محمد عبد العزيز من القاهرة:حلم السفر للخليج مازال قائما لدى معظم الشباب المصريين، وخاصة مع ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض مستوى الدخول، أضف إلى ذلك أن الشباب يرون الجانب الإيجابي من السفر فقط بعيدا عن الجوانب السلبية المتعددة التي يعاني منها المسافر للعمل في هذه الدول، فالغربة التي يعاني منها المهاجر للعمل لن تهون مع المال الذي يجنيه هناك، هنيدي يعود من جديد بعد أن قدم هذا الحل من قبل في فيلمه quot;همام في أمستردامquot; ليقدم حل السفر من جديد، ولكن هذه المرة إلى دبي عملاق الخليج الجديد.

من فيلم عندليب الدقي

بالرغم من أن محمد هنيدي هو السبب الرئيسي في ظهور موجة الأفلام الكوميدية الشبابية التي تقدم حتى الآن، إلا أن نجوميته تراجعت بشدة منذ تقديم أن قدم آخر أفلامه وأعلاه إيرادا quot;جائنا البيان التاليquot;، فقد الكثير من جمهوره منذ تقديمه سلسلة من الأفلام التي خيبت آمالهم في نجمهم بدءا من صاحب صاحبه، مرورا بعسكر في المعسكر ويا أنا يا خالتي ووش إجرام وصولا إلى فيلمه الجديد quot;عندليب الدقيquot;.
هنيدي في فيلمه الجديد يقدم لجمهوره شخصية الخليجي كقربان جديد من أجل إيرادات مرتفعة وإعادة نجومية مفقودة، ولكنه في فيلمه الجديد لم يسلم من أخطاء التجارب السابقة، فهنيدي أصبح محفوظ بحركاته ومواقفه التي تتوقعها من قبل أن يقوم بها، وهو الأمر الذي يجعلك تشعر بأنك تشاهد مقررات حفظناها مسبقا ودروسا أفقدت الفيلم حتى الهدف الذي كان يسعى إليه صانعوه بعيدا عن الفنيات والتكنيكات الإخراجية أو السيناريو المحكم، فالهدف هو الضحك فقط.

سيناريو الفيلم جاء مخيبا للآمال في التجربة الأولى للكاتب الغنائي أيمن بهجت قمر، فحمل الكثير من العيوب التي أفقدت الفيلم متعته، فبعيدا عن المباشرة الساذجة في طرح القضية والرسالة التي يريد إيصالها للجمهور، فهناك بناء شخصيات غير محكم، عدم منطقية، سذاجة مواقف، كل ما قد يعوق تقديم فيلم جيد أو حتى مقبول فنيا، فشخصية فوزي الموهوم بالموهبة، لا نعرف ما الذي دفعها لذلك، ولا نعرف لماذا بمساعدته أصدقائه بمساعدته؟ هل هو غباء ؟ أم أن الوهم قد استحوذ عليهم جميعا؟، أما سفره إلى الخليج للبحث عن أخيه، فإنه ومنذ سافر لا نعرف الهدف بالضبط من سفره؟ حتى أنه لم يفاتح أخيه أو حتى أخوه فاتحه في هدفه من القدوم، فهل للعمل؟ أم أنه كان يريد إعالة من أخيه؟، حتى عندما أراد أن يحقق حلمه بالغناء فإنه جاء مصادفة بعد علمه بأن أخيه يمتلك فندقا به قاعة حفلات، وبالطبع يغني أغنية حزينة في الفرح ويفشل، فجأة أصبح ذكيا وموهوب في الإدارة والوطنية، وأقنع كل عملاء شركة أخيه بالاتحاد والوحدة العربية وضحك على الشركاء الأجانب الدنمركيين والصهاينة، أما فوزي فقد ظهر منذ البداية بشخصية الخليجي التي أصبحت ستيريو تايب في الأفلام المصرية، معه أموال ولا يعرف أين يصرفها، فعنده سيارة العمل وسيارة الخروج وسيارة للأحزان، يخرج ليصطاد في الصحراء فيطلق الرصاص على مساعديه، ولا يستطيع صيد الغزالة التي أوقفها موظفوه أمامه، وبعد ذلك نعرف أنه ملياردير ويمتلك شركات وفنادق ومباني ورجل أعمال يحتكر السوق، الجميع يعرف أن الخليجين حاليا ليسوا كذلك، فبعد أن تشبعنا بهذه الفكرة منذ الصغر تغيرت فكرتنا بعد أن تعاملنا معهم ووجدناهم أمامنا في الفضائيات والإنترنت والملتقيات العربية التي تجمع الشباب العربي، فقد أصبح الخليجي مثقفا دارسا رجال أعمال يعرفون ما يفعلونه، أما عن رسالة الفيلم التي تحمل أمنية الوحدة العربية، فهي نغمة قديمة يحاول هنيدي طرحها من جديد بشكل أكثر سذاجة هذه المرة، وبمباشرة فجة غير مقبولة، يدعونا لمحاربة الصهاينة وعدم ترك المجال لهم لكي يشاركوننا، مثلما دعا إليها من قبل في همام في أمستردام، يكسر العلم الإسرائيلية مثلما حرقه في صعيدي في الجامعة الأمريكية، فاز في النهاية ووحد العرب مثلما فعل في همام في أمستردام، تكرار وتكرار، مواقف وإيفيهات محفوظة، سذاجة في طرح القضية العربية تُضحك علينا الأعداء، ولا يقدم أي جديد.

النجم الكويتي داود حسين

حسنات الفيلم قليلة تتمثل في تعريفنا بالممثل الكويتي صاحب الدم الخفيف والأداء المقنع داوود حسين، والذي قام بدور الخادم الهندي وجعلنا نشعر أنه هندي فعلا، بالإضافة للوجه الجديد هبة نور في أول تجاربها السينمائية، والتي أدت دورها بشكل جيد يحسب لمخرج العمل وائل إحسان، والذي جانبه التوفيق في اختيار السيناريو الجيد، بالإضافة إلى عدم تقديم أي جديد على مستوى الصورة، بل ولم يستغل وجود أرض جديدة بكر لم يصور فيها كثيرا من قبل وهي مدينة دبي، فلم نعرف هنا ماهو سر جمال هذه المدينة وانفرادها بالشهرة وسط مدن الخليج المتعددة.

قصة الفيلم: فوزي يحلم بالغناء، ولكنه يفشل، يكتشف من أمه أن له توأم يعيش في دبي فيذهب له لكي يساعده، يصطدم بمحاولة لخداع أخيه المليونير فيساعده لينجيه منها

معلومات عن الفيلم
إخراج : وائل إحسان
تأليف : أيمن بهجت قمر
إنتاج : روتانا
سنة الإنتاج : 2007
بطولة : محمد هنيدي ndash; هبة نور ndash; داود حسين ndash; عمرو عبد الجليل
نوع الفيلم : كوميدي
طول الفيلم : 120 دقيقة
الفيلم صالح للمشاهدة لفئة : PG

[email protected]