي ترعاه مصر، بهدف تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين .
ياتي هذا التصريح بعد اعلان مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري ان مصر لن تسمح بقيام امارة اسلامية على حدودها الشرقية، ويرى مراقبون أن ليفني حاولت إقناع مبارك بدعم هذه الخطة، التي تتحفظ عليها مصر، لافتا إلى أن هناك غموضًا يحكم موقف مصر في ظل اضطراب علاقاتها مع quot;حماسquot; وتجاوز الأخيرة بحسب وجهة النظر المصرية الخطوط الحمراء في العلاقة بينهما .
وسعت مصر إلى عقد لقاء في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) يضم ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية، وخصوصا حماس وفتح اللتين خاضتا مواجهات دامية في منتصف 2007 في قطاع غزة الذي بات على الاثر خاضعا لسيطرة حماس، غير أن قادة حماس قرروا في اللحظة الاخيرة مقاطعة اللقاء بحجة اعتقال السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس لعدد من عناصرها في الضفة الغربية .
التعليقات