يبعثر ندى الأشجار في المساء، الأسيجة العالية لأضرحة موتانا
وخطاطيف ممالك الشواطىء تعلق أقنعة حظوظها وأسلحتها في السقوف
المنطفئة لينابيعنا. عهودنا الموزونة مع آلهتنا. دمرّت الرياح
نضارتها في الهبوب المدويّ للروائح العطنة لقرابين تحالفاتنا المتقلبة
ما بين الصيف وما بين القرميد الأسود لموتنا الأكثر انزلاقاً من ضوء
سنبلة. لا وعد ولا ميراث لنا إلاّ الحنوّ الدائم على بذرة تطوافاتنا
التي نحضنها احتضاننا لقرنفلة القانون في التعجبات المشؤومة لحلمنا
المنعطف في الظلمة الوثيرة للزمان وتماثيل فيروزه الضخمة.
يسطعُ ضوء الصخر في شفاهنا، والذين نحبهم هلكوا، وبرق الوحشة
يتعرجُ ويتفرع ويوسع لحيواتنا تفاهاتها.
المواثيق التي عقدناها في الماضي مع الأنهار. ينبغي الآن أن نحلّها كلها.
ثمار أعيادنا وقناديل فجرنا عطشى، وجذورنا تمددت في صلابة الرماد.
هل لنا أن نصعد الذروات المحروسة لأحلامنا بثيابنا التي حفرتها مخالب السنوات؟
نحرثُ في أرض محنتنا حقول الفحم المستنفدة، من أجل العطور الميمونة للحظة
التلاشي. من أجل الصمغ الذي يهدم روابطنا مع الينابيع المفتوحة على اللذة
وحصانتها. يتنفسُ سهر الحجارة على الشواطىء المغمورة بنسيم صرخة الانسان
وتسحب العاصفة حظوتها، وهي حظوة بجعاتنا المرصودات في العطية الكبيرة
للفضل الإلهي، ومصائر قرابينا المقيّدة الى النعمة العظيمة وغليان اعتدالاتها.
تدل العقيق الأزرق للموت على حمحماتنا في ليل محنتنا. يكبلنا الأزل ويكبلنا
الأبد، وفي المستنقعات الغريبة التي تضيّق عليها العصور. نترك الشعلة العملاقة
للروح على الحافة المتصدعة، وتفنى الكينونة في التحالفات التراتبية للحظة العدم
المترصعة باضمحلال الأشياء. لاشيء يبقى لنا إلاّ صمت الظهيرة المتأرجح على
عذوبة سهادنا العتيق في الحديقة الفيحاء، ونحول اللبلابة المتخفية والمغردة في
أرض خريف العالم.

مالمو
[email protected]