واخر زوبعة في هذا المجال ما رصدته (سلوى النعيمي) في كتاباتها وروايتها الاخيرة quot; برهان العسل quot;على وجه الخصوص عن عقدة الشرق الجنسية، وكيف رسخت البيئة الاجتماعية الخجل quot; الجنسي quot; على رغم محاولات الخروج من هذا الخجل، المتمثل في محاولات ليست كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر quot;رجوع الشيخ إلى صباهquot; لمؤلفه (النفزاوي) او quot;نزهة الألبابquot; للـquot;تيفاشيquot;.
وquot;أفرا بهن quot; سيدة إنكليزية احترفت الكتابة كمهنة تعتاش منها بعد انهيار زواجها وكانت باكورة أعمالها مسرحيتها quot;الزواج القسريquot;. وافاضت في الكتابة الجنسية حتى وصفت بـ quot;المومس الفاسقةquot;، واتهمها النقاد بانها quot; داعرة quot; حقيقية. لكن quot;فرجينيا وولفquot; تنظر الى quot;أفراquot; بعين اخرى وترى ان على نساء الأرض شكرها لانها انتزعت لهن الحق في الكتابة، ولم يأت كلام فرجينيا عبثا، فقد تعرضت هي الاخرى الى ظلم المجتمع الذكوري،وهي المولودة عام 1882 في عائلة أرستقراطية وتلقَّت هي وشقيقتها فينيسا تعليمها في المنزل، واعتمدت على مكتبة أبيهما الضخمة لتحصيل الثقافة، ونشرت مجموعة مقالات بعنوان laquo;غرفة تخصُّ المرء وحدهraquo; عام 1929 تحكي فيها كيف كانت تُحذّر من الخروج وتُمنع من دخول مكتبة الجامعة لأنها امرأة، كما اعترفت بتعرضها للاستغلال الجنسي من قبل أخوين، وفي عام 1941 ملأت جيوبها بأحجار ضخمة وألقت بنفسها منتحرة في النهر. وعلى الرغم من أن quot;آخماتوفاquot; عاصرت الشيوعية في روسيا، وكانت لها حصة كبيرة من الاستبداد الستاليني، إذ أُعـدم زوجها الشاعر نيكولاي غوميلوف عام1921 ومنعت من النشر عشرون عـامًا، الا انها تعرضت للتشهير حين وصفها أحد النقاد بـquot;العاهرة quot;، متهمين اياها بعلاقات quot; جنسية quot; سرية، وبوهيمية لاتسمح بها المبادئ الشيوعية.
وغالبًا ما إهتم الفرنسيون بالحياة الشخصية للكاتبة الفرنسية الوجودية سيمون دو بوفوار،وكتبوا وquot; أولوا quot; علاقاتها الحميمة مع الفيلسوف الفرنسي الوجودي جان بول سارتر، وحبها لجمال الجسد وكمال الطبيعة. وتناول أكثر من بحث وكتاب، تلك العلاقة quot; السرية quot; في حياة ثنائي الوجودية الفرنسية، حيث أقاما حلفا، أو ماسمي ب quot;الحب القدريquot; يرسخ شرعية الحب الطارئ، أو العلاقات العابرة. وبوفوار متهمة ايضا بعلاقات مثلية لكنها تنكر الامر، عدا ماقرت به من انها كانت تتبادل وتتقاسم مع سارتر عشيقات صغيرات السن..
الجدير بالذكر ان كتابها quot;الجنس الثانيquot; بيع منه عند صدوره في الخمسينات مليون ومئتا ألف نسخة وترجم إلى 27لغة. حيث نشرت الصحافة الفرنسية وقتها مراسلاتها مع عشيقها الأميركي نيلسون الغرين وذكرت في احدى رسائلها انها تقدم له أقصى خضوع ممكن لامرأة اوروبية.والطريف انها كتبت له quot; إني مستعدة لأن أكون لك زوجة عربية مطيعةquot; حتى في الجنس.
ولاقى كتابها quot; الجنس الثاني quot; نقدا لاذعا من البير كامي وفرنسوا مورياك الذي قال عن الكتاب quot; أفادني الكتاب في أمر واحد هو أنني عرفت تفاصيل الجهاز التناسلي لسيمون بوفوارquot;!
وquot;رؤوف مسعدquot; الروائي المصري يبحث في روايته quot;إيثاكاquot; النشاط الجنسي لمن أسماهم quot;ضحايا الباخرة المصرية (كوين بوت) عام 2004quot;. وكانت السلطات الأمنية ألقت القبض آنذاك على ركاب الباخرة العائمة في أوضاع شذوذ، وصدرت ضدهم أحكام قضائية بالسجن بعد محاكمة استمرت عدة أشهر، ثم تم الإفراج عنهم إثر ضجة كبيرة أثارتها جمعيات مثليين في العالم. وفي راي مسعد فان اهتمامه بالكتابة عن quot;المثليينquot; ناتج من إيمانه بأن من حق أي فئة في المجتمع أن تحدد هويتها الجنسية المناسبة. وحول رأيه في رواية يعقوبيان يقول ان الأسواني كاتب قمعي وان مترجم يعقوبيان للإنكليزية مزدوج الميول الجنسية quot;bisexualquot;..
على ان ارتباط الابداع بالفعالية الجنسية يفسره عالم الاجتماع البلجيكي quot;سول در فالquot; بانه ارتباط لامفر منه لانه استلهام للطبيعة، وان اللذة الجنسية هي التي تنتج الادب والشعر مثلما تنجب الاطفال، ليتكاثر البشر،
جولي ليبرينو.. الشعراء استمنائيون
..
رجلٌ بلا رائحة
مثل رجل بلا قضيب
***
أسبحُ في نهر مسيّج
بسلسلة من القضبان.
***
سآكل دماغَكَ
المتدلّي من بين الفخذين
وبآخر قطرة منه
ستتحمّم بها حَلَمتي
وتستيقظ رغبة دفينة
في رحمي.
احداهن شاعرة تكتب بالفرنسية من اصل مغربي، لم يسنح لها الوقت بنشر ديوانها الذي سيكون بعيدا من الايروتيك والجنس بل سيتركز حول الادمان. تقول quot;س بن عواليquot;.. رغبتي في الجنس مثل التوق الى كتابة قصيدة.. تضيف.. كتبت قصائد ايضا من وحي الممارسة الجنسية وفي ذات مرة كتبت نصف قصيدة حينما كان احدهم يستمتع بجسدي، عندها احسست برغبة شديدة في التعبير عن قوة المتعة المتوهجة.
وتقول quot;كيلquot; انها حين كتبت قصائد جنسية كانت اكثر وعيا بحقيقة البغاء، لكنها اليوم تشعر بالقلق لانها ترى نفسها كونها صاحبة بيت دعارة صارت اكثر واقعية ولم تعد تحلق كثيرا في فضاءات الشعر، ومن اسباب ذلك ان زبونًا لها اخبرته انها شاعرة وكان هذا الزبون شاعرًا مرموقًا، فكان ان أجابها.. لايمكن أن يحدث هذا.
ذئب البراري.. الجنس فن
وأنا امرأة...
وإذا ماخرجت على المعنى،
لكم الكلمة باني عاهرة
وإذا كان لدي الوقت المناسب،
تستغلون وقتي وتضاجعوني لاني عاهرة
واذا تكلمت في رأيي
تستمعون لي كعاهرة.
على رغم انكم حولي..
quot;أنت مجرد عاهرة!quot; تكرار كتعويذة،
وتبريد لرصاصة في بخار الماء.
quot;أنت مجرد عاهرة quot;
تبصقون مثل السم
لاظهار.. كم انا فظيعة.
لكني فظيعة وشاعرة ومستقلة...
تقول.. quot;أولاً وقبل كل شيء، أدركت كيف علينا ان نفصل بين المومسات، وفنون الجنس، والمبدعات في هذا المجال..
وتضيف.. في العالم الثالث وفي الشرق، المراة تعبر عن رغبتها الجنسية بالكتابة فحسب، وحتى الكتابة الجنسية في دول الشرق الاوسط محرمة على المراة، فالمراة التي تكتب قصيدة جنسية هناك لتصف متعتها الجنسية تقتل حالاً.
وتقارن quot;لالفجرquot; بين تعريف مرتبك لـ quot;العاهرةquot; ورد في كراسة وزعت سرًا وتقارنها بقصيدة quot;ألمودوفارquot;:
هل لأن هذا عمل؟
حرفة
أم قصيدة؟
هل هو لمساعدة الجائعين جنسيا من الرجال
أم للطيران في فضاء اللذة
هل أنت متعب من الوظائف المنخفضة الأجر؟
...
الكتابة ايضا
عمل منخفض الاجر
لا حاجة لدبلوم المدارس الثانوية
لا شرط للحد الأدنى للسن
فرص خاصة للنساء الفقيرات
للكاتبات المتمردات
للامهات غير المتزوجات
بالأصابع، والقبضات..
كالرسم وكالشعر
بالاقلام والفرشاة
زجاجات، فرش، البنادق أو حيوانات، تقييد وتكميم للافواه، مع ربط الحبال و / أو سلاسل، حرق بالسجائر على الاجساد والنفاضات والاجساد والاعضاء الحسية...
[email protected]
التعليقات