منذ تنفيذ جريمة 11 سبتمر الإرهابية وبأعتباري عربياً مسلماً.. أشعر بالذنب والخزي والعار من تلك الجريمة البشعة، ومن كافة التصريحات والممارسات العدوانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الشعور بالذنب يدفعني بأستمرار الى التفكير بتقديم شيء ما يفيد الشعب الامريكي.


وقد دفعتني تلك الجريمة الى القيام بمراجعة صريحة وعميقة بشأن التعامل مع وكالة المخابرات الأمريكية لمكافحة الإرهاب، فالعدو الراهن للحضارة والشعب الأمريكي هو الإرهاب القادم من المجتمعات العربية والمسلمة، وهذا الخطر بحاجة الى خبرات عربية مسلمة تتصدى له وتكافحه.

وكان أول سؤال تبادر الى ذهني هو بخصوص الشرعية الاخلاقية والدينية التي تبرر العمل مع وكالة المخابرات الأمريكية.. فوجدت ان العمل على مكافحة الإرهاب والحفاظ على حياة الناس من التعرض للقتل هو أنبل وأشرف جهاد في سبيل الله يقوم به الانسان وعلى وجه الخصوص الانسان المسلم المؤمن.


فمن الناحية الأخلاقية والدينية.. الحضارة الأمريكية ومنجزاتها العلمية والصناعية والفكرية... تعتبر كنزاً ثميناً لعموم المجتمع الانساني وقد استفاد منها العالم بأجمعه لذا يجب الحفاظ عليها وحمايتها من الخطر، أما قضية الحفاظ على حياة البشر من جرائم الإرهاب فهي واجب اخلاقي وديني على الجميع القيام به بلا تردد.


لهذا فأن رغبة العمل مع وكالة المخابرات الأمريكية كمتطوع مجاني أو موظف رسمي هي فرصة ذهبية للقيام بواجب اخلاقي وديني وكسب مرضاة الله تعالى، وهذا لايقتصر على العمل مع المخابرات الأمريكية، وانما كذلك مع مخابرات الدول الأوربية والعربية فمكافحة الإرهاب واجب شرعي على الجميع القيام به لمحاصرة جراثيم الإرهابيين والقضاء عليهم.


طبعاً انا لغاية الان لم أعمل مع وكالة المخابرات الأمريكية، ولكني سأكون سعيداً لو تحققت رغبتي هذه فلا يوجد أهم لدى الله عز وجل من مهمة الدفاع عن حياة البشر والمنجزات العلمية والصناعية والعمرانية والتصدي للشر والأشرار ونشر الأمن والسلام.

خضير طاهر

[email protected]