الشاعر إسلام سمحان يلقي عدد من قصائده الجديدة في أمسيته الأولى في عمان
سعاد نوفل من عمان: ألقى الشاعر الأردني إسلام سمحان مجموعة من القصائد خلال أمسيتة الشعرية الأولى في عمان والتي جاءت بدعوة من اليسار الأردني الذي أبدى تضامنه مع الشاعر منذ بدايات القضية وضمن الجهود المبذولة من قبل مؤسسات المجتمع المدني للوقوف حيال ظاهرة مصادرة حرية الأدباء والمفكرين. حيث اجتمع العديد من المثقفين ومتذوقي الشعر والمهتمين والذين جاءوا تضامناً مع الشاعر، وقام مهدي سعافين بتقديم سمحان قائلاً quot; نلتقي اليوم في هذه القاعة المغلقة بجدران حقيقة أمرها أني لا أرى لها حداً أو حدوداً تحاصرنا بها وإنما تعلو وتبتعد لتفسح المجال أمام قصيدة جريئة ومناهضة ومتعالية على الخوف والزيف والكذب قصيدة تكسر قافيتها ما هو سائد وفي لغتها ما هو رتيب وفي فكرتها ما هو مقدس وثابتquot; كما وصف سمحان بالشاعر الذي دخل دون أن يعلم مشروعاً انسانياً جديداً يرفض الوصاية والتبعية والاستخدام المريب للنص المقدس مقابل قصيدة مترامية الاطراف. وقام سمحان بإلقاء عدد من قصائده الجديدة بمرافقة أنغام العود الذي بدت تتعالى أصداؤه في أرجاء القاعة وبدأ معها سمحان بالتحليق عالياً حيث ألقى quot; لمن تحمل الوردة quot;، quot;فصل خامسquot;، quot;الصباح ليس خيراquot;، quot;قصيرة للغايةquot;. وفي قصيدته الأولى سجل الشاعر وقفة على ما يحدث في قطاع غزة والأراضي المغتصبة مشيراً إلى ذكرى النكبة الواحدة والستين إذ ألقى quot;لمن تحمل الوردةquot; التي أهداها إلى أم الشهيد واخته وزوجته وحبيبته جاء فيها:
أوقفني عاشق فقلت:
لمن تحمل الوردة؟
حبيبتك سيخطفها القصف عما قليل
وستغدو كمشة من رماد
فلا تغامر من اجل الحب
أوقفتني عاشقة فقالت:
لي حبيب سيجيء..
ربما في الهدنة استطيع
أن اصفف شعري
و أن أشُك دبوسا على صدري
يشبه قوس قزح
وأركض في الساعة الأخيرة إليه
وأظن بان وقتا سيحالفني
عكس حظي المفزوع من صوت القنابل
أوقفني الصغير وقال:
قبل أيام كنا نلعب بأزقة القطاع
ولسوء فهم اختلفت مع الصغيرة
لم اقصد أن أثير زوبعة من الصراخ بوجهها
ولكن شأن الدمية شأني
و شأن الصغيرة أنها لم تفلح بإقناعي أن الدمى
تروح وتأتي مثل الطائرات
وأفاد سمحان بأنها أمسيته الأولى في عمان والتي يلتقي خلالها مع جمهوره ومتضامنيه مشيراً إلى أنه أقام أمسية في بيروت في كانون أول الماضي بدعوة من الأديب الياس خوري في افتتاح معرض بيروت الدولي للكتاب حيث التقى خلالها مجموعة من الأدباء والكتاب العرب الذين أبدوا تضامنهم لدعم حرية الإبداع.
كما أضاف بقوله quot;سأواصل مشروعي الكتابي الذي بدأته مهما وضع الآخرون من عراقيل أمامي، موضحاً quot;إن ما حدث زاد من أصراري على الإستمرار فأنا لست أول شخص ولا آخر شخص يتعرض لهذا بدءاً من ابو العلاء المعري وابن عربي وابن المقفعquot;.
يذكر بأنه تم توقيف الشاعر اسلام سمحان تشرين أول الماضي على خلفية الإساءة للاديان بعيد نشر ديوانه الشعري الأخير quot;برشاقة ظلquot;، وقام الشاعر خلال الأمسية بقراءة عدد من القصائد من الديوان نفسه.
وتزامناً مع إقامة الأمسية الشعرية ينتظر الشاعر إسلام سمحان المثول امام المحكمة للنظر في قضيته خلال الأيام المقبلة، موضحاً quot;ارجو أن يتحلى القاضي بالموضوعية، وأنا أثق بالقضاء الأردني، وأنا مع أن يكون القضاء هو الفيصل بيني وبين الذين تبنوا رفع القضية ضديquot; مشيراً إلى أن ظاهرة مصادرة النص لن تتوقف عند إسلام سمحان فحسب بل هناك هناك العديد من النماذج كالشاعر طاهر رياض في ديوانه quot;ما ينطق عن الهوىquot; ومحاكمة الناشر الياس فركوح لنشره مجموعة الكاتبة المغربية منى وفيق quot;فانيليا سمراءquot; وفتحي البس عن كتابه quot;انثيال الذاكرةquot;، ومن مكانه دعى الشاعر سمحان المثقفين العرب لتأسيس مؤسسة للدفاع عن حرية المثقفين والمبدعين.