تعهد أولمرت بإطلاق أسرى فلسطينيين هو جزء من صفقة التبادل مع حزب الله

نضال وتد من تل أبيب: أبرزت الصحافة الإسرائيلية، في عددها الصادر الخميس، أمر الرسالة التي وجهها والد الجندي الإسرائيلي، نوعام شاليط، إلى سكان القطاع وقيادات حماس بشأن ملف ولده المحتجز لدى حماس. وتساءل شاليط في الرسالة التي نشرتها له صحيفة القدس، أمس، من المحتجز هل هو ولده الجندي الأسير أم مئات وآلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، متهما قيادة حماس في رسالته بأنها هي التي تعرقل الإفراج عن هؤلاء الأسرى برفضها إتمام صفقة الإفراج عن ولده شاليط.

وقد اهتمت الصحافة الإسرائيلية، اليوم، بأمر الرسالة، وأفسحت لها مكانا بارزا، على صفحاتها الداخلية، مع أخذ تصريحات من نوعام شاليط نفسه، أكد فغيها أن هدفه من وراء الرسالة هو : quot;إثارة الرأي العام الفلسطيني، وممارسة ضغط إضافي على قيادة حماس من أجل إتمام وتنفيذ صفقة الإفراج عن غلعادquot; كما قال شاليط الأب لصحيفة quot;يسرائيل هيومquot; التي اختارت عنوانا للخبر: غلعاد يحتجز في الأسر آلاف الفلسطينيينquot;.

أمما صحيفة معارف فقد اختارت أن تتناول الرسالة المذكورة تحت عنوان: quot; نوعام شاليط يتهم: حماس مسؤولة عن تأجيل إتمام الصفقة، إن شاليط الأب يعتقد ويقول إنه خلافا للوضع في حزب الله، فلا يوجد لحماس quot;عنوانا وحيداquot; قادر على اتخاذ القرار بشأن الصفقة، ووفقا له فإن نزاعات على مراكز القوة والتأثير داخل حماس تعرقل حسم الموضوع، وأنه في رسالته يلمح إلى أن إصرار قيادة حماس على قائمة محددة ومعينة للأسرى، نابع من كون هذه القائمة تشتمل على أسماء أقرباء ومقربين من قيادة الحركةquot;.

أما صحيفة يديعوت أحرونوت، فلم تأت على ذكر الرسالة لكنها في المقابل اختارت عنوانا رئيسيا يقول: حتى بدون غلعاد شاليط إسرائيل ستفرج عن قتلةquot;. ومضت الصحيفة في حيثيات الخبر لاستعراض قائمة الأسرى الذين تعتزم إسرائيل الإفراج عنهم كبادرة حسن نية تجاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وفي محاولة لرفع أسهمه في الشارع الفلسطيني مقابل حماس، لتركز على أن القائمة لن تشمل بأي حال من الأحوال، وخلافا لما نشر في صحف عربية، لا أمين سر حركة فتح النائب الأسير مروان البرغوثي، ولا الأمين العام للجبهة الشعبية ، أحمد سعدات. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن نوعام شاليط قوله إن إسرائيل أفرجت لغاية الآن عن مئات الأسرى الفلسطينيين لكن ذلك لم يؤثر إطلاقا لا في مواقف الفلسطينيين ولا في موقف حماس. وأعلن شاليط أنه يعتقد بأن على إسرائيل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ولكن فقط بعد عودة ولده من الأسر.

في المقابل اعتبر المحلل العسكري، أليكس فيشمان، أن نية الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا في محاولة لتحسين وضع أبو مازن، تشكل مناورة خطيرة للغاية، خصوصا وأن إسرائيل تساوم حركة حماس على الإفراج عن 450 أسير، وتسارع بتصريحات بلهاء للإفراج عن 150 أسير فلسطيني لصالح أبو مازن.

فيشمان انتقد سياسة إسرائيل في الإفراج عن الأسرى، لأن ذلك سيصورهم أمام الرأي العام العالمي باعتبارهم أسرى حرب مع أنهم quot;مخربون تمت محاكمتهم في إسرائيلquot;، إلى ذلك قال فيشمان إن الإفراج عن 150 اسير quot;خفيفquot; لن يفضي بالضرورة إلى تحسين مكانة أبو مازن، لكنه هناك شك بأن مثل هذه المناورة ستمنع حزب الله وحماس عن محاولة اختطاف المزيد من الجنود الإسرائيليين.