وَحْدَهَا الكَمَأَةُ مَنْ حَاوَلَتْ أَنْ تُشْبِهَ الإنْسَان
كَانَ الخِيَارُ مُتَاحَاً لِجَمِيعِ الكَائِنَاتِ
لِتَبَّنِي شَكلَها..
فَانحَازَتِ النَّبَاتَاتُ
لِشَعرِ لِيلِيت
وَوَحْدَهَا الكَمَأَةُ خَانَتْ كُلَّ شَيءٍ
وَتَشَبَّهَتْ بِوَجْهِ عَامِلِ مَوَانِئْ
فَأَعَاقَتِ السَّحَابَاتُ طَرِيقَها، وانتَعَلَها المُلْحِدُونَ
وَلَمْ يَنْظُرْ لَهَا الإنْسَانُ فِيْ أَسَاطِيرِهِ
وَلَم يُجدِ تَمَلَّقُها لَهُ
الكَمَأةُ.. قِصَّتُهَا.. كَقِصَّةِ الأُمُومَةِ
هِيَ الوَسِيلَةُ الحَرَامُ
والغَايَةُ المُقَدَّسَة
* * *
أَدْرَكَتِ الفَاشِلَةُ فِي النَّحوِ
أَنَّهَا لَنْ تُدْرَجَ فِي أيِّ كِتَابٍ سَمَاوِيْ
وَلَن تُذكَرَ أيُّ قِصَّةٍ لَهَا مَعَ الأَفَاعِي
وأنَّ المَرأَةَ لَنْ تَشْتَريها لإخَافَةِ الأطْفَالِ بِوَجْهِهَا المُجَعَّدِ
كَنَايلُونْ مُحْتَرِقْ
استِيْرَادٌ لِلضِّدِّ
وَتَضْمِيدٌ لِلدَوَامَاتِ
وَوَعْيٌ مُعَلَّبٌ، بِعُلْبَةَ وَاقٍ ذَكَرِي
هِيَ
إنَّهَا تَقْلِيدُ الآخَرِينْ
لأنَّ الكَائِنَاتِ لَيْسَتْ مَهْوُوسَةً
بِأَشْبَاهِهَا
وَالإنْسَانُ.. بِالذَّات
الإنْسَانُ بِالذَّات
لا يُحِبُّ مَنْ يُشْبِهَهُ...
لأنَّهُ بِالكَادِ يَحتَمِلُ خَطِيئَةَ اخْتِرَاعُهُ للمَرَايَا
وِلِذَا ادَّعَى يَعْقُوبُ أنَّهُ تَصَارَعَ مَعَ الرَّبِّ
حِينَ كَانَ يَمْشِي مُخَاتِلاً ndash;كَمَا يَنْبَغِي- فِي أُورشَلِيم
وَلِذَا مَاتَ السَيِّدُ نَرسِيسْ
* * *
لَم تُلَقِّنْ الكَمَأَةُ حِكْمَتُهَا لأحَدٍ
وَلِذَا لَم يُولَد مَنْطِقُ الخُصُوصِيَّة بَعدْ
أنا هِيَ الخُصُوصِّية
والكَمَأَةُ، لُقَاحٌ مُجَّفٌف للإحْبَاطْ
وَتَدَرُّنٌ بِانتِظَارِ أَنْ تَتَكوَّنَ الصَّحْرَاء
وَلَيسَ أَن تَتَكوَّنَ الصَّحْرَاء فَقَطْ، بَلْ أَن تَكُونَ العَولَمَةُ أيضَاً
الكَمَأَةُ.. لَيسَتْ العَوْلَمة
وَلَكِنَّ المُصَابيِن باِلعولمة يُشْبِهُونها
بأسى.
وَلِذَلك لَمْ تُفلْح هَذهِ الحداثة.. لأنها كانت كمأة مشوهة
وَمَعْفِيَة مِن هَوِّيتها البَائَِسة.

الكَمَأَةُ أيضَاً هَذهِ القصيدة