مما لاشك فيه أن كل ما تم انجازه في مجال العملية السياسية في العراق جاء نتيجة العمل المشترك المضني الدؤوب للقيادات السياسية العراقية بجميع اطيافها، و أن كل الاطراف المشاركة في تلك العملية لها الحق أن يفتخر بتلك الانجازات و أن يعتبرها انتصاراَ له. والتي جاءت كمخاض لعملية بناء الدولة العراقية الجديدة و رافقتها مشاكل جدية خاصة من الجانب الامني و التدخلات الاجنبية المحتلفة، و لكن التصدي المشترك الرائع لصعوبات المرحلة الماضية سجل انتصاراَ للعراقيين جميعاَ و خلق جواَ من الثقة بمستقبل العراق، المستقبل الذي تصر عليه قيادات الدولة أن يكون مزدهراَ و منفتحاَ على كل الخيارات، وأن القيادة السياسية الكردستانية كانت و ماتزال تصر على تجاوز كل العقبات التي تواجه عملية تحقيق الاستقرار السياسي و الآمني في العراق من خلال العمل المشترك المبني على التفاهمات و التوافقات في ضوء الدستور الذي جاء هو الاخر بشكل توافقي. من هنا يجب ان نكون منفتحين الى الدرجة التي تمكننا من فهم العقبات برؤية واقعية بناءة، و أن هذه الرؤية يجب ان تتسم بأن اوضاع العراق و العملية السياسية مازالت تواجه المشاكل لان عملية استكمال بناء الدولة دستورياَ لم تكتمل و بحاجة الى الاستمرار في اكتمالها و من ثم التفرغ للتنمية المتنوعة في العراق.


واجهت العملية السياسية للاسف الشديد خلال الاسابيع الماضية بعض الصعوبات و المشاكل التي عملت الصحافة و بعض التصريحات غير الدقيقة من جميع الاطراف على تعقيدها و اظهارها كمشاكل تتسم بنوع من سياسة فرض الارادات و التي نحن العراقيين في غنى عنها، لان الاستراتيجية المتفق عليها كانت و ما زالت هي فرض ارادة العراق على الارهابيين و المتربصين بمستقبل التجربة العراقية، و احدى تلك المشاكل كانت مشكلة خانقين التي احتوتها النيات الصادقة المشتركة اخيراَ، و أن معالجة المشكلة المذكورة جاءت انتصاراَ للعراقيين جميعاَ و بالذات انتصاراَ لارادة الدولة التي تراعي العملية السياسية.


و من ثم أن العراق مازال امامه كثير من الاستحقاقات السياسية و الدستورية و من المحتمل أن ترافق الاستحقاقات المتبقية مشاكل و اختلافات شكلية و جوهرية حيث من المتوقع أن تفتح شهية المتربصين بالعراق و مستقبله، فلهذا يجب أن نكون جمعياَ من رئاسة الدولة و رئاسة الحكومة و الكيانات السياسية و البرلمانية الحريصة على تحقيق ما تم وضعه امامنا كأستراتيجية عراقنا الجديد، و أن السبيل الوحيد و المجدي لنا جمعياَ هو أن نعمل بشكل فريق واحد للتصدي و التعامل مع أية ازمة قد تخلقها عملية اتمام الاستحقاقات المتبقية، و أن نعتبر الازمات المتوقعة ازمة العراق ككل و أن نحرص على معالجتها و أعتبار تجاوزها انتصاراَ للدولة الفدرالية و الحكومة و حكومة اقليم كردستان معاَ كما شاهدناه في مشكلة خانقين أن صح التعبير. و في هذا المجال ايضاَ يجب أن لا نجعل المشكلة المذكورة و التي تمت معالجتها سياسياَ في بغداد، قميص عثمان نعقد الامور من خلالها و نعرقل عملية انجاز الاستحقاقات المتبقية و ندخل العملية السياسية في نفق مظلم لان العراق رسم خارطة طريق مضيئة للنهوض بالعراق على جميع المستويات و المجالات، و أن القيادة السياسية الكردستانية متمسكة و بشكل متفاعل بالمضي قدماَ و مع الاطراف العراقية الاخرى نحو تحقيق الاهداف المشتركة.


وأخيراَ فلنبحث جميعاَ و بشكل دائم عن انتصارات مشتركة التي هي انتصارات للعراق بالتأكيد، لان النصر الحقيقي هو نصر العراق فلنناصره.

ازاد جندياني

* عضو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني