كلّ ما قيل من شعرٍ وكلّ ما يُنظمْ
ألقاه يجري في عروقي والدمْ
الشعر دواء لتضميد جراح
أسيرة حزن وعاشق متيّمْ
بكت قوافي الشعر حزنا حين رأت
ما ينطق به القلمْ
أرافق الأيام خشية غدرٍ
وأستقبل الليل بشوق وتبسّمْ
أعاتب العين بجدٍّ وإن حدّقتْ
بما لا يليق بها من سخرٍ وتوهّمْ
وأقفلُ الأهداب ومنّي العقل يسري
يطوي صفاحَ الأرض كالعلجمْ
ويعود يستكين على وسادة
تذوّقت ملح الدموع بتزقّمْ
رافقتني والليل صنو متاعبي
وهل على غيرها أستريح وأنعمْ؟
تشكو ما تراه من ألم وصورٍ
كصحيفة بيد صفيق أطرمْ
ما لي أرى الآذان صاغيةً
إلى الإعلام والجبن فيها مستحكمْ؟
هل السواعد تخلّت عن أعنّتها
بحمْلِ جوّالٍ باللهو ملتزمْ؟
لما الغابات من الأسْد خالية
وعرينها مشرّعُ الأبواب متجهّمْ؟
فلسطين أطفالك طوياً على الثرى
خاوية البطون والوجه مهشّمْ
ونساؤك ثكالى بالهمّ مثقلة
تودّع أبطالاً أكفانهم العلمْ
وزغاريدهنّ للنصر معبّرة
تقول للمحتل نموت ولن نستسلمْ
بياض النقب يعلو رؤوسهنّ
يا أمّة العرب والعجمْ
فلسطين غيداءُ حسن عربيّة
يا مهد عيسى والرسول الأعظمْ
وصيّةٌ من الباري لمن يزورها
لا يدوس أرضها بدون تيمّمْ
لا تتركوها وكراً لآل حصين
شدّوا السواعد واستنفروا الهممْ
يا صخرة المعراج عهداً
بحقّ من له عليك موطء قدمْ
كنيسة المهد لن يُقفل بابها
ولو جُبِلت أرض فلسطين بالدمْ
ومن كنيسة القيامة عيسى قادم
بالإنجيل والقرآن والحب المفعمْ
يا أمّة العرب يكفيكم مذلّةً
بأي مقبرة دفنتم باقي الشيمْ
واستعيروا العزم من سالف
ليشهد التاريخ أحفادكم بمن تهتمْ
ألقدس يأبى منكم مذلّةً
معراجُ نبيّكم وثالث الحرمْ
إنتظرناكم طويلاً والأيّام عصيبة
ألا تعلمون أن الجنوب وغزّة توأمْ؟
أطفالها يرون الهمّ في مستقبلهم
سوء الدمار والتهجير والتيتّمْ
أتاهم الأضحى وكانوا ضحيّة
لمحتلّ قبيح مجرمْ
برت أيدي الملوك وكلّت
على صدور المحتلّ بوضع الأوسمْ
شرّعوا بالظلم وصيّة نبيّهم
وتبادلوا القرى والغنيّ الدسمْ
جبابرة يخجل التاريخ من ذكرهم
بُشم البطون من لذيذ الأطعمْ
تيجانهم بالياقوت والماس مرصّعة
وسريرهم مرجان يعلوه فرو الأنعمْ
ونساؤهم في القصور قاطنة
بحلى وديباج يكسو المعصمْ
أطفالك غزّة وأطفال قانا
أعداداهم تفوق أعداد الأنجمْ
وشهداؤها فخر وعزّة وكرامة
أنفاسهم رياحين ودماؤهم بلسمْ
وكلّ نقطة دم منهم نزفت
يرافقها لعنة على كلّ عربيّ نائمْ
ما دام عزّ للملوك من قبلكم
سئتم مصيراً يا وقود جهنّمْ
استبشروا بالخزي واعلموا أنّكم
مزبلة التاريخ في عصبة الأممْ
صهيون لا ينعم وإن طال الزمان به
أين نحن من أحفادكِ فاطمْ؟
كم غزاة من قبلكم شدّوا رحالهم
مقطّعة أوصالهم منخورة الهممْ؟.
- آخر تحديث :
التعليقات