أجواء مشحونة، وأرقام مبيعات عالية رغم الأزمة
منصور العتيق من الرياض: لا يمكن، بحال من الأحوال، تخيل أو توقع الزحام الهائل الذي اكتظت به مواقف السيارات والمناطق المحيطة بمركز معارض الرياض الدولي, حيث تبدو القيادة على شارع الملك عبد الله مغامرة غير محببة وتجربة بطيئة تستهلك الوقت. ومع الاقتراب التدريجي لتقاطع شارع عثمان بن عفان حيث يقع المركز الدولي للمعارض يزداد البطء ويبرز سؤال هامشي لكنه ضروري: هل أتى كل هؤلاء, حقاً, من أجل الكتب؟
وفر مركز الرياض الدولي للمعارض تجربة احترافية أكثر تنظيماً للدورة الجديدة, بدلاً من تجربة الخيام المؤقتة التي كان المعرض أسيراً لفوضاها ومزاجيتها في الدورات السابقة. بدا ذلك ملحوظاً في التنظيم الذي استوعب الحشود الكبيرة التي توافدت على المعرض منذ أيامه الأولى, لكن مشاعر المثقفين المدعوين، الكتاب والقراء, كانت متضاربة. فبين الرقابة وتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الملازمين لكل دورات المعرض الأخيرة، مروراً بالفعاليات المصاحبة ومايصاحبها من رضى وانعدام رضا تتقلب بها أمزجة المثقفين بشكل اعتيادي، وليس انتهاء بنوعية الكتب المعروضة وأسعارها وقيودها. كل دورة جديدة تنتج جدلاً وصخباً في الوسط الثقافي الراكد في السعودية، لا ينهيه إلا دورة جديد من المناسبة الثقافية السعودية الأكثر إثارة للاهتمام.
وكالة الأنباء السعودية علقت برضى تام عما تم من أحداث المعرض حتى ليلة الإربعاء قائلة في تعليق منشور بهذه المناسبة إن quot;المشهد في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام يبعث الأمل في جيل يقرأ وينمي ثقافته ومازال يعد الكتاب ضمن اهتماماتهquot;.
وفر مركز الرياض الدولي للمعارض تجربة احترافية أكثر تنظيماً للدورة الجديدة, بدلاً من تجربة الخيام المؤقتة التي كان المعرض أسيراً لفوضاها ومزاجيتها في الدورات السابقة. بدا ذلك ملحوظاً في التنظيم الذي استوعب الحشود الكبيرة التي توافدت على المعرض منذ أيامه الأولى, لكن مشاعر المثقفين المدعوين، الكتاب والقراء, كانت متضاربة. فبين الرقابة وتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الملازمين لكل دورات المعرض الأخيرة، مروراً بالفعاليات المصاحبة ومايصاحبها من رضى وانعدام رضا تتقلب بها أمزجة المثقفين بشكل اعتيادي، وليس انتهاء بنوعية الكتب المعروضة وأسعارها وقيودها. كل دورة جديدة تنتج جدلاً وصخباً في الوسط الثقافي الراكد في السعودية، لا ينهيه إلا دورة جديد من المناسبة الثقافية السعودية الأكثر إثارة للاهتمام.
وكالة الأنباء السعودية علقت برضى تام عما تم من أحداث المعرض حتى ليلة الإربعاء قائلة في تعليق منشور بهذه المناسبة إن quot;المشهد في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام يبعث الأمل في جيل يقرأ وينمي ثقافته ومازال يعد الكتاب ضمن اهتماماتهquot;.
شرارة البداية: رقابة وquot;هيئةquot; واحتجاج ناشرين!
في أيامه الأولى، كانت شائعة تكاد ترقى إلى منزلة الحقيقة تفيد بأن بعض دور النشر قد امتنعت عن المشاركة احتجاجاً على المعاملة quot;الرقابيةquot; التي تعرضت لها في دورة المعرض الأخيرة مثل دار quot;الحوارquot; على سبيل المثال. ورغم اننا لم نستطع التواصل مع الدار لتأكيد المعلومة أو نفيها إلا أن ناشرين آخرين قد استبعدوا هذا الأمر, مؤكدين أن أي ناشر محترف لن يضيع فرصة مشاركة ناجحة لمجرد الاحتجاج، على حد قولهم.
لكن الحديث عن الرقابة لم يتوقف عند دار الحوار وquot;أخواتهاquot;، شاهدت quot;إيلافquot; في جولاتها في المعرض آراء متضادة عما يجب منعه ومالا يجب من زوار ومثقفين ولد لدينا شعوراً أن الجو مشحون منذ ساعات المعرض الأولى، الشاعر والكاتب أحمد الواصل الذي منعت الرقابة عرض كتابين من كتبه وهما: quot;الرماد والموسيقى: حفريات في ذائقة غنائية عربيةquot;، و روايته quot;سورة الرياضquot; وكلاهما صادر عن دار الفارابي, يؤكد في ثنايا حديثه أن الجو كان مشحوناً بالفعل. وعن منع كتبه قال الواصل أن السبب يعود إلى الرقابة المسبقة من خارج الجهاز الرقابي، إضافة إلى quot; أشخاص داخل الجهاز الرقابي مارسوا مهامهم بتقصد شخصي يهدف إلى إقصاء عناوين معينة في ظل وجود تيارين متناحرين وأسماء محسوبة على كل منهماquot;.
أيام المعرض الأولى حملت، أيضاً، مفاجأة معتادة: الهيئة تتدخل في منع كاتبة من توقيع كتابها للقراء quot;الرجالquot; وتطلب من الأمن أن يقتصر توقيع الكاتبة للنساء، والكاتب للرجال، حيث كتبت حليمة مظفر عن الحادثة قائلة: quot;فوجئت بإحضارهم حرس الأمن ورصهم كجدار أمام منصة التوقيع ومنعي الخروج منها، ومنع زوار المعرض الاقتراب بطريقة مزعجة وتخصيص التوقيع للنساء فقط، والنتيجة أن النساء أهابهن منظر وجود خمسة من حرس الأمن، وستة جنود تقريبا فيما يقف رجلان من الهيئة بوجوه متجهمة، كل ذلك لأني أوقع كتابا ولم أكن أرتدي حزاما ناسفا؟! بل أي تشجيع للثقافة وإثرائها وهم يطوقونها بهكذا منظر مضطرب يخيف الطامحين والطامحات ويصدهم عن الاقتراب منّا!quot;
في أيامه الأولى، كانت شائعة تكاد ترقى إلى منزلة الحقيقة تفيد بأن بعض دور النشر قد امتنعت عن المشاركة احتجاجاً على المعاملة quot;الرقابيةquot; التي تعرضت لها في دورة المعرض الأخيرة مثل دار quot;الحوارquot; على سبيل المثال. ورغم اننا لم نستطع التواصل مع الدار لتأكيد المعلومة أو نفيها إلا أن ناشرين آخرين قد استبعدوا هذا الأمر, مؤكدين أن أي ناشر محترف لن يضيع فرصة مشاركة ناجحة لمجرد الاحتجاج، على حد قولهم.
لكن الحديث عن الرقابة لم يتوقف عند دار الحوار وquot;أخواتهاquot;، شاهدت quot;إيلافquot; في جولاتها في المعرض آراء متضادة عما يجب منعه ومالا يجب من زوار ومثقفين ولد لدينا شعوراً أن الجو مشحون منذ ساعات المعرض الأولى، الشاعر والكاتب أحمد الواصل الذي منعت الرقابة عرض كتابين من كتبه وهما: quot;الرماد والموسيقى: حفريات في ذائقة غنائية عربيةquot;، و روايته quot;سورة الرياضquot; وكلاهما صادر عن دار الفارابي, يؤكد في ثنايا حديثه أن الجو كان مشحوناً بالفعل. وعن منع كتبه قال الواصل أن السبب يعود إلى الرقابة المسبقة من خارج الجهاز الرقابي، إضافة إلى quot; أشخاص داخل الجهاز الرقابي مارسوا مهامهم بتقصد شخصي يهدف إلى إقصاء عناوين معينة في ظل وجود تيارين متناحرين وأسماء محسوبة على كل منهماquot;.
أيام المعرض الأولى حملت، أيضاً، مفاجأة معتادة: الهيئة تتدخل في منع كاتبة من توقيع كتابها للقراء quot;الرجالquot; وتطلب من الأمن أن يقتصر توقيع الكاتبة للنساء، والكاتب للرجال، حيث كتبت حليمة مظفر عن الحادثة قائلة: quot;فوجئت بإحضارهم حرس الأمن ورصهم كجدار أمام منصة التوقيع ومنعي الخروج منها، ومنع زوار المعرض الاقتراب بطريقة مزعجة وتخصيص التوقيع للنساء فقط، والنتيجة أن النساء أهابهن منظر وجود خمسة من حرس الأمن، وستة جنود تقريبا فيما يقف رجلان من الهيئة بوجوه متجهمة، كل ذلك لأني أوقع كتابا ولم أكن أرتدي حزاما ناسفا؟! بل أي تشجيع للثقافة وإثرائها وهم يطوقونها بهكذا منظر مضطرب يخيف الطامحين والطامحات ويصدهم عن الاقتراب منّا!quot;
مبيعات هائلة، رغم ارتفاع الأسعار والأزمة العالمية
كان ملاحظاً دون جدال، الأرفف الخالية التي يتزايد عددها يوماً بعد يوم، المرتادين الذين يصطحبون حقائب سفر على عجلات ليضعوا فيها غلتهم من الكتب والذين كان منظرهم مألوفاً في دورات المعرض السابقة استبدلوا بعمال تحميل مختصين وفرهم منظموا المعرض، ورغم عددهم الكبير إلا أنك نادراً ما تشاهدهم مستريحين أو متفرغين، كانت حمولة الكتب الكبير التي يصحبونها تذكر بحمى التسوق الاستهلاكية الموسمية وليس بحاجة ثقافية.
مرتادون كثر لمسنا تبرمهم من ارتفاع أسعار الكتاب مقارنة بالأسعار القديمة، الناشرون ينفون أي تغير كبير مؤكدين أن الأسعار الحالية هي أسعار عادلة في ظل معاناة شركات النشر من تبعات أزمة المال العالمية. لم يصل الأمر كما يبدو إلى مستوى المشكلة المزعجة، والدليل هو أرقام البيع العالية وكمية الكتب التي تحرج كل وقت من مبنى مركز المعارض.
الرغبات لم تكن محصورة بعلم أو فن معين، من كتب الأطفال إلى كتب السياسة، إلى كتب الفكر والاقتصاد والفقه. هذه هي الرياض ومعرض كتاب الرياض، وهذا هو قارئ الرياض. متنوع ومنفتح لكنه متشائم ومتحفز تجاه الكتاب الذي لا يريده!
كان ملاحظاً دون جدال، الأرفف الخالية التي يتزايد عددها يوماً بعد يوم، المرتادين الذين يصطحبون حقائب سفر على عجلات ليضعوا فيها غلتهم من الكتب والذين كان منظرهم مألوفاً في دورات المعرض السابقة استبدلوا بعمال تحميل مختصين وفرهم منظموا المعرض، ورغم عددهم الكبير إلا أنك نادراً ما تشاهدهم مستريحين أو متفرغين، كانت حمولة الكتب الكبير التي يصحبونها تذكر بحمى التسوق الاستهلاكية الموسمية وليس بحاجة ثقافية.
مرتادون كثر لمسنا تبرمهم من ارتفاع أسعار الكتاب مقارنة بالأسعار القديمة، الناشرون ينفون أي تغير كبير مؤكدين أن الأسعار الحالية هي أسعار عادلة في ظل معاناة شركات النشر من تبعات أزمة المال العالمية. لم يصل الأمر كما يبدو إلى مستوى المشكلة المزعجة، والدليل هو أرقام البيع العالية وكمية الكتب التي تحرج كل وقت من مبنى مركز المعارض.
الرغبات لم تكن محصورة بعلم أو فن معين، من كتب الأطفال إلى كتب السياسة، إلى كتب الفكر والاقتصاد والفقه. هذه هي الرياض ومعرض كتاب الرياض، وهذا هو قارئ الرياض. متنوع ومنفتح لكنه متشائم ومتحفز تجاه الكتاب الذي لا يريده!
التعليقات