زمن النفط عرض مسرحي قدمته فرقة مسرح فرات في مدينة مالمو في السويد
نص واخراج نيكلاس ساندستروم
تمثيل. كريم رشيد و آندرس سفينسون
متابعة نقدية بقلم الناقدة ثيريز هامار/السويد
ترجمة ميسم عباس.
ايهما ياترى اكثر اتساخا ذلك الذي يعنى بنفايات الآخرين للتخلص منها ام ذلك الذي من دون أي تردد يأمر بتفجير مدينة أمنة وتحويلها الى شظايا.
زمن النفط عرض مسرحي عن اولئك الذين لا يتوانون عن استخدام اية وسائل مهما كانت دنيئة في خضم سعيهم وراء الذهب الأسود وكذلك عن اولئك الناس الذين يقعون ضحايا هذا السعي.
السيد اوبسينجك (ملك النفط) الذي مثله كريم رشيد يستقبل المشاركين في مؤتمر النفط بابتسامة مدهشة وودودة.
ملك النفط لم يود الحديث عن مصادره التي بدأت تنضب ولم يشأ الأفصاح عن ذلك. وبعكس ذلك فأنه يتلاعب بالحقائق المتوفرة التي تشير لبقاء نسب محدودة جدا من الأحتياطي النفطي ويعلن عن ارقام مبالغ بها جدا ليضمن استمرار مساهمة الشركات العملاقة بالأستثمار في شركاته. وبدون اي تردد وبعد ان يضمن هدفه يوعز لمساعديه بتفجير حقل النفط وبالتالي المدينة التي تقع بقربه والتي يسكنها عمال الحقل. وبذلك يخفي حقائق تلاعب هو بها. ما من مشكلة فليس في المدينة سوى الفقراء والجنود، (الفقراء يموتون دون اي اهتمام والجنود مهمتهم هي ان يموتوا).هكذا يفسر الأمر دون اي تأنيب ضمير وهو يتابع سعيه نحو الذهب الأسود.
بعشرة براميل نفط خام فارغة يتحول المسرح من قاعة مؤتمرات الى زقاق فقير في حي شرقي في تلك المدينة المجاورة لحقل النفط.
وهنا اجدني قد انسحبت تمام كمتلقية في هذا العرض. انجررت وراء دفء ومرح اداء الممثلين كريم رشيد وآندرس سفينسون ونسيت للحظة انني اجلس في صالة مسرح.
بعد سجن عشر سنوات يعود عدنان الى مدينته والحي الذي كان يعمل فيه. وبدل من ان يجد مدينة ضاجة بالحيوية يجدها مدينة مقفرة. لم يبق فيها سوى الفقراء، مدينة اشباح تحرسها شركات الحماية الأمنية.
وبوحي من مسرح بريخت واداء الراوي المسرحي يقوم كلا الممثلين بتجسيد عدد من الشخصيات التي تسكن في ذلك الحي، هناك حيث يملك البعض كل شيء ولا يملك الآخرون اي شيء. هناك حيث يمكن ان تلحظ كم من السيارات يملك ذلك الشخص في ذلك الجانب من المدينة وكم من العظام يرمي شخص آخر في حاوية نفاياته.
التعليقات