(1)

أشْهدُ
أنَّ الشهرَ الثالثَ عشرَ
يؤرخُ الموتَ
وحكايةَ الخبزِ الحزين
يؤرخُ خجلَ الشهداءِ
في دقيقةِ الصمتِ..
والأغنيةُ
تفقدُ هاجسَها
في الحروبِ الخاطئَة.

(2)

أشْهَدُ
أنّ نجمةَ الصبحِ
قد هشمتْها
رصاصةُ قناصٍ مأفون..
وحملَ كلٌّ منا
حقيبَة السفر والسنين..
وهذهِ الوردةُ قانيَة
في دفترِ الجنون
هل سقيتَها ماءَ القلب؟
كانت بيضاء..!

(3)

خيمتُكَ
تشاطرُ النجمَة
خارجَ العشيرةِ المنهزمَة
ياغفاريَّ الحقِ..
ياحُلماً،
يقطعُ طريقَ الهزيمَة
آه.. لو تمرُّ علينا
طارقاً أسوارَ جندِ الغنيمَة
محتشداً بالجوعِ الكافرِ، صيحَةً..
لكَ الحقْ..
أنْ تشهرَ السيفَ والرايةَ الحزينَة
حيثُ ينتظرُكَ فقراء المدينَة.

(4)

في غابَة النسيان،
جُذورُك يشدُها طين الحزنِ
ولم توقدْ النارَ في بقايا العمر
لتجالسَ التيه ووحشة الليلِ..
عابثاً برمادِ الخوفِ
بطرفِ الغصن اليابس،
مثلما يفعلُ كبار السن..
حين يهمسُ فيهم دفءُ الشايْ..
بقايا الحكايات
وقد لاكَ الدهرُ ذاكرتَهمْ،
هسيسُ النار
يذكرهمْ بنجمةِ الصبح
وتفاصيلِ الأيام الحلوَة.

(5)

وحدك..
تلعقُ دبقُ العذاباتِ المالح
وشوكُ الأمنيات
يوخزُ جلدَك
مطوقاً بعلاماتِ الأستفهام..
ملامحُكَ
ترسمُ وجهي..
حاولتُ أنْ أرشدَكَ
لم تصغِ..
ضاعَتْ فرصتُكَ الأخيرَة!
فما حيلتي..؟
وقد تَعوَّدتَ الموتَ الشرس يومياً
وأغنياتِ المطربِ الحزين
تعوَّدتَ الأدراكَ الأعمى
والخطى المربكة
خارجَ التقويم العادي.