مطالبة السلطات العراقية بالكشف عن الجناة، وحماية إرث الشهيد كامل شياع الفكري


- بمقدار ما أثاره اغتيال الشهيد كامل شياع عبدالله في بغداد يوم الثالث والعشرين من آب الماضي من ألم وسخط واستنكار ومطالبات بالكشف عن المخططين لعملية الاغتيال، الرؤوس التي تقف وراءها ومنفذيها الفعليين، فقد أثار غيابه المبكّر والمفاجئ رغبة كبيرة لدى أهله، أصدقائه ورفاقه أن يظل اسمه ووهج ما أنجزه للوطن العراق ولثقافته حياً وأن لا يُسلّم للذكرى.


-ما سيُبقي كامل حياً ويُبرّر تضحيته وخسارتنا الشخصية والعامة هو أن ينال القتلة ومخططو الجريمة عقابهم العادل، لذا نُهيب بالجميع مطالبة رئاسة الجمهورية، البرلمان العراقي كضمير مهني وبرلماني، الحكومة العراقية، القضاء العراقي وأجهزة الأمن والشرطة بالعمل الدؤوب على كشف هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وعدا ذلك، تصبح لا حصانة للصوت النزيه والغير متمترس تحت يافطة حزب او مذهب او طائفة او عشيرة، ولا قيمة سياسية او اعتبارية لمسؤولية الدولة.


-ما حققه الشهيد كامل شياع كبير، وما أنجزه تفكيراً وكتابة واسع، ويمكن أن يظل مؤشراً لمسار بناء الثقافة الوطنية العراقية كما حلم بها وعمل من أجلها. لذا فمن الطبيعي أن تتعدد المبادرات والخطوات التي تعوّض عن جزء يسير من تضحية الشهيد العظيمة. وفي الوقت الذي تعرب عائلة الشهيد كامل شياع عن عظيم امتنانها لكل الأصدقاء الذين تنادوا ووقفوا إلى جوارهم في أعسر لحظة مرّت في حياتهم، وفي الوقت الذي يعتبرون كل الجهود الرامية إلى تخليد اسم وفعل الشهيد كامل وتُثني عليها، فإنها تدعو أن تتجاوز تلك الجهود مرحلة رد الفعل العاطفي والانفعالي وأن تتحول إلى جهد quot;ملموسquot; بالضبط كما كان يفعل كامل نفسه في إطار عمله وجهده وبنائه.


-.إلى جانب هذا تدعو عائلة الشهيد كامل كل الأصدقاء وكل رفاق الشهيد إلى إعلامها وتزويدها بما يمتّ بصلة بإنجاز الشهيد الثقافية والفكرية ليتسنى لها دراستها والتفكير بالخطوات التي توصل ما أنجزه فقيدنا من أجل الثقافة العراقية والشعب العراقي وبما يليق بهما. وإذ تعرب العائلة عن استعدادها لدعم وتثمين كل جهد في هذا الإطار تدعو الغيورين على تضحية الشهيد كامل شياع ودمه إلى إعلامها بكل ما يُنجز من أجله ومن أجل إبقاء اسمه حيا كعزاء شخصي لنا.


-صحيح إن ما تركه كامل شياع من ميراث ينتمي إلى ملكية الشعب العراقي، فقد كان ابناً باراً لهذا الوطن ولهذا الشعب وهو ما تحرّك أو فكّر يوماً إلاّ وكان الوطن والشعب نصب عينيه وفي مركز اهتمامه. لكن ما تركه كامل أيضاً هو ملك لعائلته، لأمه وأخوته وقبل كل شئ لوحيده إلياس كامل عبدالله شياع. ومن حق هؤلاء، من حقنا أن نُعلم كيف يُستخدم إرث فقيدنا الفكري.


-.لذا نُهيب بكل الأخوة والأصدقاء ورفاق كامل الاتصال بنا وإعلامنا بما يتحقق ويُنجز في هذا الإطار.
-نداؤنا ومطالبتنا ينطلقان من الرغبة في التنسيق وحماية أثر الشهيد كامل شياع عبدالله، شهيد الثقافة العراقية وشهيدنا جميعاً.

فيصل عبد الله
[email protected]