جَرْوكِ سيدتي كان فاتناً
يخلبُ الألبابْ،
وأنت تعرفين كم أحببته
وكم أثـّر بي.
قبله كنت أخشى الكلابْ،
كانت تعني لي العضّ والنّباحْ،
سحبي من حذائي المهترىء
ومقاسمتي عنوة ً،
زادي إلى المدرسة ْ.
معه فهمت أنّ
الجوع في بلادي المهجورة
كان السببْ،
ضآلة الرّفق بالحيوان
في وطني الأمّ
كانت السببْ،
وأنّ الكلب قد يكون
أرقّ وأوفى من الإنسانْ
***
اليوم أفتقدُ معكِ الquot;بابّيquot;،
أتحسّر على جَرْيه في الحدائق
وراء الطابة والصحن الطائر،
أتذكّر رفقه بالعصافير والأطفالْ
***
جَرْوكِ سيّدتي
كان رائعاً،
إنّي أكبر حزنك عليه
وألعن السائق الذي لم يمهله المرور
عند الإشارة الضوئيّة ْ.
لكنّ عزاؤنا أن الquot;بابّيquot;
لم يمت على قارعة الطريق،
وأنّ المسعفين قاموا بواجباتهم
على أكمل وجه،
وأنّه توفي فوق سرير نظيفٍ ومريحْ،
وأنّ الوفاة لم تكن بسبب نقص الأطبّاء،
ولا البنج ولا المصل ولا الدّماء،
لا المختبر، لا الأعضاء الحيويّة،
لا الطعام لا الماء ولا الكهرباءْ.
وعزاؤنا أن السائق اللاّمبالي
حُوكِم ونال الجزاء ْ.
وعزاؤنا أنّ شبكة
من المستشارين النفسيين الأكفـّاء
والأحبّة والأصدقاء،
تحوطك بفائق العناية،
و الصحافة لم تقصّر في تغطية الأنباء،
ولم يبخل المشاهدون والمستمعون والقرّاء
في تقديم الزهور
وبطاقات التعاطف والعزاءْ
***
اسمحي لي سيّدتي
أن أترحّم على روح الquot;بابّيquot;
واسمحي لي أن أجلّ فيكِ
نبلَ المشاعر ِ
وروح الوفاءْ.
الرّحمة له
ولك من بعده
طول البقاءْ
- أستراليا-