في رحلة البحث عن فضائية، تسعد وقتي بالمعرفة وتروي ظمأي أليها.قررت أن أتجول في الفضائيات.كي لااضيع وقتي سدى من دون أن أكحل عيني برؤيتها، وأزود فكري من علمها، فوجدتني أتنقل بين الفضائيات طلبا للمعرفة.فما كانالاورأيتني أشاهد أولا
(فضائية المستقلة)أم (فضائية الزلم)
جلست أمام الشاشة أشاهد فضائية المستقلة،وأنا مشدودة أليها بنظري مفتوحة بفكري عليها،الا أنني أكتشفت أنني أجلس في مقهى رجالي،لاتدخله النساء ألا على أستحياء كبير.ففي بعض الاحيان توجد مذيعة واحدة تقدم برنامجا، في وقت هوأشبه بالوقت الميت،ألذي يكون فيه الاخرين منشغلين عن الرؤية،وذلك لذر الرماد عن العيون.وأعتقد جازمة في أنه لاتوجد فضائية أخرى تنافسها في ذكوريتها.
لكن من الامور الغريبة والعجيبة التي تجعلني أقف و أتساءل،عن الرجال الساكنين والمكررين من علماء دين،محللين سياسين،أعلاميين، أكاديميين، فأنا أتساءل مثلا كم عددكتب رجال الدين مثلا؟ ثم،ماهي عناوينها؟ كم عدد الطبعات التي نفذت؟وكم عدد الطبعات التي لم تنفذ؟وهل كل الذين يناقشون القضايا هم أهل في الاختصاص أم لا؟ وهذا الشئ نفسه ينطبق على محللي السياسة والاعلاميين والاكاديميين. أنيرونا!
وأذا أنتقلنا الى موضوع الهواتف المفتوحة في الهواء الطلق،فكان الله بعون المتصل، المنتظر ساعات، حتى يقول رأيه، فأذا كانت الفكرة مخالفة لمدير الحوار قاطعه وناقشه ليقنعه بفكرته ونسي أنه مدير الحوار،ثم يواصل المقاطعة ويختمها بطريقة(خلص وقت البرنامج).أما (الدايمقراطية) توأم المستقلة فهي أيضا مصابة بورم الذكورة، ففي بعض الاحيان تطل علينا أمرأة وصفت ذات يوم البرلمان العراقي(الرياجيل طالعين هستوهم جايين من مكان لطم والنسوان تعلج)!فضائيتي المستقلة والدايمقراطية تبثان من لندن ومن المفارقة القدرية، أن الديمقراطية العريقة في بلاد الانكليز أعتمدت على المساواة بين الرجال والنساء.فهل نحن أمة ملقحة ضد الديمقراطية؟
فضائية (البغدادية)و(الخروج المذل للفريق العراقي)
وأقلبي القناة يازهراء، فقلبت قناة المستقلة ولجأت الى قناة البغدادية، فشاهدت فيها برنامجا يتحدث عن (الخروج المذل للفريق العراقي امام مباراته الاخيرة مع الفريق القطري)وبعيدا عن نظرية المؤامرة، أستوقفتني كلمة (مذل) وظللت أتساءل ماهو اللعب، ربحا وخسارة أليس كذلك؟ أين الذل في أن يخرج فريقا لعب خاسرا مباراته؟
لم يتوقف المذيع عند هذه الكلمة بل تبعها بكلمة أخرى فرأيته يقر ويثني عل مبدأ العقاب! عقاب من؟ لاعبين لعبوا وخسروا؟ هل في هذا شيئا من الانسانية والعدل؟ هل في هذا شيئا من المنطق؟لهذه الكلمات دلائل واضحة تدلنا على أن ثقافة الاستبداد مازالت تتربع على عرش بعض النفوس البشرية.فهل لاننا نملك منابرا أعلامية نصول ونجول ونقول مانشاء من دون مراعاة مشاعر الاخرين وأحترامهم.
(كلام نواعم ) أم (تملق أجتماعي)
وقلبت قناة البغدادية لاتوقف عند فضائية(الام بي سي) فتوقفت وتحديدا عند البرنامج المعاد(كلام نواعم) المعاد يوم السبت.
أربعة نساء جالسات يقرأن مشكلة فتاة تعيش في الغرب، تقول الفتاة (أنا فتاة بالغة من العمر أثنان وعشرين عاما، أمي وبعد وفاة أبي تضربني، وأنا أريد أن أترك البيت، وأترك دراسة الطب)تقول لها الممثلة السورية (فرح بسيسو) في أن ألام واقعة تحت ضغط كبير بعد وفاة الاب وأن عليها أن لاتترك دراستها) ثم تجيب الاعلامية (منى أبو سليمان) وتقدم لها النصح بعدم السكن لوحدها وتذهب عند أقاربها.
الفتاة تشتكي من الضرب وهي البالغة من العمر أثنان وعشرين عاما، وتتذكر الممثلة فرح الام والضغوط الواقعة عليها، وتحل مشكلة الام التي لم تبعث بمشكلة أصلا، وتنسى ضرب الفتاة الكبيرة الذي هو الاكثر قسوة وملامة من أي شئ في الدنيا.
أما النصيحة التي قدمتها الاعلامية للفتاة الواقعةفي مشكلة با لسكن عند أقاربها، فهل أخبرت الفتاة ألاعلامية (منى )أن لديها أقارب في الغربة؟ وأن كان؟كم ستبقى عندهم؟ من سيصرف عليها؟ هل سيتحمل الاخرون ضيفا عندهم؟ ونسيت الضرب وعدم حبها للطب، الايجوز أنها أكتشفت أنها لن تنجح في الطب فلا تريد أضاعة الوقت، أين حل المشكلةأذا؟ الوحيدة التي أعترضت على موضوع الضرب الاعلامية (فوزية سلامة)
ولكن في النزر الاخير من البرنامج، كان من الواضح جدا أن النواعم قد تناغمن في التفكير مع عادات وتقاليد الشعوب العربية، متناسيات المشكلة الرئيسية.فهل بالتملق الاجتماعي تحل مشاكل البشر؟
زهراء حسن
كاتبة عراقية
zein[email protected]
التعليقات