عبد الجبار العتابي من بغداد: يواصل المخرج المسرحي الشاب سنان العزاوي اشتغالاته على عمله المسرحي الذي يحمل عنوان (عزف نسائي) تأليف مثال غازي وتمثيل الفنانتين هناء محمد وآسيا كمال، وانتاج الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، وقال سنان: سأقول اولا انه انجاز كبير ان نعيد ممثلة كبيرة مثل هناء محمد الى المسرح العراقي بعد انقطاع طويل، وكذلك الفنانة اسيا كمال في عمل مسرحي مشترك، واضاف: العمل بدأت فكرته تتبلور عندي منذ مطلع العام الحالي 2009، وكانت هناك عدة اسئلة وضعتها امامي قبل ان اباشر تقديم عمل مسرحي فني، اذ اننا بتنا كفنانين لا نعنى بالجانب الفني فحسب بل يجب ان نقدم ونشخص ما يحدث الان، فالساحة العراقية مليئة بمواضيع استراتيجيتها وخزينها يضاهي خزين النفط العراقي.

وتابع: فكرة (عزف نسائي) حين ظهرت وضعت نقطة مهمة جدا وهي اننا قبل تأسيس العرض يجب ان نحاكي المواطن البسيط والمثقف في آن واحد معا كي نساعد في تخصيب جينات (وان تكن مهجنة) قلا بأس بها، كي نساهم في عملية نهوض الحركة الفنية، فأن استذكرت معي منذ عام 2003 ولغاية 2007 ستجد ان جيلا جديدا نشأ وهو لم يعرف ماهو المسرح وما هي طقوسه، فالطفل الذي كان عمره خمس سنوات عام 2003 صار عمره 9 سنوات عام 2007، فهو لم يذهب مع عائلته الى المسرح كما كانت عوائلنا تصطحبنا، فالمرحلة الاولى ان نشتغل ضمن نطاق السهل الممتنع على صعيد تأسيس النص المسرحي، فالعرض الذي سأقدمه باللهجة الشعبية الدارجة موضوعته تخص كل فرد عراقي، لكنني آليت الاشتغال على صعيد تأسيس مننظومة صورية وفضاء مسرحي مفترض مغايرة تنحو نحو الجمالية وفق تقسيم صحيح، كذلك هناك ارتقاء بآلية عمل الممثل وهنا تكمن الصعوبة، ان تعمل بمنطوق لفظي باللهجة الدارجة وان ترتقي بأداء الممثل بآليات مفترضة مغايرة وبالتالي قد تكون انجزت قضيتين مهمتين، الاولى: ان نخرج من نص شعبي بمفاهيمه التقليدية الى عرض جمالي عالي المستوى يختص بماهية التجريب، وثانيا: ان نرتقي بذائقة البسيط بهذه المفاهيم العالية المستوى وتحسين ذائقته.

سنان حكى فكرة العمل قائلا: امرأة ملتزمة دينيا (لا نحدد ماهو اتجاهها المذهبي) تقوقعت داخل بيتها الذي تحولت جدرانه الى حديد صلب وغطت ابوابه السلاسل والاقفال، (كتأويل رمزي لتفسير المرأة الخاطيء لماهية الدين، وبالتالي تطرفها وتفسيرها له وفق مفاهيمها الخاصة الشاذة)، يطرق باب بيتها بسبب مواجهة تحدث في الشارع بين طرفين متناحرين، ويكون الطارق امرأة فتطلب من صاحبة البيت ان تمكث لديها دقائق ريثما تنتهي المواجهة وتخرج، وعندما تدخل تكتشف صاحبة البيت ان من فتحت لها الباب هي (ابنة ليل)، هنا يبدأ العرض المسرحي، وفق هذه الجدلية، ففي الواقع نرى هذا الانموذج يدير ظهره للانموذج الاخر، وليست هنالك لغة مشتركة بينهما لا على الصعيد الفكري ولا الاجتماعي، فالبعد التكويني للاول يختلف عن البعد التشريعي للثانية، ولا اريد ان اكشف التفاصيل لانني سأتركها للمتلقي.

سنان اكد ان المسرحية ستعرض في شهر تشرين الاول / اكتوبر المقبل وسيكون العرض الاول على خشبة المسرح الوطني ببغداد.