إيهاب الشاوش من تونس:رغم طفرة الأفلام الوثائقية، في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة و التي بدأت تتوج بظهور قنوات متخصصة، و مهرجانات و دورات تدريبية، إلا ان وضع الفيلم الوثائقي، لم يرتق بعد الى مستوى، نظيره، في الغرب. سواء من حيث الشكل أو المضمون. و قد ساهمت عديد العقبات في quot;تخلفquot;، الفيلم الوثائقي العربي، منها ما هو متعلق بغياب ثقافة الوثائقي، و منها ما هو مرتبط بالمناخ السياسي او بغياب الدعم الحكومي لهذا الجنس، الحديث على المجتمعات العربية. و ما زال المشاهد العربي يفتقد إلى قنوات متخصصة، و أفلام تخاطب همومه و مشاغله، على غرار ما يقدم في قناةquot;artequot; او quot;tv5quot; الدولية او أخرى تهتم بالطبيعة مثل قناة quot; ناشيونال جيوغرافيك و بلانيت...
الملتقى الذي نظم على هامش الدورة 13 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون في تونس، و تحت عنوانquot; في سبيل النهوض بصناعة الوثائقيات العربيةquot;، تناول قضية مضامين الفيلم الوثائقي العربي، إلى جانب، العقبات و المشاكل التي تواجهه.
من الفلم الوثائقي الخادمات الصغيرات
واقع الأشرطة الوثائقية العربية:
تقول المنتجة التونسية، هاجر بن نصر، في مداخلتهاquot; ان الفترة التي سبقت العولمة اتسمت بغياب يكاد يكون تاما للأشرطة الوثائقية في القنوات العربية ما عدا ما يقع استيراده من دول أوروبا و أميركا من أشرطة تتم دبلجتها. و هذه الأشرطة تتناول في أغلبها، مواضيع اقتصادية او بيئية. تغيب فيها خصوصيات بيئتنا العربية. و لا تعكس واقعنا و لا تطرح مشاكلنا و لا تهتم بمشاغل المواطن العربيquot;.
اما بشأن، مضامين الوثائقيات العربية، بعد العولمة، تشير المنتجة التونسية إلى ان التطورات التي أحدثتها العولمة، في كل المجالات، كان من المفترض ان تدفع مؤسسات الإنتاج العربية الى تطوير مضامينها، و تنويعها للتأقلم مع هذا الوضع الجديد، مثل البطالة و رصد اهتمامات الشباب و تعامله مع التكنولوجيات العصرية، و خاصة منها ما يتعلق بوسائل الاتصال الحديثة و التحسيس بمشاكل البيئة و التلوث و ندرة المياه، و عدة مواضيع أخرى هامة لها انعكاس مباشر على المواطن و المشاهد العربي أينما كان.
و تورد هاجر بن نصر بعد الإحصائيات تعكس قلة اهتمام التلفزيونات العربية بالفيلم الوثائقي. فاليمن لا تخصص سوى 30 ساعة بث سنويا للوثائقيات، و المغرب 62 ساعة و السعودية 50 ساعة و السودان 212 ساعة.
تزايد الإهتمام بالمادة الوثائقية:
أسباب الاهتمام، عديدة كما تؤكد على ذلك مخرجة الأفلام الوثاقية، المصرية هالة جلال، أهمها تنامي الوعي بأهمية الصورة الحقيقية، و الدور الذي تلعبه، بداية من إشباع الفضول الإنساني وصولا الى عمل أرشيف و ذاكرة للأفراد و المجتمعات كما الأمم.
و تضيف هالة جلالquot; و هذا الوعي بأهمية الصورة الحقيقية خلق في العالم كله اهتمام بالوثائقي، في كل أشكاله. فشركات الإنتاج السينمائية تنتج أفلاما تسجيلية، و المهرجانات الكبرى مثل quot;كانquot; تمنح الفيلم الوثائقي فرصة للتسابق مع الروائي...
العوائق التي تحول دون تطوير مضمون الوثائقيات العربية:
يعتبر العاملون في مجال الفيلم الوثائقي ان هذا الجنس، يعاني من أزمة دعم و إنتاج و توزيع، و غياب المناخ السياسي و الثقافي الذي يسمح بازدهار الوثائقيات.
الياس بكار، المخرج التونسي الشاب، يقول لإيلافquot; ثلاث نقاط تنقص الوثائقيات. اولا القنوات التلفزيونية، لا تعطي مساحة مهمة للفيلم الوثائقي. ثانيا لا يمكن ان يكون الإنتاج عشوائيا، بل يجب إرساء خطة واضحة، فالوثائقي هو رؤية إخراجية و كتابة و هو ليس ريبورتاجا. كما يدعو المخرج التونسي الى اعادة تاهيل العاملين في المجال الوثائقي، و إعطاء حرية أكثر للمخرج. وهو حسب رأيه ما سيمكن من تواجد جميع الأجناس الوثائقيةquot;.
و تحدث اسعد طه، صحفي الجزيرة، عن نقص الكفاءات و ضعف الميزانيات المرصودة من قبل الهيئات و المؤسسات العربية لشراء و تبني الأعمال الوثائقية، هذا الى جانب ضعف الحريات و الرقابة و الرقابة الذاتية.
عوائق موضوعية:
و ترصد المنتجة التونسية هاجر بن نصر اهم عوائق و مشاكل الفيلم الوثائقي العربي، اذ ترى ان جل التلفزيونات العربية لم تقتنع تماما حتى الآن بأهمية الأشرطة الوثائقية. لذلك فهي لا تقبل و لا تشجع على إنتاجها إضافة لوجود صعوبات في ترويجها. و تضيف بن نصرquot; يمكن القول انه ليس هناك ثقافة للفيلم الوثائقي في العالم العربي حتى الآن لأنها مصدر خوف او إزعاج. لذلك فهي لا تحظى بأي اهتمام. و تبعا لذلك لا تخصص لها التمويلات اللازمة و لا تؤخذ بعين الإعتبار عند إعداد الميزانيات و لا يقرأ لها حساب في مخططات الإنتاجquot;.
و تقول المخرجة المصرية هالة جلالquot; أما في عالمنا العربي، فهناك غياب للوعي بأهمية المادة الوثائقية لدى القيادات الإعلامية، و غياب للسياسات التي تدعم إنتاجها و توزيعها. ما ادى الى ما يشبه اختفاء هذه المادة التسجيلية من على الشاشات العربية، حتى ظهور قناة الجزيرةquot;.
[email protected]
التعليقات