من المحذوف في عدم اتضاح العبارة
القسم الرابع والأخير
لمسنا السماء.. لمسنا العناصر.. لمسنا ظلام الكاهن
في تردد كلكامش.. لمسنا الزقورة تتهجى الفضاء
بينما المسلة تقول: التاريخ هو المصادفة.. لمسنا
عشتار عارية في المدينة، أيها الرب لماذا لا تضعف
أمام شفافيتي..؟
جسدك أول الغائبين
أو الحضور المطمئن إلى
غيابه.. سأكتب جسدي
قبل إن تنتهي اللذة من الكلام.
*
لمسنا بعل يحيي عاهرات أوروك بزهرة الفيلسوف
وكمنجة الشاعر.. أيها السيد حمورابي احتم بقبرك..
لمسنا... حينما كان في العلا.. بابل تفرك فضة
الحضارة. باسم ( بيل) وباسم بابل العظيمة
الجدار أتحدث....
كل سماء قريبة مخادعة
أيها الواضح البعيد احبك.
*
لمسنا.. أيتها السيدة المسمارية اختبئي في حضارتك
سيجيء الأمٌي بالبدو واللامكان.. لا المصادفة، يسبق
الفكرة التي لا تسكن الكلمات...
لا بابل، لا أوروك، لا سومر، لا عشتار الجميلة
المباحة، لا آلهة مرحين.. هذه ارض الكفار يا سادة
قريش مسخهم الله أصناما.
الأعمى سجن نفسه.
كل ملتح فارس أيها الراجلون، غطوا أقوال الضحية
بالديباج وبولوا على الدم ولا تقولوا انتصرنا.. لان
الشهيد غنيمة. فغلطتنا الأربعاء ولا احد يشي بأحد،
سقطنا من عين الله في التسمية، والجنون خطأ الفكرة
لا براءة السبب، فما معنى إن تقول املأ زمني بخروجك
أو معاوية واسع البلعوم؟ صححوا خطر الجملة أو خففوا
صحة الخطر، بحيث أقف في منتصف الهواء وأنا
آخر ضوء في القافلة.
هو السورة لمن تلاها
أو نون والقلم.
*
لمسنا أفق العاشر ولذا علينا صاعقة وعليهم صاعقة
ومنجنيق لان إبراهيم من تراب وبيته سلم من الأضاحي
فيا ابن النابغة، يا ابن النابغة لذا هولاكو يهدم قبورنا
وصبياتنا يكبرن في الكراجات.
لمسنا.. اقتلوا نعثلا.. لماذا تصفع بنيك يا أبتي وليست
فيك دعابة؟ وذا ابن السوداء يسقط دون إن تتبرأ الحاء
عن قافها.. لماذا لمسناك قبل حلول السماء؟ اقتلوا نعثلا
.. غدا كلاب تنبح المراهقة الحمراء فتضحك الباب على
مصراعيها وتسقط العبارة في ندم يتآمر لان الخنجر لم
يكن فاعلا ( فاعلا) في الحفلة اللغوية.. لماذا تصفع
بنيك يا أبتي؟!
كل شيء بين يديه يتكلم
*
أتذكر يا عامر بن سعيد..؟ نعم.. ركعتان في بيت
المال، لم يمت الخليفة.. فرقي الدنانير يا زوجتي
وخذي خوفي واشطفيه من أحلامك لكي أتذكر إنني
نسيتك.
المسي يدي لأعلم إنني وحدي
*
يا بن السًكيت لا تنادم الخليفة، فبعد قليل يقتلك الجنود
الترك باليس يم.. يس يم، أو تقتلك العبارة. وبعد إلف
عام يشتري الأكراد المهجرون ملابسي العسكرية لان
احدهم تعلم إن عيني اليمنى تشبه من يقول إلى متى يا
صاحب الزمان بعين واحدة؟. من يشتري هذه الأصنام
واعني ظلامي؟ لم يكن ظلا مرقطا.. أي خريف لا
ادعيه ألان.. لان الجثة التي في الفراغ ليست لي
والرجلين الجالسين في الحديقة أكدا إنهما لا يعرفاني
لذلك هذه الجثة تشبهنا بسهولة، لم اقل ذلك إنما جامع
الأشلاء في عربة البلدية يضع قماشا على انفه والسائق
يبكي بلا قماش.. هلو، هنا مونتي كارلو.. الطقس
غريب هنا.. هنا ليست مونتي كارلو والدليل إنني لم
أتذكر صوفي مارسو... أيها الرفيق ما هذا الشيء
الذي يشبه... يشبه.. أ.. أ اللعنة، الإنسان؟ ولماذا
تضعونه في المشهد المتكرر.. اعني ثلاثة وعشرين
عاما؟؟!
ثقل لآل الأمٌي
*
ما الذي ترسمه.. طائرة أم طفلة مروحية؟ أنت تخطئ
إذ تضع الدمية قرب المروحية.. لماذا هي حمراء بلا
شك؟ أيها الرب دع عرشك قليلا ولنتحدث عن القمامة
ما حاصل جمع طلقتين؟ أليس واحدا يتكرر؟ مثلا
الجنوب واحد.. ما حاصل الطلقات؟ احمر أو لا شيء
في غرفة الإفاقة
ينام المعلى بإبهام مقطوعة /
مواد نبيذة.
*
من يشتري هذه الأصنام، واعني إنني لست خجولا
والفرق بين القبلة والجملة خطل اللغة.. لذا يظهر
المجانين بسالة الكلام عندما يشيرون إلى السقف
ويقصدون الزقورة، بحيث تفشل الطبيعة في إعادة
ترتيب الحروف على هيئة أنثى وأقفاص تمجد المرآة
والظل.
أنا مجنون لسبب
وأنت عاقل بلا سبب.
*
الليليون لا يحلمون بالشمس، وبأسرارهم المضيئة
يقرأون النهار الغائب. ولأننا كنا نبيع البيض في
ساحة quot; الطيران quot; اكتشفنا أنهم غير مظلمين (
نوري أبو رغيف أحفظ هذا) أنا سأعيد أمجاد
هرمس، ليمت الأمُي، لتمت الإيقونات، ليمت
يهوه.. أنا سأعيد مجاد هرمس الصاعد في سلم
النار إلى شباب الغيمة، إلى عتبة الريح، إلى
قامة الموجة. هرمس لا تبهظني لان بغداد العجوز
لا تشعر بالدفء طالما كنت في فندق ( لؤلؤة القاهرة)
أو فندق فقر الدم، أو المستنقع، أو احمد هاشم
مقابل القمامة، أو طيلة يومين بدون طعام.
لم تنجح يداه في قراءة نهديك
لذا هو يمسك بالمسدس.
*
أي هرمس، وجدتك مشتتا في الكلام وهذه لغتي
فخذني.. أمد يدي إلى غيبوبتي، إلى أوروك
الموثقة بضفائرها، إلى كلكامش المحنط في
المتحف، إلى آلهة مهربين بأحذية الجنود، إلى
التأمل الأبيض...
بعد إن أعطيته الوردة
ابتسم ولكمني.
كل ما يأتي مضى.. طالما إننا سنموت غدا.
بغداد 1991
التعليقات