الاسماعيلية: عقد مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية فعاليات دورته الثالثة عشر برئاسة الناقد علي أبو شادي بمحافظة الاسماعيلية بمشاركة 86 فيلمًا تسجيليًا وروائيا قصيرًا إضافة الى أفلام تجريبية وتحريك من مختلف دول العالم ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان برئاسة المخرج الكوري quot;سانجيب ليquot; ويشارك فيها الناقد المصري أحمد يوسف والمخرجة الاسبانية راكيل اجوفرين والمخرج الهولندي ماركو شورمان والسيناريست البحريني فريد رمضان الجائزة الكبرى للفيلم النرويجي quot;مأساة جميلةquot; للمخرج ديفيد كنسيلا قيمتها ستة آلاف جنيه مصري، فيما عادت جائزة أحسن فيلم تسجيلي طويل quot;قصة حب وكراهيةquot; للمخرج الياباني شون ماك أليستر، أما جائزة لجنة التحكيم للفيلم التسجيلي الطويل فعادت للمخرج الأمريكي روبرت كينر عن فيلمه الموسوم quot;شركة الأغذية المتحدةquot; الذي يصور فى إطار ساخر كيف أن الموظفين جميعهم مكبلون بالضغوط الوظيفية، فجميعهم مربوطون بحبال تتدلى من أعلى، وكلما زادت أهمية وظيفتهم تزداد معها حجم الضغوط التى يتعرضون لها. كما منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم الإسباني quot;شخص غير مرغوب فيهquot; للمخرج فابيو ويتاك. وفي فئة الأفلام التسجيلية القصيرة، عادت جائزة أحسن فيلم إلى الإسباني خوان رينا وإريك كابيرا عن فيلم quot;إسيتا- خلف الحاجزquot;، وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم التسجيلي القصير إلى quot;طريق الخلاصquot; للمخرج الأمريكي جوناثان ستاك، ومنحت ذات اللجنة شهادة تقدير لفيلم quot;المستعمرةquot; للمخرج المصري أبو بكر شوقي خاض فيه مخرجه مغامرة جديدة تمامًا على عالم السينما التسجيلية حيث حمل كاميرته إلى مستعمرة الجذام بأبوزعبل وعاش فترة بين مرضاها ونقل تفاصيل معاناتهم.. وهم يعزلون حتى يجتازوا مرحلة الخطر ويعانون في صمت دون أن يشعر أحد. ، وذهبت جائزة أحسن فيلم روائي قصير إلى المخرج الاسباني أرو نجي مليانه عن فيلم quot;أمام عينيكquot;، فيما منحت اللجنة شهادة تقدير للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان عن فيلم quot;ليش صابرينquot;، مناصفة مع الفيلم السلوفاني quot;الدهشةquot; للمخرج سلوبودان مكسيموفتش، وتدور أحداث quot;ليش صابرينquot;، حول اثنين من العشاق الشباب يريدان أن يعيشا أحلامهما في مجتمعهما الصغير الذي يحكمه الإسرائيليون، وكيفية مواجهة السلطة الظالمة، وكيف يتعاملان مع التابوهات الاجتماعية المظلمة.. كما ظفر quot;الوظيفةquot;للمخرج الأرجنتيني سانتياجو بو جراسو بجائزة أحسن فيلم في فئة أفلام التحريك، والذى يصور يوم عادى فى حياة رجل يستيقظ من يومه ليستخدم الناس كأدوات جزئية نشطة فالدولاب والكرسى والسيارة والأسانسير كلهم يظهرون فى شكل بشر يستخدمهم هذا الإنسان، لنفاجأ فى النهاية بأن وظيفته هى quot;سجادةquot; أمام أحد المكاتب. وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم السويسري quot;التلفريكquot; لصاحبه كلاوديوس جنتينيتا، إلى جانب شهادة تقدير للفيلم السلوفانيي quot;قهوة شيكوريquot; للمخرج دوسان كاستيليتش.
وفي فئة الأفلام التجريبية، حصد الكندي quot;رقصة الموتquot; للمخرج بيدرو بايز جائزة أحسن فيلم، فيما حازت المخرجة البنغلاديشية ياسمين كبير جائزة لجنة التحكيم.
منحت لجنة تحكيم جمعية نقاد السينما المصريين برئاسة مصطفى درويش تنويها للفيلم الروائي القصير quot;حجرة العجائبquot; للمخرج اندريا بالاورو، وذلك لسرده المذهل لعلاقة حميمية وتصميم بارع للمكان مع تحريك للممثلين دون كلام، إضافة إلى الفيلم التجريبي quot;رقصة الموتquot; للمخرج بدرو بييس، وذلك لصعوده وارتقائه بالصورة من خلال صوت الموسيقى وحركة الجسد ورؤية الحياة متواصلة بالموت، بحيث أصبح الفيلم بإيقاعه وتكويناته أقرب إلى أن يكون قصيدًا سيمفونيًا، كما منحت ذات اللجنة جائزة أفضل فيلم لـ quot;الطقوس الأخيرةquot; لصاحبته ياسمين كبير، وذلك لعرضه من خلال إيقاع مكثف لصور تعكس غيومًا وظلامًا ودخان بخار وحطام أشياء للصراع من أجل البقاء داخل إحدى مقابر السفن حيث يتحول كل شيء إلى أرض خراب.
ومنحت لجنة تحكيم جماعة السينمائيين التسجيليين المصريين برئاسة الدكتور علي الغزولي، جائزة quot;صلاح التهاميquot; لفيلم quot;هل تستمر الرسالة؟quot; للمخرج المغربي محمد بلحاج، الفيلم يروي حياة المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد ورحلته من مسقط رأسه في مدينة حلب السورية مطلع خمسينيات القرن الماضي إلى عاصمة السينما العالمية مدينة هوليوود الأميركية.
مدة الفيلم تسعون دقيقة تناول حياة العقاد بطريقة الاسترجاع عبر استعادة الأحداث ابتداء من نقطة النهاية، حيث بدأ بمراسم تشييعه بعد مقتله في تفجيرات عمان عام 2005 ليعود إلى طفولة العقاد في حلب ويستعرض رحلته الكفاحية والشاقة عندما وصل إلى الولايات المتحدة حاملا مائتي دولار ونسخة من القرآن الكريم تسلمها من أبيه، مركزًا على احتفاظ العقاد بثقافته وهويته وانخراطه في الحياة العملية بأميركا دون أن يفقد الرابط مع محيطه ووطنه. كذلك يكشف الفيلم عن حجم المصاعب التي واجهها العقاد عند تصويره لفيلم الرسالة، وبرز فى فيلم quot;هل تستمر الرسالةquot; جوانب عديدة من شخصية العقاد، وفلسفته فى الحياة وتعلقه ببلده سوريا، وأيضا مبدأه الذى كان دائمًا يعمل به ويتخلص فى كيفية مخاطبة الغرب بسلاح الإعلام والسينما، حيث كان يردد دائمًا أن quot;سلاح الإعلام والفن أقوى تأثيرًا من الدبابةquot;، لذا أخرج العقاد فيليمه quot;الرسالةquot; وquot;عمر المختارquot; بطولة أنطونى كوين واللذين يعدان من أهم الأفلام التى تنقل صورة صحيحة وإيجابية عن الإسلام للغرب، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن كون الإسلام مرادف للإرهاب، ورسخ الفيلمان ماهية الإدراك الحقيقى لدى جمهور الغرب. أما جائزة quot;حسام عليquot; فكانت من نصيب الفيلم المصري quot;مستعمرةquot; للمخرج أبو بكر شوقي.
أشادت لجنة تحكيم مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية بالفيلم التسجيلي القصير quot;المكان الذي ينادي روحيquot; للمخرجة الأفغانية الكاسادات، والذي يعالج قضية العنف ضد النساء وخاصة العنف الأسري، حيث نجح الفيلم في تجسيد واقع النساء المرير المتخفي وراء النقاب والحجاب وينتقص من حقوقها الإنسانية، ومنحت اللجنة ذاتها جائزة للفيلم الروائي القصير الجزائري quot;قوليليquot; للمخرجة صابرينة دراوي، شجاعة وجرأة تناولت بهما موضوعها سواء في جانبه التقني الذي اشتغلت عليه المخرجة الشابة في شكل جميل ولافت للنظر مستعملة لقطتين من دون انقطاع وأخرى مقربة جدًا اعطت العمل حيوية وعمقًا الى جانب الديكور الذي أولته ايضاً عناية كبيرة بتفاصيل متناهية. لكن اهمية العمل برزت أيضًا من ناحية المضمون بطرحها لموضوع راهن غاصت من خلاله في حديث عن الحب والجنس بين صديقتين تختلفان كثيرًا عن بعضهما في وجهات النظر بقدر ما تتشابهان. امرأة مشتتة متناقضة محافظة، وامرأة تدعو للتحرر والحب ولا تقضي ايامها وحيدة في انتظار من يدق بابها ليطلب يدها.لنكتشف اثناء المشاهدة ان الحوار بين الاثنتين هو منولوج داخلي بصوت عال لفتاة واحدة .
وعرض في المهرجان فيلم quot;أنا غزةquot; لأسماء بسيسو ويتناول الحرب الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة خلال عامي 2008-2009 مع التركيز على آثارها على الفلسطينيين من خلال سرد لقصص شخصية لم تهتم بها وسائل الاعلام كما يلقي الفيلم الضوء على الاثار الجانبية النفسية والاجتماعية على الناس عقب الحربquot; التي شنتها اسرائيل على القطاع المحاصر لمدة 22 يوما وأودت بحياة أكثر من 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين.
و فيلم quot;رحلة مكانquot; لندى دوماني وهو انتاج مشترك بين لبنان والاردن و يعالج قضية quot;المنفى والاشتياق للعودة الى الوطن بالنسبة لابناء الشعب العراقي من خلال استعراض لوحات لأربعة فنانين عراقيين تتناول تاريخ العراق.
والفيلم الجزائري quot;سكتواquot; للمخرج خالد بن عيسى الذي قدم وببراعة كبيرة صورة واقعية للمجتمع الجزائري من خلال مزجه بين الفكاهة والجدية حيث يروي حكاية منشط اذاعي شاب ينشط حصة ذات استماع كبير ليلاً وينام نهارًا، ليحاول النوم في الوقت الذي بدأت تستيقظ فيه المدينة. ولما كان يسكن حيًا شعبيًا فيه الكثير من الضجيج والجلبة اصبح الشاب المنشط لا يعرف النوم ولا يمكنه بالتالي الاستراحة من عمل الليل، إذ يحول الضجيج حلمه الى كابوس، وتتحول المدينة الى فوضى غريبة ومصح للمجانين.
والفيلم المصري quot;شهر 12quot;من إخراج محمود شكري، وتدور أحداثه حول الشاب يوسف، الذي يهرب من مشاكل بلاده ومشاكله الخاصة لأنه لم يعد قادرا على مواجهتها، ولم يجد يوسف إلا السفر لتغيير كل شيء، وهو في طريقه إلى المطار ليغادر نهائيا يقع حادث على الطريق ليتورط فى مشاكل معقدة لا دخل له بها.
الفيلم الياباني quot;يوم في العمرquot; تدور أحداثه حول سيدة عجوز تستيقظ مبكرًا كل يوم وتعمل بكل اجتهاد على الرغم من أن كل الأيام تتشابه في حياتها، وكل ما تعرفه أنها تستطيع أن تعمل لتحيا.
الفيلم الكندى quot;يا أمى ـ التحقيق مع عمر خضرquot; إخراج 3 مخرجين هم الأخوى باتريشو، وأندريا هنريكيز، ومعهم المخرج لوك كوت، ويتاول الفيلم اتهام عمر خضر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بقتل أحد جنودها فى أفغانستان خلال شهر يوليو 2002، ويتم اعتقاله فى سجن غوانتنامو لمدة 6 سنوات يتعرض خلالها لأبشع عمليات التعذيب، ويروى عمر فى الفيلم ما يحدث داخل سجن جوانتنامو الشهير.
بينما يتعرض الفيلم الأميركى quot;طريق الخلاصquot; للمخرج جوناثان ستاك لسيرة واحدة من أهم الكاتبات والمخرجات الليبراليات، وذلك من خلال 150 عاما من التاريخ عبر رواية quot;طريق الخلاصquot; التى تروى فيها السيدة الليبرالية quot;بندوquot; ذكرياتها مع الحرب محملة بعذاب الندم والغضب.
ومن المغرب عرض فيلما quot;جذورquot; لعز العرب العلوي وquot;الكفالةquot; لنوفل براوي ومن لبنان الفيلم التجريبى quot;الدفتر الأسود الصغيرquot; لسامر الغريب.
ما تجدر الإشارة إليه، أن المهرجان عرض 97 فيلمًا متنوعًا بين قصير وتسجيلي وتحريك، إضافة إلى أفلام تكريم مدير التصوير الراحل طارق التلمساني، وكذا أفلام الورشة التي حملت عنوان quot;الموسيقى في المكانquot;، حيث تم إنتاج خلال الثمانية أيام من عمر المهرجان أفلامًا تسجيلية تعبر عن رؤى صانعيها وتنقل إحساسهم بالمكان.
- آخر تحديث :
التعليقات