لأيّ قلب تركت الآن أمتعتكْ
و رحت تلقي على الأيام أشرعتكْ
أمن ليالي الأسى تطفو إلى حلكٍ!
و من بياض المنى تقتاد مملكتك!!
و بعد أن أهرقوا في الرمل كلّ رؤاك
الخضر عادوا ليغدو الرمل أسورتك
ماذا جنيت؟ ليمتدّ الخرابُ يدا
تكاد تذرو على عينيك أطرقتك
و نحن نشرب من كأس الهموم كما
شربتَ من دمنا تروي به عنتك
أورد حياضك عبد العشق منتخيا
ولا تكابرْ على صدق الهوى أمتك
كم كنت تطفئ نار الغير إن ضرمت
من ذا بربك يطفي الآن محرقتك؟
أراك و الناهبين الريح من يدها
و من يطيل لملهى حلمه سِنتَك
المتخمين بحلوى الفتح مذ فتحوا
و بَسْملَ الريقُ فلْتوسعْ له رئتك
لكي يخيطوا لثام الصبر حول فمي
و كي أرى عشّك الأتي و أجنحتك
هم يترعون كؤوس الليل هانئةً
فيما أقاسم ليل الصبر أدعيتك
كانوا وقد وعدوا ألا أجوع غدا
و ها أنا صغت من جوعين أغنيتك
أين الذي؟ و متى؟ كيف استوى أفقي
دعني أعلّق في الأستار أسئلتك
دعني أخبئ وجهي فيك عن ثقة
أني سأكسب يوم المشتهى ثقتك
ثعالب المدن الحيرى قوافلها
تحوطني فكأني صرت قافلتك
في كل عينٍ أرى الأيام تبصقني
و ما أعدّ وقد أبصرت مسبحتك
توحشت كل أظلال المدينة لم
يعد من الظل ما يشتاق أنديتك
هذي الوجوه التي تغتال أمنيتي
و تدعي أنها تشتاق أمنيتك
معبآت بزيف الأرض أجمعها
و كل من جاء بالحلم الجميل فَتَكْ
بريئة كلمات الطهر في شفة
تدنّس الحق إذ ترمي بها شفتك
فليس إلا شعاراتٍ على جدُرٍ
و كلها من جفاء عقّ أوديتك