انتبهت
وما كان علي أن انتبه
لنسخة ثانية من الشروق
لأضرحة ٍ تترمل في الأكف المرفوعة
لنسوة ٍ يربطن لياليهن
بحنين النياق
ما كان علي ان انتبه
للنواعير
وهي تغمس بالماء أوطانها
للأمنيات
شاخصة ً كجبال حمرين
للأيام
تتكسر تحت وطأة الروح كالبيوض
ما كان علي ان انتبه
لقلب ٍ يلبط
بين فكين من شروق ٍ وغروب
لرجوع عازف الكمان الى بيته آخر الليل
لأصدقائي
لم يخرجوا من صفوف مدارسهم الى الآن
ما كان علي ان انتبه
لسوط ٍ
لا يشبه سوط السجان
ولا سوط الحوذي
ولا أي سوط
لأرض ٍ أثقل كاهلها
أبو الهول ذو البدلة المرقطة
ما كان علي ان انتبه
لحشرجات داخل حسن
لغربة غاليلو
للحظة سقوط الكتب على رأس الجاحظ
او لحظة سقوط القنابل على رأس القرن الواحد والعشرين
ما كان علي ان انتبه
لمصلح الأحذية
وهو يصلح أحذيته بالأيام
وأحلامه بالمسامير
للأراجيح
وهي تختبئ خلف الأعياد
وتنتحب
لعذوق النخيل
لحظة وقوعها على الأرض
ما كان علي ان انتبه
لاطمئنان اللصوص
يعبر قبلهم اسيجة البيوت والضمائر
لتشقق أرجل الفلاحين
للسكارى
يكتبون بالكؤوس ويقرأون بالندم
ما كان علي ان انتبه
لتصدأ سنارة صيدي في اصفرارك
أيها الخريف
لوسادة امي
أغص بها
كلما أشعلني المساء خلف الحدود
لخاتم الزواج
وغربته بين الأصابع
ما كان علي ان انتبه
لغرقى
يتاجرون باليابسة
لمدن ٍ
ترسل حبرها سفيرا ً للفخاخ
لسبي ٍ يخرج
من بطاقة الأحوال المدنية
ولكنني الآن
وفي هذا الوقت المستقطع من عصبية الرمال
وبعد ان لم يدرك أي ُ صباح
أي َ شهرزاد
سوف لا انتبه لأي شيء
وسأشتري بساطتي من وجوه المارة
وما سال من كتب الأرصفة من غناء
وسأنظف نفسي
من خلافاتها مع الجسور
واعقد صفقاتي مع النمل
وأنام كقط ٍ مطمئن
في لغة النباتات
سوف لا انتبه لأي شيء
سوى ورقة صغيرة
ارسم فيها حياتي المقبلة
واضعها في عش ٍ صغير
وادعها تتناسل