الحركة تخطط لتأسيس منظمة تحرير فلسطينية جديدة للقضاء عليه
أبو مازن كان يتوسل إسرائيل منذ شهور لضرب حماس

أشرف أبوجلالة من القاهرة: فجرت مصادر دبلوماسية بارزة بالقدس مفاجأة مدوية بكشفهم عن أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس quot;أبو مازنquot; يحث إسرائيل منذ شهور لتوجيه ضربة عسكرية كبري ضد منافسيه من أتباع حماس في قطاع غزة، وذلك على الرغم من الانتقادات التي صدرت بالأمس عن مكتبه للهجمات الجوية الشرسة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والتي وصفها بالوحشية وغير الضرورية، وفقا لما زعمته تقارير صحافية أميركية.

كما كشفت تلك المصادر لموقع ورلد نيت ديلي الإخباري الأميركي دون أن يكشف الموقع عن هويتهم، عن أن عباس وكبار ممثليه قاموا بشن حملة هادئة على مدار الأشهر الماضية، طالبين من إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لحماس في قطاع غزة قبل أن تنتهي ولايته في التاسع من يناير المقبل. هذا في الوقت الذي سبق لقادة حماس وأن حذروا مرارا وتكرارا من أنهم لن يعترفوا بعباس بعد موعد انتهاء ولايته، وأنهم سيطلقون حملة كبري إلي إلغاء تشريع رئيس السلطة الفلسطينية وتثبيت أعضائهم في قيادة الحكومة الفلسطينية.

وأضافت المصادر بقولها أن عباس كان يأمل في أن تسفر تلك الحملة العسكرية الكبري داخل قطاع غزة على إثناء حماس عن محاولة تقويض حكمه. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي بارز :quot; هذا الأمر سر مذاع ومعلن لدي الأوساط العسكرية والدبلوماسية. كما أن الحملة التي كان يريد عباس من إسرائيل تنفيذها لمهاجمة حماس كانت مركزةquot;. ومع هذا، أكد هذا المصدر على أن الهجوم الواسع الذي نفذه بالأمس الجيش الإسرائيلي على غزة لم يكن يهدف لمساعدة عباس، وأن إسرائيل تأمل في سرعة التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار مع حماس ، تتوقف بموجبها العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال الموقع أنه وبالرغم من دعمه لإسرائيل من وراء الكواليس في مهاجمة حماس، إلا أن عباس وجه انتقاداته بشكل علني لإسرائيل على فعلتها الوحشية في قطاع غزة. وفي تصريحات له أمام الصحافيين خلال زيارته بالأمس للملكة العربية السعودية :quot; ليس هناك أي سبب لشن تلك الغارات الإسرائيلية quot;. كما أصدر مكتب عباس في الضفة الغربية بيانا أدان فيه الغارات باعتبارها عدواناً إسرائيلياً وطالب بضبط النفس.

وفي خطوة ربما يكون لها تداعيات هائلة، تعمل حركة حماس في الخفاء من اجل تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية الخاصة بها، أو منظمة التحرير الفلسطينية، للتنافس مع تلك المنظمة الأخرى التي تحمل نفس الاسم ويترأسها عباس، بحسب ما كشف مسؤولون من حماس للموقع قبل عدة أيام. وأشارت تلك المصادر إلي أن هذا المجهود يعد جزءا ً من حملة كبري من المتوقع أن تنفذها حماس بغرض نزع شرعية الرئيس عباس بعد التاسع من يناير المقبل.

ووفقا لمصادر مقربة من عباس، فإن الخطوة التي تستحوذ على اهتمام وتثير قلق قائد السلطة الفلسطينية من بين كل الخطط التي تعتزم حماس تنفيذها، هي إقبالهم على تأسيس منظمة تحرير فلسطينية ثانية للمنافسة مع المنظمة التي يترأسها، وتسيطر عليها حركة فتح منذ مدة طويلة. وكان مسؤولون من حماس قد كشفوا للموقع عن أن تلك المنظمة الجديدة سوف تكون عبارة عن ائتلاف ضخم يشتمل على جماعات فلسطينية بارزة من بينها حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير القيادة الفلسطينية العامة في لبنان وكذلك جزء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق، التي تنحاز حتي الآن لصالح حركة فتح. وقال الموقع أن تأسيس تلك المنظمة الجديدة ربما يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش عباس السياسي بعد انتهاء ولايته الحالية في يناير القادم.