أبو ظبي: شهد مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في يومه السابع أمس الأربعاء الكثير من الفعاليات والنشاطات والمؤتمرات الصحفية التي عقدها مخرجو وصانعو الأفلام، كما شهدت قاعة وجود الممثلين والمخرجين والفنانين بشكل عام إقبالاً كبيرًا من قبل الزوار الذين أتوا للاطلاع عن كثب على الأعمال السينمائية والتعرف على صانعيها ومؤلفيها في جلسات حوارية، إلى جانب إقبال صحفي كبير لإجراء الحوارات الصحفية مع فنانيهم ومخرجيهم.
كما شهدت قاعات عروض الأفلام إقبالاً جماهيريًا على الأفلام التي عرضت يوم الأربعاء وهي 18 فيلمًا توزعت بين قاعات سيني ستار في المارينا مول وقاعات غراند أبوظبي مول وقاعة قصر الإمارات، وتوزع الناس على الأفلام حسب رغبتهم وتسابقوا على الأفلام التي تعرض للمرة الأولى، حيث يتيح المهرجان فرصة لمحبي الأفلام في مشاهدتها ثانية إن فوت الفرصة المرة الأولى وذلك تقديرًا من إدارة المهرجان للجمهور ورغبته في الحضور جميع الأفلام، والتي قد لا يسمح الوقت بمشاهدتها كلها في يوم واحد.
والأفلام التي عرضت هي quot;المسبحة الخطأquot;، quot;نقطةquot;، quot;يوكي ونيناquot;، quot;الطريق إلى المدرسةquot;، quot;صندوق باندوراquot;، quot;ما هتفت لغيرهاquot;، quot;عشب بريquot;، هدية الباشاماماquot;، quot;كاريوكاquot;، وعروض أفلام quot;مسابقة أفلام من الإماراتquot;، quot;عروض برنامج الطلبة لليوم الثانيquot;، زرزيسquot;، quot;في برلينquot;، quot;مبدأ الصدمةquot;، quot;بلا شمالquot;، quot;بالألوان الطبيعيةquot;، quot;دواحةquot; وquot;أزرقquot;.
ويحكي فيلم quot;صندوق باندوراquot; للمخرجة يشيم أستا أوغلو رحلة ثلاثة أشقاء للبحث عن أمهم المفقودة التي تركت المنزل وضلت الطريق، حيث ينطلق الثلاثة في رحلة من اسطنبول إلى البحر الأسود في تركيا أملاً بالعثور على والدتهم المسنة التي يقال أنها تاهت بين الجبال المحيطة بقريتها.
ويركز الفيلم في واحد من جوانبه المتعددة على علاقة الحفيد بجدته، وهي علاقة انسانية صادقة وبريئة ولافتة للانتباه، حيث ينتقل الفيلم ليتناول الرابطة الاستثنائية التي تتطور بين quot;نصرةquot; وحفيدها الفتى المتحضر quot;مرادquot;.
والفيلم من انتاج 2008، وبطولة تسيلا تشيلتون، ديريا ألابور، أونور أونسال وآخرين، ويذكر أن للمخرجة أفلاماً عديدة أهمها quot;الأثرquot; و quot;رحلة الى الشمسquot;، وقد نال الفيلم على الجائزة الكبرى في سان فرانسيسكو.
أمّا فيلم quot;في الطريق إلى المدرسةquot; للمخرجين أورهان إيسكيكوي وأوغور دوغان فيوثق لتناقضات المجتمع التركي المعاصر حيثيؤرخ لحياة معلم تركي ينتقل للتدريس من غرب تركيا الى جنوب شرقيها ويكون المعلم الوحيد في المدرسة، ومدة الفيلم quot;81quot; دقيقة وهو من انتاج عام 2008، بطولة إيمرة آيدن، زيلكوف يلديريم ورشدة هوز.
في حين تناول فيلم quot;زرزيسquot; التونسي الذي استغرق تصويره وإنتاجه أكثر من ثلاث سنوات، ليكون جاهزاً للعرض والتسويق والمشاركة في المهرجانات العالمية حياة الناس في مدينة جرجيس بالجنوب الشرقي، أو كما يسميها سكانها quot;زرزيسquot; مبرزاً التآلف وروح التسامح التي تميز أهالي هذه المنطقة.
ويحكي الفيلم قصة دكان في مدينة زرزيس، حيث حول الفيلم هذا الدكان إلى فضاء للحديث عن مشاغل هذه الفئات وآمالها ليقف عند روح التسامح التي تسود العلاقات فيما بينها على اختلاف ديانتها.
واستعان زرن بشهادات حية من سكان هذه المدينة الذين قال عنهم ''لا تفرقهم العقيدة بقدر ما تجمعهم الألفة والالتفاف حول بعضهم''، ويعتبر زرن الفيلم عبارة عن رسالة في فن التعايش مع الآخر.
أما الفيلم الياباني quot;يوكي ونيناquot; للمخرج نوبوهيرو سوا فيحكي قصة شابتين تحاولان التعامل مع الآثار المدمرة لطلاقيهما في فيلم كبير تعاون في إخراجه رجل فرنسي وامرأة يابانية، وحين تعلم يوكي أن والديها يعتزمان الطلاق تعمل هي ونينا، أعز صديقاتها، لحماية زواجهما، ولكن بعد فشل مسعاهما، تهرب الفتاتان إلى الغابة حيث تصادفهما أحداث سحرية.
أمّا فيلم quot;مبدأ الصدمةquot; المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وهو للأميركيين مايكل وينتربتوم ومات وايتكروس، فقد كان الإقبال كثيفًا من قبل الجمهور حيث كان الفيلم مدوياً في كشفه لحقيقة النظرية النفسانية التي قام بها عالم النفس الأمريكي إيوين كامرو، ويسميها بمبدأ محو ماضي المريض النفساني ليعيش الحاضر على نحو مختلف، ثم أخذت النظرية بعدًا اقتصاديًا مع هملتون فريدمان الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد مؤسس ما يسمى بمدرسة شيكاغو، التي ترفع شعار خصخصة القطاع العام وضرب كل شكل من أشكال تفكيك النظام لبناء نظام اقتصادي جديد.
ويتتبع فيلم quot;مبدأ الصدمةquot; بالوقائع التاريخية quot;وكيف تحولت تلك النظريات إلى عقيدة إيديولوجية؟quot; دافع عنها الساسة الأميركان وبدأوا بتطبيقها على الشيلي أيام الدكتاتور بينوشي بعد التخلص من أليندي ثم انتقل الأمر إلى البرازيل والأرجنتين، وصولاً إلى الاتحاد السوفياتي فأفغانستان لتصبح العراق النموذج المثالي لنظرية الصدمة وتفكيك النظام التي رسخها الذين أطلق عليهم الفيلم اسم quot;فتيان شيكاغوquot;.
ونال الفيلم إعجاب الجمهور على حد تعبيرهم لأنه كشف بوثائقيته المستور بطريقة جمالية ووصف دقيق.
- آخر تحديث :
التعليقات