كـُرجية: امرأة فاضلة متدينة تؤمن بالكتاب المقدس والقضاء والقدر أحبت العراق وأحبها لكنها أجبرت على تركه والرحيل عنه من غير جناية أو ذنب سوى إنها من يهود العراق الذين شكلوا جزء مهما من النسيج الاجتماعي والفسيفساء الرائع لهذا البلد الحبيب فإلى روحها الطاهرة والى ابن شقيقتها أخي الفاضل الأستاذ الدكتور شموئيل موريه (سامي) اهدي هذه القصيدة:

سلامٌ علَى كُرجيّةِ الخيرِ إنها أحاطتْ بدنيا الحقِّ من كلّ جانبِ
سلامٌ على كرجيةَ حينَ أدركتْ بأنّ العذابَ المُرّ أعلى المَراتِبِ
وإن خلاص المتعبين مُوَثـّقٌ بأسْفار حاخامٍ وترتيلِ راهبِ
أحنّ إلى كُرْجيّةَ ودُعائِها حنينَ مُعَنّىَ في الشقاء ونادبِ
وكم نالها كيدُ الحياةِ وبُؤسُها فما وهنتْ يومًا لأعْتى المَصائبِ
تحمّلتِ الآلام كرجية التقَََى ففي روحها نجوى ونبع لشاربِ
فيا أختَ حاييم ويا أختَ خافقي كلانا أبيُّ الضّيمِ صعبُ التجاربِ
لئن كنت ِ في بغدادَ لحنًا مُميّزا لقدْ صِرتِ في حيفا نشيدَ المواكِبِ
سلامٌ على دَوْحٍ رقيّت بجنبِهِ فأينعَ في روض ٍ بهيّ المساربِ
أ (رامات - جان)* يا نسيماً بجنة ٍ ويا عزفَ قيثار ٍعلى موجِ قاربِ
هناك بواديك الجميلِ صِحَابُنا نَحِنّ لهمْ شوقا برغم النوائبِ
لئن نزلتْ كُرجيّة ٌ بفِنائكم فقدْ خُلـِّّدَتْ فينا بطِرْس ٍ لكاتِبِ
ويا أمّ سامي يا ابْنَتَ المَجدِ إنكمْ بُدُورٌ لهَا تَرْنُو عيونُ الكَوَاكِبِ
ولوْ قِيلَ مَنْ أهلُ البراعةِ والنهى؟ ومَنْ زانَه عِلْمٌ بأعلى المَرَاتِبِ
لما اخترتُ إلاّ صفوة ًمن بنيكمُ مُهذ ّبَة ًفي كلّ سَعْي وواجبِ
تـَعشّقها في الرّافِدَيْن مُتيّمٌ ولمْ يَخْشَ مِنْ لاحِيهِ شرّ العواقِبِ
لنا غاية ٌ أسمىَ منَ الحِقْدِ والعِدَى سلامٌ وحبٌ فوقَ كلّ الرّغائِبِ
أكرجيّة عفوًا إذا شطّ مِقْوَلِي فَصَرْحُكِ أسْمَى مِن جَميعِ مَواهِبِ
(كثيرُ حياةِ المرءِ مثل قليلها يزول وما في عيشه مثل ذاهِبِ)
ويا أُمّ سامِي يا نِداءاً منَ السّمَا عليكِ سلامٌ سائِرُ فِي الرّكَائِبِ
حَنَانَيْكما من ورْدَتينِ أطلّتا علَى سَفـْْحِ وادٍ مُزْهِرٍ بالأطايِبِ
ستبقى لَكُمْ ذكرَى تنُثّ بِعطرِها كَما أمْطرتْ بالخَيْر كفّ السّحائِبِ
* رامات - جان: وتعني هضبة الجنان أو كما تسمى quot;هضبة بغدادquot; لأن اغلب سكانها من اليهود النازحين من العراق.