دبي: ضمن فعاليات quot;دائرة الضوءquot;، عرض مهرجان دبي السينمائي الدولي فيلم quot;قرطاجنةquot;، بحضور نجوم الفيلم وطاقمه، وهو أحد عروض الأفلام الفرنسية المتعددة وقد جاء اختيار quot;مهرجان دبي السينمائي الدوليquot; للسينما الفرنسية تأكيدا على اهميتها لكي تكون quot;تحت دائرة الضوءquot;.
وقد أكد صناع الفيلم انه يبحث في العلاقة الانسانية بين الناس، وضرورة العمل على غرس بذور المحبة بين أفراد الأسرة، لنشرها في المجتمع الذي لا يحد بمكان، رغم ان كل الأحداث تدور داخل فرنسا .
جاء ذلك امس في المؤتمر الصحافي الذي عقد بقاعة الجوهرة في أرينا بالجميرا بمناسبة عرض الفيلم في افتتاح برنامج بحضور مخرجه ألان مون، وأبطاله كريستوفر لامبير، وصوفي مارسو، وتيري ونج، وأدارت المؤتمر شيلا ويتاكر مسؤولة سينما العالم بالمهرجان .
وقد اشار ألان مون ان قصة الفيلم بسيطة، لأنها تدور حول فتاة جميلة تعيش أسيرة فراشها بعد حادث مروع، وملاكم في الاربعين ترك النجاح ليغرق في الادمان وتتقاطع دروبهما حين يعمل طباخاً لدى الفتاة ويكسب ثقتها .
وتجمعهما علاقة قوية فهي من جهة عازمة على تعليمه القراءة، وهو يدفعها للاستمتاع بالعالم خارج جدران بيتها، مشيراً الى انه عمل مستوحى من قصة حب رائعة حول اثنين يكملان بعضهما بعضاً .
وعن مدى تعبير الفيلم عن التسامح، أوضح كريستوفر لامبير انه راضٍ عن نفسه في الفيلم، لأنه لأول مرة يقدم عملاً إنسانياً من خلال علاقة جميلة وطريقة رائعة للتعامل بين الناس ورأى ان قصة الفيلم تحاول تمزيق التميز الموجود ضد الأفراد الذين يعانون من بعض الحالات الخاصة سواء ولدوا بها أو جاءتهم عن طريق حادث .
وقال: الطريقة التي ادى بها دور الرياضي السكير في الفيلم توضح فكرة وجود ممثل جيد ورديء، لأننا كممثلين مثل بقية المهن الأخرى ولا نعيش في نعيم دائم. وعن وجود سوق عربي للفيلم الفرنسي اجاب تيري ونج انه موجود في لبنان والمغرب، ويتمنى وجوده في الامارات وبقية الدول العربية.
وقال ان الذي يتعلمه الجمهور من قصة الفيلم ان الحب لا حدود او فواصل فيه، وأن أية فوارق لا تقف حاجزا بين الحب الذي يملك قوة تدفعنا لمعرفة العديد من القصص الرومانسية. وأشار الى انه لا يحب العمل السياسي، ولكنه يهوى صناعة الحب في السينما، ويحاول ان يعيشه في الأفلام.

السينما الفرنسية تقاوم العنصرية
يعود انتاج السينما الفرنسية الى أكثر من القرن لزمن الأخوين لوميير مبتكري ومطلقي السينما وهي تعيش الان مرحلة عميقة كتلك التي شهدتها في الستينيات وأطلق عليها سينما الالتزام. أما اليوم فهناك ما يشبة النهضة لمخرجين سينمائيين ضد فكر سياسي أتت به الطبقات السلطوية من الرئيس ساركوزي وفريقه من اليمين المتطرف، إلى بلد الحرية والانفتاح.
فكر ينادي بعودة الى التمسك بالجذور quot;الفرنسيةquot; ضدد الآخر quot;المهاجرquot; الذي بات جزءا من النسيج الفرنسي الاجتماعي والثقافي طوال العقود الماضية.
السينما الفرنسية اليوم تتصدى لهموم المهاجرين مطالبة لهم بحقوق مواطنة وتتصدى للعنصرية الجديدة التي تعيد اوروبا الى العصور الوسطى وتؤكد على حق الانسانية الكامل للمهاجر الذي ترك موطنه مضطرا فأمسى في بلده غريب وفي مهجره مضطهد.
مهرجان دبي السينمائي، عرض لافلام تكافح العنصرية بالفن فكان فيلم quot;نبيquot; للمخرج جاك أوديار، وكذلك quot;أهلاquot; لفيليب يوري وأفلام قصيرة أخرى مثل عام quot;الجزائرquot;، وكلها تنتصر لأفكار المواطنة وحق المهاجر فيها.
في فيلم يوري المؤثر، نشهد قصة مراهق كردي، حل في فرنسا، في رحلة هدفها الوصول إلى محبوبته المقيمة في لندن. هو، في سبيل ذلك، يريد ان يتعلم السباحة، أن يقطع قناة المانش الخطرة بين فرنسا وبريطانيا، سباحة وسيجد مساعدة من مدرب سباحة فرنسي يعيش خيباته العاطفية مع زوجته، حيث تنقلنا الأحداث إلى علاقة انسانية راقية بين الشخصين، يواجه بها الفرنسي مجتمعه، بدءا من الدائرة الصغيرة المتعلقة بالجيران والمعارف، وصولا إلى مستويات أعلى من القوانين التي تمنع مساعدة اللاجئ، بحجة تشجيعه على خرق القوانين والانظمة.