اعداد عبد الإله مجيد: داركو لوغولوف من مواليد بلغراد. في عام 1991 عندما اندلعت الحرب الأهلية في يوغسلافيا انتقل داركو الى نيويورك. وفي نيويورك وفيما كان يدرس السينما في كلية مدينة نيويورك CCNY كان يعتاش من عمله كسائق شاحنة صغيرة. وفي الفترة الممتدة من 1997 الى 2003 عمل كمخرج سينمائي للأفلام الوثائقية، ثم عمل لاحقاً في مشروع سينمائي مستقل. في عام 2003 عاد للعيش والعمل في صربيا.

* كيف ومتى قررتَ ان تكون سينمائيا؟
- المخرج الصربي داركو لوغونوفخلال نشأتي في بلغراد إبان الثمانينات كنتُ أعشق السينما بشغف لكننا حينذاك كنا نشاهد الكثير من الأعمال السينمائية الضخمة ، التي ثبطت عزائمي حتى عن التفكير في مهنة السينما. لم نعرف السينما المستقلة وقتذاك ولم يكن هناك مجال لانتاج quot;افلام صغيرة مستقلةquot; في يوغسلافيا.
ثم شاهدتُ فيلمي جيم يارموش Stranger Than Paradise وDown By Law في قاعة مزدحمة في مركزنا الثقافي الطلابي. هذه الافلام وكذلك فيلم Sex, Lies and Videotapes منحنتي أملا. والمدهش أن احد المنتجين المشاركين في فيلم Here and There عمل مع يارموش ايضا.
أجبرتني الحرب الأهلية على الانتقال الى نيويورك. وهناك حين كنتُ اعمل سائق شاحنة صغيرة وفرتُ بعض المال للتسجيل في كلية مدينة نيويورك City College of New York (CCNY) . ومن حسن حظي ان فرع الدراسات الروسية الذي اخترته على مضض أُسقط من البرنامج فأعطاني ذلك ذريعة للدخول في فرع السينما وافلام الفيديو.

*ما هي العوامل ذات العلاقة بالسيرة الذاتية أو سواها ، التي أوحت لك بإخراج فيلم Here and There ؟
-تستند القصة بشكل غير مباشر الى السنوات الخمس التي أمضيتها quot;سائق شاحنة صغيرةquot; في نيويورك. فأنا أثناء دراستي كنتُ أقوم بمهمات في الشاحنة واعمل بـquot;البادجرquot;. في الكلية كانوا يعتقدون اني تاجر مخدرات.
دخلتُ حياة كثيرين بهذه الطريقة وعرفتُ ان ذلك يمكن أن يكون أساسا جيدا لقصة. في عام 2003 عدتُ الى صربيا ورأيتُ الواقع المر للحياة اليومية في هذا quot;البلد الانتقاليquot; الذي دفع الناس الى اللهفة على الرحيل في حين كنتُ أتذكر شوقي الى صربيا خلال وجودي في الولايات المتحدة. هذه المفارقة أوحت لي بكتابة Here and There .

*ما حجم الصعوبة التي لقيتها في توزيع التصوير بين مكانين وكيف تقارن ظروف العمل هنا وهناك؟
-كان ذلك أشبه بتصوير فيلمين منفصلين ، واحد في نيويورك ثم الآخر ، بعد اربعة اشهر ، في بلغراد. عملان تمهيديان للانتاج ، طاقمان ، الخ ـ انه مشروع طموح للغاية بالنسبة لسينمائي يُخرج فيلمه الأول. كان العمل في نيويورك كثيرا والمال شحيحا ولكن حماسة الجميع وتفانيهم كانا هائلين ، وكان احساسا رائعا أن اتمكن أخيرا من تصوير فيلم أنا مخرجه.
كانت فترة التوقف التي دامت اربعة أشهر مفيدة للتفكير في المادة والتحضير مع مدير الانتاج ماتياس شونينغ. امضينا كثيرا من الوقت في البحث عن أماكن ومناقشة الاسلوب البصري. كما كنا بحاجة الى جمع المال. كانت الأمور أهدأ في بلغراد وكان لدينا وقت أكثر والدعم أفضل ، ولكن الميزانية ظلت محدودة وكنا جميعا نعمل بكد.
كانت أصعب لحظة على الاطلاق عندما تعرضت السفارة الاميركية الى هجوم قبل اثني عشر يوما فقط من بدء التصوير في بلغراد. ولم يكن الممثل الذي يقوم بدور البطولة ديفيد ثورنتن متأكدا من ان الوضع الأمني يسمح له بالمجيء ولكنه في النهاية أتى حسب الخطة وقمنا بالتصوير طيلة اسابيع في أحسن الأجواء الممكنة. وفي نهاية التصوير شعر الممثلون الاميركيون والالمان بالحزن لرحيلهم.

*كيف تعرِّف السينما التي تريد أن تقدمها؟
-قصص انسانية يمكن ان يرتبط بها الجمهور، قصص تستحث فيهم التفكير، والاحساس أيضا. العاطفة والسرد القصصي الصادق هما اولوياتي. إضحاك الناس ايضا مهم ، فأن يكون المرء مملا انما هو بمثابة أسوأ جريمة.

*هل ستواصل اكتشاف وطنك من منظور نيويوركي سابق في فيلمك القادم؟
-نعم، بمعنى ما. أحاول أن اضع نصب عيني منظور شخص من الخارج. أعتقد ان ذلك يحقق نتائج مثيرة ، أن اعرف بلدي معرفة جيدة ومع ذلك أدعه يدهشني أيضا. مشروعي القادم Monument to Michael Jackson يتناول الثقافة الشعبية الاميركية أو ثقافة البوب لدى استيرادها الى مكان يمر بمرحلة انتقال ثقافي مثل صربيا.

*ماذا تتوقع من العمل الذي اخترت المشاركة به في كارلوفيفاري؟
-انه لشرف عظيم أن أكون جزء من مثل هذا الحدث المتميز. وأنا اعتبره فرصة أخرى كي أرى كيف يتواصل هذا الفيلم مع جمهور جديد. يستبد بي الفضول حقا لمعرفة ذلك لأني حتى الآن لم اشهد عرضه إلا لجمهور اميركي وصربي.

سينيوروبا: بينيدكت بروت