تعودنا في العالم العربي ان نسقط عيوبنا على الاخرين عندما ننظر اليهم، ونطلق الأحكام الجاهزة المتهورة المجانية من دون ان يكون لها مصداقية على ارض الواقع، وبهذا نكون قد أرتكبنا خطئاً كبيرا بحق أنفسنا وحق الاخرين،، فعندما يأتي ذكر وكالة المخابرات الامريكية تنطلق حفنة من الأتهامات والأوصاف ليس لها علاقة بالواقع، فوكالة المخابرات الأمريكية جهاز وطني تختلف وظيفته عن أجهزة المخابرات في الدول العربية، فهو جهاز يدافع عن مصالحه وطنه وليس عن النظام الحاكم، اذ يوجد وجه مشرق وخدمات انسانية وحضارية قدمتها وكالة المخابرات الامريكية الى الانسانية والحضارة، ولكن الدعاية المضادة للشيوعيين والقوميين والاسلاميين غطت على هذه الأنجاز التي يصعب على العقل العربي المكدس بالديماغوجية والخرافة والشعارات العدوانية أزاء الحضارة الغربية وأمريكا خصوصا.. يصعب على هذا العقل المشوه رؤية الوجه المشرق لوكالة المخابرات الامريكية.


ويسعدني أن أكون أول عربي في تاريخ الصحافة العربية يكتب عن الوجه المشرق الحضاري لوكالة المخابرات الأمريكية، واني أتحمل هنا وحدي المسؤولية الاخلاقية والسياسية لمضمون هذه المقالة التي قصدت منها اظهار الى أي مدى تشوه الدعاية الأيديولوجية الخصم الأخر، وكذلك قصدت تحريض القاريء على التحليل السياسي المعرفي الواقعي البعيد عن سعار وغوغائية الشعارات الايديولوجية.

لقد دشنت عملها هذه الوكالة في خوضها حرباً شرسة ضد النظام النازي الهتلري المجرم وكانت في بدايتها تعمل تحت أسم أخر، وتعتبر هزيمة النازية وخلاص البشرية من شرها أولى انجازات وكالة المخابرات الامريكية النبيلة التي خدمت بها البشرية وأنقذت ملايين الشعوب من شر هتلر.

ثم مع ظهور شرور خطر الشيوعية على الحضارة والحرية... تم تأسيس وكالة المخابرات بأسمها الراهن، وبدأت معركتها الشريفة في محاربة خطر الشيوعية كفكر ونظم سياسية دكتاتورية قمعية ساقت شعوبها الى السجون ومنصات الأعدام، وفتكت بكرامة الانسان تحت ذريعة شعارات جنونية بعيدة عن منطق وبديهيات الحياة.

وكان في النهاية النصر الكبير للحضارة الغربية وفلسفتها الانسانية ومنجزاتها العلمية وقوانينها الاجتماعية التي راعت حقوق الانسان وقدمت له منتهى الأحترام وأقصى ما شهدته البشرية من عدالة وحقوق وضمان اجتماعي، ولقد كان الجزء الكبير من هزيمة الشيوعية يعود الى الجهود الجبارة النبيلة التي قامت بها وكالة المخابرات الامريكية على مدى حقبة الحرب الباردة.

ثم جاءت حقبة مكافحة الأرهاب، وكان للوكالة دورا كبيرا في سحق واسقاط نظامي طالبان وصدام وتخليص شعبيهما من شرهما ومنحهما الحرية.

ومازالت الوكالة تخوض غمار معركة شرسة ضد جراثيم الارهاب الذي تقوم به احزاب الاسلام السياسي المدعومة من ايران وسوريا.

وما قدمته وكالة المخابرات الامريكية من جهد وانجازات لو نظرنا له بعين العقل والضمير نجده عملاً نبيلا شريفاً كان دائما لصالح شعوب العالم جمعاء ولصالح الحضارة والأمن والأستقرار، فالقضاء على النازية والشيوعية وطالبان وصدام حسين والأستمرار في مكافحة الأرهاب... كل هذه تعتبر أعمالاً شجاعة وشريفة وتخدم كافة الشعوب بلا أستثناء.

وختاما.. يؤسفني أنني لاتوجد لي شخصيا أية علاقة أو ارتباط بوكالة المخابرات الأمريكية، اذ أنني أعتبر التعاون مع المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية وغيرها من الدول الغربية.. أعتبر التعاون مع أجهزة المخابرات هذه واجباً اخلاقياً ودينيا يجب على كل انسان شريف القيام به من أجل مكافحة جرائم الأرهاب والحفاظ على حياة الناس والمنجزات الحضارية والحريات العامة والأمن والأستقرار، فمكافحة الأرهاب هو أفضل جهاد في سبيل الله تعالى للحفاظ على حياة الانسان حضارته الجميلة.

خضير طاهر

[email protected]