فَتّشَ في جيْبه ِ عَنْ آخر تصريح ٍ
لمْ يَجدْ إلا قلما ً،يكتُبُ شِعرا ً غامِضا ً
وامرأة ً، ترَكتْ بين َ أظافره ِ، نافِذَة ً.

فَتّشَ ثانيَّة ً، مِنْ بابِ التَأكّد ِ
لمْ يرَ إلا شارِعا ً، منعطفاته أنا..
شارِعا ً قاحلا ً آخرهُ، شِعري ونجماتي.

كُنت ُ أُوازيه لُغة ً، توازِيه
نشتَهي الله، ونسقيه لُغة ً تشتَهيه.
كنّا وحيدين..تربُطُنا ( واو ) المعيّة ِ بذاكِرَة ٍ
أسرع مِن ْ فعل ٍ ناقِص ٍ يسرد ُ الأحداث َ بحكمته ِ
وحيدين، إنما أكثرَ مِن وطَن ٍ،يُراوده ُ الجميع.

وحيدين، تقودُنا أحرفُ الجرّعنْوَة ًبِلا قلب ٍ
تربكُنا ذبْذبات ُ الإشارة، نحوَ السّجون،
وعلاماتِ الطّريق المؤبد.

الجّغرافيا، التي رسمتْه ُ، ما انحنت ْيوما ً
شَطفته ُ، حَفَرت ْ عَلى خدّيهِ،نهرين ِ جاريين،
إلى طفلة ٍنبعُها عشرُ سنوات
وعشبُها، أنقى مِن ْ قميصِ المدرسة.

الوحيدُ الّذي كانَ ظمآنا ًليسَ موصولا ً
وليس شبعانا ًبما يكفي مِنْ نورهِ
تنمو بين َ أظافِره، نافِذَة ٌ تحتويه
وحين َ لا تكفيه يستبيحُ الشّمس َ طولا ً وعَرضا ً
يسألُها عَن سينهِ والمستقبل

فتَّش َ في جيبِهِ لمْ يجدْ سواي
كانتْ لحيتي عرجاء
لمْ تزحف لها الّصحراء
إنّما أثقلها الدليل.

متعبٌ أنا، كنت ُ شاردا ً
وكان َهو قويّاً،بيدهِ المدينة كلّها،
البيضاء بدارِها
عشتار وأسنانها اللّبنيّة.

بإمكانِهِ أن يمسك َ فعلا ً ماضيا ً ينصبُهُ كما يشاء
وبإدمان المحترفين، ينامُ.. ولمْ يحلم.

بإمكانِهِ، أن يفتح َ جرحَهُ إلى أقصاه
يُسقِط ُ فيه مركبة،من ورقِ الآس،
يشمّها، ثمَّ بخبرة ِ الّمتمرّسين، ينام ُ ولم ْ يحلم.

بإمكانِهِ كان أيضا ً
أن يكتفي بالّخروج السّريع ِ،تحت المطر
ليس بردانا ً،
بل يتذكّرُ، دوني، سمومي، ولمْ يحلم.
كانت ْ له قبّرة ٌ وحيدةٌ، هناك
تحت إبطه ِ الأيسر
تكاتبه ُ
تطرقه ُ بابا ً
يتجمّعُ الغيم ُ، حولَهُ كُلّ يوم.

وبهدوئه المعتاد، يدلقُ حزنه ُ كلّهُ
لا مطرٌ
لا باب
كأنَّ بئرَ الّحنين، تغري فعلهُ المضارع،
أن ينزل بغداد، قلبا ً يانعا ً،
بين ضلعين متعبين، مِنْ كثافة ِ الّدخان ِ
ورقّةِ الأحلام.

ماجد مطرود شاعر عراقي يقيم في بلجيكا

[email protected]