أيلاف -خاص:يشارك في مهرجان السلام في العاصمة المكسيكية الفيلم العراقي القصير (مقبرة)، الذي كتب له السيناريو واخرجه الكاتب والسينمائي العراقي المقيم في مدريد عبدالهادي سعدون. وجاء اختيار الفيلم من قبل لجنة المهرجان من ضمن 16 فيلم تمثل جنسيات مختلفة، فيلم مقبرة الممثل العربي الوحيد في التظاهرة الفنية. وقد جاء اختيار الأفلام حسب رسالة منظمة المهرجان شيرلي كيسي من بين 70 فيلم أرسل للمسابقة، ويتم عرضه داخل المسابقة الرئيسية.
فيلم (مقبرة) الروائي القصير بزمن تقريبي (20 دقيقة) تم تصويره ومونتاجه الكلي في مدريد بكادر تمثيلي فني من العراق بمساعدة كادر تقني من إسبانيا، وجاء بالتعاون ما بين (سنبلة في الريح) العراقية للإنتاج الفني ومؤسسة (خنتي إسترانيا) الإسبانية وبرصيد مالي بسيط جداً. وقد شارك في تأدية أدوار الفيلم ممثلين غير محترفين وهم: سعد محسن (دور المتوفي)، خالد كاكي (كاظم)، محسن الرملي (محسن)، طاهر محسن (طارق)، محمد عنبر(إبن المتوفي) و عبدالهادي سعدون (عبد)، إضافة للموسيقى التصويرية التي وضعها خصيصاً للفيلم الفنان خالد كاكي، والكادر التقني الإسباني ممثلاً بفنيي التصوير والصوت والمونتاج والإنتاج لأسماء معروفة في الوسط الفني الإسباني مثل خابيير غارثيا و ناشو غويتري.
فيلم مقبرة القصير يروي يوم من حياة مجموعة أصدقاء منفيين في إسبانيا، وهو اليوم التالي لإلقاء القبض على الطاغية صدام حسين. لقاء الأصدقاء أثر وعد قطعوه لصديقهم الميت، وهو زيارته في قبره في مقبرة الغرباء في أطراف مدريد ما أن يصلهم خبر موت أو القاء القبض على صدام. الأصدقاء رفقة إبن الميت يمضون للمقبرة محملين بطعامهم ومشروبهم للإحتفاء عند قبر صديقهم المتوفي. هناك يتفاجئون برؤية الصديق يحادثهم عبر فيلم فديو سجله له أبنه، ويرونه عبر الكمبيوتر.الصديق المتوفى يخبرهم أنه يموت بإرتياح الآن لان صدام أنهزم أخيراً. مشهد من فلم المقبرة
السيناريو يتخذ مجرى آخر عند قبرهم صديقهم ما أن تبرز موضوعة العراق ووضعه الحالي، بين مؤيد له ومخالف، النقاش يحتد بينهم إلى درجة الخلاف والخناق بين إثنين منهما، ومحاولة أحدهم قتل الآخر بالسكين. وضع العراق نقطة الفراق والخلاف كذلك بين العراقيين حتى وهم في بعد عن الوطن. الفيلم ينتهي نهاية مفتوحة عندما يتساءل أحدهم قائلاً: انه يشعر بحرقة كبيرة عندما لا يستطيع قول الحقيقة. فيجيبه أحدهم: ولكن عن حقيقة منهم؟! وتوقف الكاميرا على مشهد عام لمقبرة شاسعة.الفيلم بدقائقه القصيرة حاول بأسلوب روائي طرح قضية العراق من وجهة نظر أخرى، لعراقيين بعيدين عن العراق، وكيف يرونه من بعدهم.
من المقرر مشاركة الفيلم في أكثر من مهرجان في أسبانيا وخارجها، إضافة لتقديم عرض أول تشريفي في إحدى صالات العرض وسط العاصمة مدريد.
التعليقات