الى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدته: (سلام ٌ على بغداد)

كبيرٌ على بغدادَ حين تعافُها
فكمْ قلتَ تفديها فكيفَ تَخافُها ؟
كبيرٌ عليها حين يُسْلخُ جلدها
وأنتَ تُغنّي لمْ يرُعْكَ ارتجافُها
كبيرٌ على بغدادَ يوم اغتصابها
وفي عرسِها يبكي بصَمت ٍزفافُها
لقد كنتَ أ ُمّاً للمعاركِ هازجاً
ودجلةُ تعلو بالدماءِ ضفافُها
بيوتُ العراقيّين كانتْ جنائزا
وقرْع قيامات ٍ بشِعْرك َقافُها
فبارَكْتَ للسفّاح ظلمَ سيوفِه
وكلّ بحور الذبح ِأنتَ زحافُها
وَفيّاً تُآخي الذئب َفي غزواتِهِ
لِتغنمَ ما أبكى الثكالى قطافُها
لتغنمَ في المنصور لحْسَ ولائم ٍ*
بحَشْرَجَةِ الأيتام تُشْوى خرافُها
تَتبّعْتَ صَدّاماً وأمراضَ نفسِهِ
وَقبّلْتَ كَفّا ًلا يُقاسُ اعتسافُها
أما كنتَ يا رزاقُ تنشدُ نحْرَنا ؟
فِداءَ عصابات ٍتناهى انحرافُها
وَزوّرْتَ تأريخاً فِداءَ دراهم ٍ
وَنَخْب ِكؤوس ٍمِنْ دِمانا سلافُها
تُدوْزنُ فوق الغيم ِنظمَ قصائد ٍ
لتمْطرَنا حَرباً جحيم ٌ طوافُها
ولكنْ إذا باعَ الضميرُ جَبينَهُ
سيأكلُ حَتْماً بالعروق ِجفافُها
فمثلكَ بالصمتِ المُميت نَجاتُهُ
وليس بأبياتٍ يخيبُ جزافُها
أتزعمُ أنّ الأرضَ كانتْ عزيزةً
عجيبٌ أما كانتْ قبورا شعافُها ؟
وما أنا بالثأراتِ أطفيء حُرقتي
ولكنّ شمسَ الحقّ حان انكشافُها
سلامٌ على بغدادَ وَهْيَ عنيدةٌ
يخيط جراحاً كلَّ يوم ٍعفافُها
سلامٌ ومن قلبي إليها حمائم ٌ
وإنّ أفاعي الحقدِ جَفّ زعافُها
أجسُّ عيوني لا أصَدّقُ ما أرى
أيبكي على بغدادَ حقّاً خلافُها ؟
سيبقى فمُ الشيطان ِفيكَ مُعرْبداً
ويخفي خطايا في يديك َاعترافُها
وليس غريباً أن تنوحَ بدمعَةٍ
فدمعة تمساح ٍيهونُ انذرافُها

[email protected]

* اشارة الى فندق المنصور ميليا