أصبح الزَّيفُ رداءً يرتديـه الزّعمـاءْ
وإذا أنكرتَ أمـراً كفّـرتْكَ الأتـقيـاءْ
أتقياءُ؟ حِرتُ في أمري وفي أصل البلاءْ
وشياطينَ لها ألفُ طـريقٍ في الدَّهـاء
عمرُها خمسون عاماً لكنِ الصورةُ عشرون تماماً
وكـذاك المُتَـصابي يُبـرزُ الشَّيـخَ غـلاما
وإذا ما خـدع الإنسانُ فـي صـورتـهِ
كيف لا يَنـسجُ مِـنْ زيـفٍ كـلامـا؟

إنَّ تأريخـاً مضى بين خلافـاتٍ ومُلكِ
ودمـاءٍ أغرقتْ من كان في طيشٍ ونُسكِ
سوف يبقى صارخاً يدعو إلى حقدٍ وفَتكِ
فلماذا يا تُرى نُـثني عليـه ونُـزكّي؟
***
أصبحتْ دنياكَ مثـلَ الهرم المقلوب شَكلا
حيث صار الرأسُ في الأسفلِ والأسفلُ أعلى
أنتَ إنْ لم تَستطعْ تغييرَها بعضاً وكُـلاّ
فلماذا تـدَعُ الغَـمَّ إذاً يغتـالُ عقـلا؟
***
عندما يفـرح شخـص بنجـاح نتـألّـمْ
وإذا مـا نـالـه خطبٌ عظـيمٌ نَتـظَـلّم
نحن جسمـانِ برأسٍ واحدٍ عـارٍ مُعَمَّـمْ
وتَرانـا دائمـاً في ظَـمأ والكأسُ مُفعَـمْ
***
كانت العُربُ قديـماً تجعل الأسودَ عـبدا
غيرَ أنَّ الأسودَ الجَّبـّارَ قد حطَّـم قـيدا
فَهُـوَ الرّعبُ الذي ينشر إعصاراً ورعدا
وَهُـوَ القادرُ أنْ يجعـلَ للطاغوتِ حـدّا
***
منْ هُـوَ السّـيِّدُ حقّـاً ياعُصاراتِ الخيالِ؟
يا بقـايا الزّمن الغـابرِ في عصر الضَّلالِ
أخفـقَ القـادةُ منـكمْ فَجَنحْـتُـمْ للـزّوالِ
لنْ تنـالوا العِـزَّ حتّى تخلعوا ثوبَ التّعالي